رجل يدهسه جرافته أثناء مشاركته في إخماد حرائق الغابات بالبرتغال

توفي رجل بعدما دهسته بلدوزر كان يقوده خلال مشاركته في جهود إخماد حرائق غابات في البرتغال، وفق ما أعلنت السلطات، ليصل عدد الضحايا هناك إلى ثلاثة.

كان الرجل البالغ من العمر 65 عاماً يعمل لدى شركة تعاقدت لمكافحة الحرائق في بلدية ميراندلا شمال البلاد، وقد دهس بعد سقوطه من آليته بينما كان يحاول الفرار من لهيب النيران.

تتعامل البرتغال مع موجة حرائق مستمرة منذ أواخر يوليو، وقد تكبدت مناطق الشمال والوسط أضراراً بالغة.

وفي إسبانيا المجاورة أدّت الحرائق إلى سقوط أربعة قتلى واحتراق مساحة تزيد على مساحة جزيرة لونغ آيلاند في ولاية نيويورك، رغم أن درجات الحرارة بدأت تنخفض بعد 16 يوماً من شدة الحر.

اندلعت حرائق أيضاً في اليونان وفرنسا وتركيا ودول البلقان، مع اجتياح موجة حرارة واسعة لجنوب أوروبا.

انّ خبراء الأرصاد يشيرون إلى أن مثل هذه الفصول المتطرفة باتت تتكرر وتزداد حدّة بسبب التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري، ما يجعل الظواهر الجوية أكثر تواتراً وخطورة.

وفي البرتغال، أفادت وكالة فرانس برس بأن نحو 15 شخصاً أصيبوا أثناء قتالهم النيران يوم الثلاثاء قرب مدينة سابوجال وسط البلاد، بينهم مصاب واحد في حالة حرجة.

وبحسب وسائل الإعلام المحلية في إسبانيا، لا تزال حوالى 40 حرائق نشطة على الرغم من تراجع درجات الحرارة.

أما ذروة موجة الحر—التي تجاوزت فيها الحرارة 40 درجة مئوية في مناطق واسعة من إسبانيا—فقد مرّت، لكن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز دعا المواطنين إلى «ممارسة أقصى درجات الحيطة والحذر».

«لا تزال هناك لحظات حرجة وساعات صعبة»، أضاف.

حتى الآن، أتت النيران على ما لا يقل عن 373000 هكتار في إسبانيا هذا العام، وفق نظام المعلومات الأوروبي لحرائق الغابات.

يقرأ  كلوديا جولد تتولى إدارة متحف شاكر في شمال ولاية نيويورك

وأُجلي عشرات القرى بسبب اتساع رقعة الحرائق.

«اضطررنا للهرب لأن النار كانت قادمة من كل مكان — فوقنا وتحتنا ومن حولنا»، قال إيسيدورو، البالغ من العمر 83 عاماً، من مقاطعة أورينسي في غالسيا، لوكالة فرانس برس.

قالت السلطات الإسبانية إن العديد من الحرائق اندلعت نتيجة ضربات برق خلال عواصف جافة، لكن يُشتبه بأن بعض الحرائق متعمّدة.

وذكرت وزارة الداخلية أنه تم توقيف 32 شخصاً وفتح 188 تحقيقاً.

رغم أن الظروف الجوية قد تهيئ اندلاع الحرائق، فإنها قد تُشعل بواسطة حفلات الشواء، أو أعقاب السجائر، أو قنينات زجاجية متروكة. ويُعدّ التسبب في حريق غابات جريمة في إسبانيا حتى لو كان حادثاً.

أحرقت حرائق البرتغال نحو 216000 هكتار من الأراضي حتى الآن خلال 2025، بحسب بيانات الاتحاد الأوروبي.

نشّطت إسبانيا والبرتغال آلية الحماية المدنية الأوروبية التي تتيح للدول طلب مساعدات طارئة.

تُعدّ حرائق الغابات ظاهرة متكررة في جنوب أوروبا صيفاً، لكن شدّتها تتفاقم غالباً بفعل موجات الحر.

أضف تعليق