كيب تاون، جنوب أفريقيا — سباباتسو موسامو، المصورة الصحفية لدى وكالة «أسوشييتد برس» في جنوب أفريقيا والتي وثّقت الانتخابات وجائحة كوفيد-19 ونضال بلدها مع الفقر والعنف، قد توفّيت عن عمر يناهز التاسعة والثلاثين.
وقالت متحدثة باسم العائلة إن موسامو توفّيت في مستشفى بجوهانسبرج يوم السبت بعد أن تعرضت لوعكة صحية قبل أسبوع. ولم يُعلن على الفور سبب الوفاة.
عرفها زملاؤها وأصدقاؤها باسم «سيبس». انضمت موسامو إلى «أسوشييتد برس» في عام 2021 بعد مسيرة في عدد من المؤسسات الإخبارية البارزة في جنوب أفريقيا، مستخدمةً الصور والفيديو لرواية قصص حميمة عن الناس في بلادها والقارة.
وذكرت العائلة في بيان: «لقد فُقدت الكلمات وانهارت قلوبنا». وأضافت العائلة أن موسامو «كانت تفخر كثيرًا بعملها وبأسرتها».
وصفها زملاء حاليون وسابقون بأنها لا تعرف الخوف، وأنها كانت دائمًا تدافع عما تؤمن بأنه الحق. وقد اختيرت هذا العام للمشاركة في برنامج داخلي للقيادة مخصص لموظفي الوكالة.
قال أندرو دريك، نائب مدير الأخبار في أفريقيا بوكالة «أسوشييتد برس»: «كان ليتشرّفنا أن نشهد المزيد من مسارها المميز كصحفية ذات تأثير. من المحزن أننا لن نفعل ذلك».
عندما كانت في السادسة والعشرين من عمرها ولا تزال طالبة، غطّت موسامو في 2012 مذبحة ماركانا في جنوب أفريقيا، التي قُتل فيها شرطيان وحارسان اثنان على يد عمال مناجم مضربين، وردّت الشرطة بإطلاق النار على أكثر من ثلاثين منقّبًا حتى الموت.
تعدّ الحادثة أعنف استخدام للقوة من قبل الشرطة الجنوب أفريقية منذ نهاية نظام الفصل العنصري عام 1994، وهي مأساة محفورة في ذاكرة الأمة.
وصلت إلى ماركانا بعد يوم من إطلاق النار، وبقي عمال المناجم في مواجهة متوتّرة مع الشرطة. برزت موسامو كواحدة من القلائل من الصحفيات الإناث هناك. لم تكن تملك سوى كاميرا مبتدئة بلا عدسة تكبير، ومع ذلك اقتربت قدر الإمكان من عمال المناجم الغاضبين لالتقاط صور ما زالت تُذكر بعد سنوات، رغم تهديد احتمال تصاعد العنف.
قالت موسامو في مقابلة مع قناة «نيوزرووم أفريقيا» التلفزيونية في الذكرى العاشرة للمجزرة: «نسميها التكبير بالأقدام».
وأضافت: «أردت أن ألتقط بعض العنصر الإنساني»، فقد كانت تنجح في التواصل مع موضوعاتها على مستوى شخصي، وتجد لحظات من الفكاهة واللطف وسط العنف؛ وصوّرها زميل وقد بدا عمال المناجم بجانبها مفتونين بينما كانت تُريهم الصور التي التقطتها لهم.
شاركت موسامو في تأليف كتاب عن ماركانا بعنوان «سوف نقتل بعضنا اليوم» وأنتجت فيلمًا وثائقيا عن العنف في المناطق الريفية بجنوب أفريقيا.
قال المصوّر الجنوب أفريقي فليكس دلانجاماندلا، زميل سابق تعاون مع موسامو وغيرهم في الكتاب، إنّها كانت دائمًا متعطشة للمزيد من المعرفة. «كانت دائمًا تشعر بأنها ما تزال تتعلم. كانت مخلصة لعملها للغاية»، قال.
تترك موسامو وراءها ابنة صغيرة ووالدة وشقيقين.
وكانت على وعي باندماجها العميق في العمل لدرجة أنها وضعت منبهاً على هاتفها المحمول يرن كل يوم من أيام الأسبوع عند الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، كتذكير بأن أمامها ساعة لتقلّ ابنتها من الحضانة أو لترتيب أن يتولّى الأصدقاء أو أفراد العائلة المهمة.
في «أسوشييتد برس» غطّت موسامو انتخابات محتدمة في زيمبابوي، وتأثير إغلاق كوفيد-19 على أفقر سكان جنوب أفريقيا، وأزمة الكوليرا في زامبيا، والتصويت التاريخي في جنوب أفريقيا عام 2024 الذي أنهى أغلبية المؤتمر الوطني الأفريقي التي دامت ثلاثين سنة.
ومن بين تقاريرها التي لا تُنسى كانت صورها للأطفال الريفيين الفقراء الذين يمشون أميالاً إلى مدارسهم — ومع ذلك كانت تذكر أكثر لقاءاتها مع هؤلاء الأطفال وعائلاتهم من ذكرها للتصوير نفسه.
وقالت فيكي فيرار، مديرة أخبار في الوكالة ومرشدة لموسامو: «كانت متحمسة للنقاش حول أفكار القصص والتعاون مع الزملاء. كانت تكافح بشدة من أجل القصص ولضمان دقتها».