استقالة القائم بأعمال رئيس وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) ديفيد ريتشاردسون
نُشر في 17 نوفمبر 2025
أعلنت وزارة الأمن الداخلي أنّ ديفيد ريتشاردسون، القائم بأعمال رئيس وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، سيتنحى عن منصبه، في إعلان أنهى ولاية مضطربة استمرت ستة أشهر فقط منذ توليه المنصب، وذلك بينما لا يزال موسم الأعاصير الأطلسي جارٍ.
لم تذكر الوزارة أسباب رحيله، وأفادت صحيفة واشنطن بوست بأنّها كانت أول من نقل الخبر. وأوضحت الوزارة في بيان أنّ كارين إيفانز، رئيسة جهاز موظفي وكالة FEMA، ستتولى مهام ريتشاردسون مؤقتاً، وأن الوكالتين — FEMA وDHS — تقدّران خدمته.
ريتشاردسون، الضابط السابق في مشاة البحرية الأميركية، هو ثاني رئيس مؤقت للوكالة يغادر أو يُقال منذ مايو. رحيله يأتي وسط انتقادات لتواضع حضوره العام أثناء فيضانات تكساس المميتة في يوليو التي أودت بحياة نحو 130 شخصاً، ولحيرة الموظفين في يونيو عندما قال إنه لم يدرِ أنّ البلاد لها موسم أعاصير.
سلفه كاميرون هاملتون أُقيل في مايو بعدما تصدّى لمحاولات تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب لتفكيك الوكالة. وأكّد ترامب مراراً رغبته في تقليص حجم FEMA بشكل كبير، بحجة أن الحكومات المحلية والولايات قادرة على تولّي كثير من مهامها.
تلعب FEMA دوراً محورياً في الاستجابة الاتحادية للكوارث الكبرى، بما في ذلك الأعاصير. وقد أفاد تقرير صادر عن مكتب رقابة الحكومة في سبتمبر أن الوكالة خسرت نحو 2500 موظف منذ يناير عبر عروض مغادرة طوعية وفصل وتسهيلات تشجيعية أخرى، ما خفّض إجمالي عدد العاملين إلى نحو 23,350 موظفاً. وتأتي هذه التخفيضات كجزء من دفعة أوسع لإدارة ترامب لتقليص كلفة وحجم القوى العاملة المدنية الفدرالية.
تميز ريتشاردسون بغياب بارز عن المشهد العام مقارنة بمديري FEMA في إدارات سابقة، وظهرت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نوم كوجه الاستجابة الحكومية للكوارث خلال الولاية الثانية لترامب. رحيل ريتشاردسون المفاجئ يُعد نهاية مذلّة لمسؤول كان قد حذر الموظفين عند وصوله في مايو بأنه «سيجتاز من يقف في وجه التغيير» وأن كل القرارات يجب أن تمر عبره. وقال آنذاك: «أنا، وأنا وحدي داخل FEMA، أتكلم باسم FEMA».
تأتي هذه التطورات في ظل نقاش محتدم حول مستقبل الوكالة ودورها في التعامل مع الكوارث الطبيعية والقدرة المؤسسية على الاستجابة لتهديدات مستمرة مع استمرار موسم العواصِر.المواجهه