فرنسا: رئيس الحكومة فراسٌ بايروو يطلب تصويت ثقة قبيل احتجاجات عارمة
عينه على العجز ـ وبدا استباقياً
دعا رئيس الحكومة فرانسوا بايرو إلى تصويت ثقة في 8 أيلول/سبتمبر حول خطة تقشفية جذرية تتضمن تخفيضات إنفاق تقارب 44 مليار يورو، في محاولة لوقف تزايد عجز الميزانية ودرء ما وصفه بـ«اللحظة المقلقة والفاصلة». قال بايرو إن التحرك محفوف بالمخاطر لكن عدم اتخاذ أي إجراء «أخطر».
معارضة شاملة عبر الطيف السياسي
من اليمين المتطرف إلى اليسار الراديكالي، أعلنت أحزاب المعارضة أنها ستصوت ضد الحكومة. التجمع الوطني وعدد من قياداته، وعلى رأسهم جوردان بارديلّا ومارين لوبان، اعتبروا مبادرة بايرو بمثابة إعلان نهاية حكومته، ورأوا أن الحل هو حلّ البرلمان والسماح للناخبين باختيار مصير البلاد.
يسار ممزق لكنه رافض
أحزاب اليسار: الشيوعيون، الإيكولوجيون وحزب فرنسا الأبية جميعهم أعلنوا موقفهم الرافض. زعيم حزب الاشتراكيين أوليفييه فور ذهب أبعد حين صرّح بأن «من غير المقبول أن يمنح الاشتراكيون ثقة لفرانسوا بايرو»، مؤكداً أن المقترح الحكومي سبب حالة عدم استقرار سياسي لأن لا أحد يدعمه، حتى ناخبو الحكومة نفسها.
تحركات الشارع وتأثيرها الاقتصادي
حركة «لننعِق كل شيء» أو «بلوقون توت» التي بدأت على منصات التواصل الاجتماعي وتبنّاها النقابات واليسار المتطرف دعت إلى إضرابات ومظاهرات عامة بهدف «شلّ البلاد». انعكست الأزمة سلباً على الأسواق: مؤشر كاك 40 تراجع بنسبة 1.59% يوم الإعلان ثم فقد نحو 2% إضافية صباح الثلاثاء.
الميزانية والحوافز للتفاوض
أشار وزير المالية إريك لومبارد إلى ضرورة إعداد «ميزانية انتعاش لعام 2026» لكنه أكد في الوقت نفسه تمسّك الحكومة بخفض الإنفاق بما يقارب 44 مليار يورو. تتضمن مقترحات بايرو أيضاً تقليص عدد عطلات وطنية اثنتين، وهو بند قد يتيح مجالاً للتنازلات التفاوضية.
دعم وزاري وتباين في المواقف
حلفاء وزاريون نُبّهوا بالأمر بوقت قصير، لكن عدداً منهم أثنى على قرار رئيس الحكومة. قال وزير العدل جيرالد دارمانان في مقابلة تلفزيونية إن خطوة بايرو «شجاعة للغاية وديمقراطية جداً». مع ذلك، تبقى فرص بقاء الحكومة ضئيلة ما لم ينجح في تغيير مواقف المعارضة في الجمعية الوطنية.
خيارات قصر الإليزيه في حال الانهيار
إذا سقطت الحكومة، يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون ثلاثة خيارات: إبقاء بايرو كرئيس لحكومة تصريف الأعمال، تعيين رئيس حكومة بديل، أو الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة. تجدر الإشارة إلى أن اختيار ماكرون إجراء انتخابات مفاجئة عام 2024 هو ما أوصل البلاد إلى حكومة أقلية تتألف أساساً من وسط وحزب الجمهوريين اليميني.
مشاركة الرئاسة وتداعيات سياسية واسعة
أبلغ بايرو الرئيس خلال زيارة الأخير لقضاء عطلته في فورت بريغانسون، ما يعني أن قصر الاليزيه كان على علم تام بالخطة. ماكرون نفسه أصرّ على عدم الاستقالة؛ ولا تزال ولايته سارية حتى 2027، لكن القرارات السابقة أفضت إلى واقع سياسي هش قد يؤدي إلى مزيد من الاضطراب إذا سقطت الحكومة.