أُعلِنت سامية سُلوهو حسن فائزةً في انتخابات رئاسة تنزانيا، لتصبح أول امرأة تُنتخب قياديّةً في دولة افريقية، بعد حصولها على نحو 98٪ من الأصوات في اقتراع اتسم بموجة احتجاجات دامية.
تولّت حسن السلطة عام 2021 عقب وفاة سلفها أثناء شغله المنصب، وبفوزها الجديد تنال ولاية رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات لحكم البلاد في شرق أفريقيا.
إلا أن فوزها الساحق يتوقّع أن يزيد من مخاوف المنتقدين ومن منظمات الحقوق، لا سيّما مع تحذير الأمم المتحدة من وجود «نمط من القمع» يطال مجتمع يبلغ نحو 68 مليون نسمة.
مثل هذا الفوز الساحق نادر الحدوث في السياق السياسي التنزاني.
في الفترة التي سبقت الانتخابات اندلعت احتجاجات واسعة وبالغة العنف في أنحاء البلاد بعد منع اثنين من أبرز منافسيها من خوض السباق الانتخابي.
زعيم حزب المعارضة توندو ليسو محتجز منذ أشهر بتهم تُعدّ خيانة، بعد دعوته إلى إصلاحات تضمن انتخابات حرة ونزيهة.
ومن جانبه، حُرم أيضاً لوهاغا مبينا، زعيم مجموعة معارضة أخرى، من الترشّح للانتخابات.
وحذّر خبراء الأمم المتحدة في يونيو من أكثر من 200 حالة اختفاء قسري منذ عام 2019، معربين عن قلقهم إزاء تقارير تُشير إلى نمط من القمع.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تحليل حديث إن الحكومة قيّدت حرية التعبير بوسائل عدة، من منع استخدام منصة X وفرض قيود على المنصة الرقمية التنزانية “جامي فورومز” إلى إسكات الأصوات الناقدة عبر التهديد والاعتقال.
ووصف حزب المعارضة الرئيسي تشادِما الانتخابات بأنها ليست اقتراعاً بل “تتويج”، مدعياً أن أكثر من 700 شخص فقدوا حياتهم في احتجاجات عمّت البلاد.
ورفضت الحكومة التنزانية استخدام القوة المفرطة، ووصفت تقديرات المعارضة للأحداث بأنها مبالغ فيها بشدّة.
شهدت الانتخابات التي جرت يوم الأربعاء مشاركة سامية حسن أمام 16 مرشحاً عن أحزاب أصغر، فيما خرج متظاهرون إلى الشوارع في المدن الكبرى.
انتشرت قوات عسكرية، وتم قطع الاتصال بالإنترنت مؤقتاً، في محاولة لاحتواء الاضطرابات وعرقلة التنقّل.
ودعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف في تنزانيا إلى “منع المزيد من التصعيد”.
وقال غوتيريش: “أدعو الجميع إلى التحلّي بضبط النفس، ورفض العنف، والانخراط في حوار شامل وبنّاء لتفادي أي تفاقم”.
وأكد وزراء خارجية المملكة المتحدة وكندا والنرويج في بيان مشترك وجود “تقارير موثوقة عن عدد كبير من الوفيات” ناجمة عن تعامل قوات الأمن مع الاحتجاجات، بينما لم تكشف السلطات التنزانية بعد عن أرقام دقيقة للقتلى أو المصابين.