رئيس وزراء قطر يدعو إلى مشاركة شاملة لتحقيق السلام الإقليمي الذي لا يزال بعيد المنال أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

الدوحة — دعا رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إلى انخراط شامل يتضمن حتى الفاعلين غير الدوليين مثل حركة حماس، مؤكِّدًا أنّ ذلك هو السبيل العملي الوحيد لتحقيق سلام إقليمي مستدام.

في حديثه مع الصحفي الأميركي تاكر كارلسون خلال منتدى الدوحة يوم الأحد، شدّد الشيخ محمد على أنّه “لا يمكن الوصول إلى حلّ إذا لم يكن هناك من يتحدث مع الفاعلين غير الحكوميين”. وعاد لشرح جذور علاقة قطر بحماس التي تعود لأكثر من عقد، مشيرًا إلى أنّ افتتاح مكتب الحركة في البلاد تمّ بطلب من الولايات المتحدة لتعزيز قنوات الاتصال مع الجماعة المسلحة.

“حين انتقلوا [حماس] لفتح مكتبهم هنا في 2012، استُخدم المكتب فقط للتواصل، لتسهيل التهدئات، ولإيصال المساعدات إلى غزة”، قال الشيخ محمد، الذي يشغل أيضًا حقيبة الخارجية.

ولفت إلى أن قطر استضافت كذلك المكتب السياسي لطالبان منذ 2013، خلال صراع الجماعة مع الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية السابقة، وأن هذا المكتب أُنشئ أيضًا استجابة لطلب واشنطن لإيجاد فضاء محتمل للمفاوضات السلمية.

ورفض الشيخ محمد المزاعم القائلة إنّ الأموال المرسلة إلى غزة تذهب إلى حماس، مؤكِّدًا أنها تُوجَّه إلى الشعب الفلسطيني. وأضاف أن بعض السياسيين يستغلون هذا الملف لمكاسب سياسية قصيرة الأمد ولتغذية رواياتهم، مشدِّدًا أن كل مساعداتنا وتمويلنا كانت لصالـح الناس في غزة وبطريقة شفافة كانت الولايات المتحدة على علم بها، وأن إسرائيل كانت طرفًا يسهل بعض آليات التوزيع.

وأشار إلى أن قنوات التواصل هذه أسفرت عن تهدئات، وإطلاق سراح رهائن، وتخفيف معاناة السكان هناك.

هجوم إسرائيل على قطر ووصفه بأنه “غير أخلاقي”

وصف الشيخ محمد الهجوم الإسرائيلي على قطر في سبتمبر بأنه “خطوة غير أخلاقية”، موضحًا أنّ مفهوم الوساطه هو إيجاد مكان آمن للأطراف المتنازعة كي تتوصل إلى اتفاق ينهي الحروب والصراعات. وأضاف بأن قصف وسيط من قبل أحد أطراف النزاع “لم يسبقه مثيل”.

يقرأ  رئيس وزراء قطر يلتقي ترامببعد الضربة الإسرائيلية القاتلة في الدوحةأخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

وكشف رئيس الوزراء أن الرئيس الأميركي آنذاك ترمب تفاجأ من تصرّف إسرائيل. “كان واضحًا منذ البداية… عندما أُبلغ بالهجوم كلف أحد مستشاريه بالاتصال بنا فورًا. أعرب عن إحباطه وخيبة أمله، لأنه مطلع على كامل سير العملية ومدى مساعدة قطر طوال الوقت”. وتابع أنه وضع حدًا واضحًا بأن هذا الأمر يمثل خطًا أحمر لا ينبغي تجاوزه.

إعمار غزة

في ما يتعلق بإعادة إعمار غزة بعد الحرب التي وصفها تقريرًا إخباريًا بأنها حرب إبادة مستمرة منذ عامين، أكّد الشيخ محمد أن قطر ستستمر في دعم الشعب الفلسطيني. “سنفعل ما يلزم لتخفيف معاناتهم”، لكنه أوضح أن الدوحة “لن تكتب شيكًا لتغطية ما دمّره آخرون”.

وأشار إلى ازدواجية المعايير في التعاطي الدولي — فحين يُقال عن روسيا أنها يجب أن تموّل إعادة إعمار أوكرانيا وتُستَغل أصولها لهذا الغرض، يُجيز البعض ذلك، بينما عندما يُطالبون إسرائيل بمسؤولية إعادة البناء، يردون بالنفي. ووصف ذلك بأنه مفارقة ومثال صارخ على ازدواجية المعايير.

وأوضح أن مدفوعات قطر ستتوجّه للمساعدة المباشرة للشعب الفلسطيني فقط إذا تبين أن المساعدة الدولية المتاحة لا تكفي.

وحسب تقديرات الأمم المتحدة، فقد تضرّر أو تُدمّر 92٪ من المباني السكنية في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، ما خلّف بين 55 و60 مليون طن من الأنقاض، وتوقّعت الأمم المتحدة أن يستغرق إعادة الإعمار عقودًا.

موقف قطر من التهجير القسري

وأعرب رئيس الوزراء عن معارضته الصريحة لأي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة. “يؤلمنا أن يُنظر إلى أهالي غزة كأنهم نوع مختلف من البشر”، قال. وأضاف أن لديهم الحق في اختيار مكان إقامتهم وأنهم لا يرغبون في مغادرة وطنهم، وأنه لا يرى لأحد حقًا في ترحيلهم أو إجبارهم على الذهاب إلى مكان آخر.

يقرأ  انطلاق مؤتمر الأطراف الثلاثين في البرازيل دعوات للتوحد لمواجهة أزمة المناخ

أضف تعليق