رئيس إيران يحثّ الحكومة على الاستجابة لـ«المطالب المشروعة» للمتظاهرين أخبار الأعمال والاقتصاد

مسعود بيزشكيان يتعهد بحماية القدرة الشرائية مع هبوط العملة إلى مستويات قياسية
نُشر في 30 ديسمبر 2025

دعا رئيس الجمهورية الإيراني، مسعود بيزشكيان، حكومته إلى الاستماع إلى “المطالب المشروعة” للمحتجين وتعهد باتخاذ إجراءات لحماية سبل معيشة المواطنين بعدما عمّت احتجاجات دام يومين طهران احتجاجاً على انهيار قيمة العملة الوطنية وتدهور الظروف الاقتصادية.

في تصريحات نُشرت عبر منصات التواصل وأُعيدت تغطيتها من قبل وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، أقر بيزشكيان بوجود مخاوف لدى المتظاهرين الذين أغلقوا محلاتهم وهتفوا في الشوارع منذ الأحد. وقال إن مصلحة الناس وعيشهم اليومي تشغله، وأنه كلّف وزير الداخلية بالاستماع إلى مطالب المحتجين عبر حوار مع ممثليهم لتمكين الحكومة من التصرف بكل قوتها لحل المشكلات والرد بمسؤولية.

إجراءات إصلاحية ووعود
أكد بيزشكيان أن لدى الحكومة “إجراءات جوهرية” على جدول الأعمال لإصلاح النظام النقدي والمصرفي والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، مشدداً على أن معالجة انهيار الريال تمثّل أولوية وطنية.

التجار يخرجون إلى الشوارع
اندلعت الاحتجاجات في ظل هبوط حاد ومتكرر لقيمة الريال مقابل الدولار الأميركي، متزامناً مع تصعيد العقوبات والضغوط الدبلوماسية الغربية وتهديد يتجدد بحدوث مواجهة مسلحة مع إسرائيل. أغلق تجار قرب مركزين رئيسيين لتجارة الأجهزة والتقنية في منطقة جمهوري بطهران، وكذلك في وخارج السوق الكبير، محلاتهم وخرجوا إلى الشوارع يوم الأحد وتوالت فعاليات احتجاجية إضافية يوم الاثنين بعد الظهر. وأظهرت لقطات على مواقع التواصل هتافات المحتجين: «لا تخافوا، نحن معاً»، فيما وثّقت فيديوهات متعدّدة انتشار قوات مكافحة الشغب وهي تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

تحديات متعددة ومعاناة اقتصادية
وسائط الإعلام الرسمية تناولت التظاهرات لكنها ربطت دافعها أساساً بتراجع قيمة الريال لا بامتداد سخطٍ واسع على النظام الديني الحاكم منذ ثورة 1979. غير أن انهيار العملة ليس المشكلة الوحيدة: يبلغ معدل التضخم نحو 50%، وهو من أعلى المعدلات عالمياً لسنوات متتالية، وفي مشروع قانون الميزانية الجدلي ترتقب زيادة في الضرائب بنحو 62%. البلاد تواجه أيضاً أزمة طاقة متفاقمة ومستويات تشغيل السدود التي تغذي طهران ومدن كبرى أخرى باتت شبه فارغة في ظل أزمة مياه حادة. إلى ذلك، تُعد بيئة الإنترنت في إيران من بين الأكثر تقييداً على مستوى العالم.

يقرأ  بيرو تقرّ عفوًا عن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن خلال النزاع

ضغوط دولية وتداعيات أمنية
تراجع القدرة الشرائية لحوالى 90 مليون إيراني يحدث في ظل ضغوط متصاعدة من الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما الأوروبيين بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقد شنت إسرائيل والولايات المتحدة هجمات على إيران في يونيو خلال صراع استمرّ 12 يوماً أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص، بينهم مدنيون وعشرات من كبار القيادات العسكرية والاستخباراتية والعلماء النوويين.

سياق احتجاجي متكرر
شهدت إيران موجات احتجاجية واسعة في 2022 و2023، عندما انتفض آلاف الناس بعد وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) أثناء احتجازها لدى الشرطة بتهم خرق قواعد اللباس، وأسفرت تلك الحركة عن مئات القتلى واعتقال أكثر من 20 ألف شخص وتنفيذ أحكام إعدام بحق عدة متهمين مرتبطين بالاحتجاجات.

أضف تعليق