اختُتم مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للمناخ باتفاق يدعو إلى تحرُّك عاجل لمواجهة الاحترار العالمي، لكنه لم يُقر بإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري.
بعد أسبوعين من المناقشات الحامية والاجتماعات والمفاوضات في قمة COP30 بمدينة بيلم البرازيلية، اتفق قادة العالم على صفقة تطالب بـ«تسريع وتوسيع نطاق العمل المناخي على مستوى العالم بشكل ملحوظ».
النص يوضح سلسلة من التعهدات والإجراءات — ومنها دعوة للدول المتقدمة لثلاثية تمويل التكيُّف لمساعدة الدول الفقيرة على الاستجابة للأزمة — لكنه لم يتضمن أي إشارة صريحة إلى إنهاء استخدام الوقود الأحفوري.
عشرات الدول كانت تطالب بأن يضع اتفاق COP30 إطاراً للخروج من الاعتماد على النفط والغاز والفحم — العوامل الرئيسية في تفاقم الأزمة المناخية — لكن دولاً عديدة المعتمدة على هذه المصادر دفعت باتجاه التراجع عن نصوص أكثر حزمًا.
وفي حين يرى المراقبون أن الاتفاق يمثل تقدُّماً في مسار المواجهة العالمية لانهيار المناخ، يرى آخرون أن COP30 لم يرقَ إلى مستوى التوقعات.
فيما يلي ردود أفعال بعض القادة والدعاة المناخيين حيال الاتفاق.
رئيس COP30 أندري أرانهّا كوريا دو لاغو
«نعلم أن بعضكم كان يطمح لمطالب أكبر بشأن بعض القضايا المطروحة. وأعلم أن المجتمع المدني سيطالبنا بالمزيد في مكافحة التغير المناخي. أود أن أؤكد أنني سأبذل جهداً كي لا أخيب ظنكم خلال رئاستي»، قال ذلك خلال جلسة الاختتام يوم السبت.
وأضاف: «كما قال الرئيس البرازيلي عند افتتاح هذه القمة، نحتاج إلى خرائط طريق تمكن البشرية — وبطريقة عادلة ومخططة — من التخلص من اعتمادها على الوقود الأحفوري، ووقف وإعادة توسيع الغطاء الحرجي، وتعبئة الموارد اللازمة لذلك».
«لذلك سأعمل كرئيس لـ COP30 على إعداد خريطتي طريق: إحداهما لوقف وإعادة إحيـاء الغابات، وأخرى للانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري بطريقة عادلة ومنظمة ومتوازنة».
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
«لقد حققت COP30 تقدماً»، قال غوتيريش في بيان، مشيراً إلى الدعوة إلى ثلاثة أضعاف تمويل التكيُّف والاعتراف بأن العالم سيتجاوز هدف 1.5 درجة مئوية المحدد في اتفاق باريس.
«لكن مؤتمرات الأطراف تُبنى على الإجماع — وفي ظل الانقسامات الجيوسياسية، بات الوصول إلى الإجماع أصعب من أي وقت مضى. لا أستطيع الادعاء أن COP30 وفَّرت كل ما هو مطلوب. الفجوة بين ما نحن عليه وما تطلبه العلوم لا تزال خطيرة وواسعة»، أضاف رئيس الأمم المتحدة.
«أفهم أن كثيرين قد يشعرون بخيبة أمل — لا سيما الشباب والشعوب الأصلية ومن يواجهون فوضى مناخية. واقع التجاوز هو إنذار صارخ: نحن نقترب من نقاط تحول خطيرة ولا رجعة فيها»، قال غوتيريش.
مفوض شؤون المناخ في الاتحاد الأوروبي ووبكه هوكسترا
«لن نخفي أننا كنا نرغب في المزيد، بكثير من الطموح على كل الجبهات»، قال هوكسترا للصحفيين. «ليس مثالياً، لكنه خطوة مهمة جداً في الاتجاه الصحيح».
رئيس كولومبيا غوستافو بيترو
«لا أقبل أن يمرَّ إعلان COP30 من دون أن يبيّن بوضوح، كما تؤكد العلوم، أن سبب أزمة المناخ هو الوقود الأحفوري الذي يستغله رأس المال. إن لم يُذكر ذلك، فكل ما عداه رياء»، كتب بيترو على منصات التواصل الاجتماعي.
«الحياة على الكوكب، بما في ذلك حياتنا، لا تكون ممكنة إلا إذا تخلّينا عن النفط والفحم والغاز الطبيعي كمصادر للطاقة؛ هذا ما حسمته العلوم، ولست أعمى أمام ذلك».
«كولومبيا تعارض إعلان COP30 الذي لا يقول للعالم الحقيقة العلمية».
وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز باريا
«رغم أن النتائج لم ترقَ للتطلعات، فإن قمة بيليم تعزز وتؤكد أهمية التعددية في معالجة التحديات العالمية الكبرى مثل مكافحة تغير المناخ»، كتب على منصة X.
«من بين نتائجها الرئيسية الدعوة للدول المتقدمة لتوفير تمويل مناخي للتكيُّف في البلدان النامية، بثلاثة أضعاف المستويات الحالية على الأقل بحلول 2035؛ وإقامة آلية لدعم دولنا في الانتقالات العادلة؛ والتزام الدول المتقدمة بالوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق باريس».
الصين
«أنا سعيد بالنتيجة»، قال لي جاو، رئيس وفد الصين في COP30 لوكالة الأنباء الفرنسية. «حققنا هذا النجاح في ظروف صعبة جداً، لذا فهذا يدل على أن المجتمع الدولي يريد إظهار التضامن وبذل جهود مشتركة لمواجهة تغير المناخ».
تحالف دول الجزر الصغيرة
وصف تحالف يضم مصالح 39 دولة جزيرية وساحلية منخفضة الارتفاع الاتفاق بأنه «غير كامل» لكنه خطوة نحو «التقدُّم».
«في النهاية، هذا هو دفع وسحب التعددية. فرصة لسماع جميع الدول والاستماع لوجهات نظر بعضها البعض، للتعاون وبناء جسور والتوصل إلى أرضية مشتركة»، جاء في بيان التحالف.
منظمة العفو الدولية
نوّهت آن هاريسون، مستشارة العدالة المناخية في منظمة العفو الدولية، بأن دولة المضيفة البرازيل وعدت بأن تُتَاح «لكل صوت مساحة مسموعة وبذلت جهوداً كبيرة لتوسيع المشاركة»، وهو ما يجب أن يُحتذى به.
«ومع ذلك، ترك غياب المفاوضات الشاملة والشفافة المجتمع المدني والشعوب الأصلية، الذين استجابوا للدعوة العالمية للعمل الجماعي بأعداد كبيرة، خارج صنع القرار الفعلي»، قالت هاريسون في بيان.
وعلى الرغم من ذلك، قالت إن «قوة الناس» ساعدت في تحقيق «التزام لتطوير آلية انتقال عادل ستنسق وتوجّه الجهود الجارية والمستقبلية لحماية حقوق العمال والأفراد والمجتمعات المتأثرة بإنهاء الوقود الأحفوري».
أوكسفام
قالت فيفيانا سانتياغو، المديرة التنفيذية لأوكسفام البرازيل، إن COP30 «قدمت شرارة أمل لكن أكثر من ذلك تركت قلباً مجروحاً، إذ إن طموح القادة العالميين لا يزال دون ما يتطلّبه كوكب قابل للعيش».
«انتقال عادل حقاً يتطلب أن يبدأ أولئك الذين صنعوا ثرواتهم من الوقود الأحفوري وبشكل أسرع، وأن يوفّروا تمويلاً على شكل منح وليس قروضاً، لكي تتمكن المجتمعات الأمامية من التحرك بالمثل». بدلا من ذلك، تُطالَب أفقر الدول المثقلة بالديون بالتحول بشكل أسرع وبموارد أقل، قال سانتياغو.
تكمن شرارة الأمل في آلية بيلم للعمل المقترحة، التي تضع حقوق العمال والعداله في صميم الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري. لكن من دون تمويل من الدول الغنية، فإن الانتقال العادل للطاقة معرض لأن يتعثر في كثير من البلدان.