نائب بارز في الكونغرس الأميركي يعلن إعادة التبرعات من أيباك، معلناً تحولاً واضحاً في موقف قطاعات من الحزب الديمقراطي تجاه اللوبي المؤيد لإسرائيل.
أعلن النائب سيث مولتن أنه سيعيد التبرعات التي تلقّاها من أيباك، مبرِّراً قراره بتقارب مواقف المجموعة مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو موقف اعتبره غير قابل للدعم. وجاءت تصريحاته بعد أن أعلن نيته الترشّح ضد السناتور التقدمي إد ماركي في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية المقبلة، ما يضفي على الخطوة رمزية سياسية إضافية.
قال مولتن إنه صديق لاسرائيل لكنه ليس مؤيِّداً للحكومة الحالية، وإن مهمة أيباك اليوم باتت دعم تلك الحكومة تحديداً، لذلك قرّر أن يعيد التبرعات ويمتنع عن قبول أي دعم منها. قرار نبرة وسطية ومؤيدة لاسرائيل لكنه ترفض سياساتها الراهنة يعكس توتراً متزايداً داخل الحزب الديمقراطي.
خلال عقود، اعتمدت إسرائيل وشبكة داعميها الأغنياء على علاقات سياسية ومجهودات مالية واسعة لضمان دعم غير مشروط لسياساتها في واشنطن. وفي 2022 نظّمت أيباك لجنة عمل سياسيّة (PAC) استُخدمت للتأثير في الانتخابات الأميركية، خصوصاً عبر دعم مرشّحين يناهضون التقدميين الذين ينتقدون سياسات إسرائيل، ما أدّى العام الماضي إلى إسقاط نوّاب انتقدوا إسرائيل مثل جمال بومان وكوري بوش بتمويل هائل لمنافسيهم.
تفجّر الصراع في غزة وأفعال الجيش الإسرائيلي واتهامات من منظمات حقوقية وفِرق تحقيق أممية بوصف ما حدث بأنه جرائم جماعية أو إبادة جماعية، أدّى إلى تصاعد النقد العام ودفع الدعم التقليدي لإسرائيل إلى مستوى تهاوٍ في صفوف الديمقراطيين. هذا الواقع الجديد جعل من علاقة أيباك بالحزب عبئاً سياسياً بالنسبة إلى بعض المرشحين.
كما أثارت تأييدات أيباك لمرشحين يمينيين متطرّفين استياءً واسعاً؛ فقد دعمت شخصيات احتفلت بمقتل مواطنين أميركيين أو طالبت بتجويع السكان المدنيين بقطاع غزة، وهو ما أبعد جزءاً من القاعدة الديمقراطية عن اللوبي. ونشرت جماعات مثل Justice Democrats تصريحات تصف أيباك بأنها لم تعد وسيلة للاكتساب السياسي بل أصبحت «قُبلة الموت» للمرشحين الذين تتبنّاهم.
حتى على يمين الطيف السياسي ظهرت مواقف منتقدة لتأثير أيباك؛ فقد اندلعت اشتباكات مع شخصيات من حركة «أميركا أولاً»، وفي أواخر الصيف واجهت أيباك انتقاداً من مارجوري تايلور غرين التي وصفَت المجموعة بأنها تخدم مصالح حكومة أجنبية، لترد أيباك باتّهامات بأن تلك الانتقادات خيانة للقيم الأميركية.
تُركّز أيباك جهودها على سباقات مفتاحية في الانتخابات النصفية المقبلة، من بينها التمهيدي في ولاية ميشيغان، حيث يتواجه مرشّح تقدمي ضد مؤيّد قوي لاسرائيل. وفي 2022 لعبت المجموعة دوراً محورياً في هزيمة عضو كونغرس بارز في ميشيغان بتمويل واسع.
تزعم أيباك أن تمويلها 100% أميركي ولا تتلقى توجيهاً من إسرائيل، لكن مواقفها المتطابقة في أغلب الأحيان مع حكومتي تل أبيب وممارساتها والسفرات المجانية التي تنظّمها للنواب الأميركيين للاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين تعزز الشكوك حول علاقاتها الوثيقة مع القيادات الإسرائيلية.
على الصعيد الشعبي، أظهرت استطلاعات حديثة تراجع التأييد الحكومي بين الديموقراطيين إلى مستويات متدنية للغاية، فيما استمر بعض قادة الحزب في التواصل مع أيباك وقبول دعمها أو التصريحات المصالحة معها، أمثال قادة في مجلس النواب وحاكم كاليفورنيا الذي اكتفى بقوله إن أيباك «غير relevant» في حياته اليومية — ملاحظة أثارت استغراباً وسخرية على حد سواء.
ردّت أيباك على موقف مولتن بتنديدٍ علني، ووصفت خطوة النائب بأنها تخلّ بصداقة سياسية تهدف إلى جذب العناوين الإعلامية، مشددةً أن رفضه لدعمها رسالة لملايين الديمقراطيين المؤيّدين لإسرائيل في ولايته وفي أنحاء البلاد.