ديفيد غريتن وسيباستيان آشر، القدس — رويترز
طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارًا منح العفو لصديقه المقرب، رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، في رسالة رسمية بعث بها إلى رئيس دولة إسرائيل، إسحاق هرتسوغ، طالبًا منه «العفو الكامل» عن نتنياهو.
يتولى نتنياهو منذ خمس سنوات مواجهة محاكمة تتضمن ثلاث قضايا اتهامية ترتبط بـالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهو ينفي ارتكاب أي جرم. وضمن تفاصيل الاتهامات تزعم النيابة أنه تلقى هدايا — في المقام الأول سيجارًا وزجاجات شمبانيا — من رجال أعمال نافذين مقابل تقديم تسهيلات ومكاسب، وأنه وعد بتحسين توزيع إحدى الصحف الإسرائيلية مقابل تغطية إيجابية، وأنه في قضية ثالثة دفع باتجاه قرارات تنظيمية تفيد أحد المساهمين المسيطرين في شركة اتصالات مقابل تغطية مؤاتية على موقع إخباري.
في الرسالة شدد ترامب على احترامه استقلالية القضاء الإسرائيلي «بشكل مطلق»، لكنه وصف القضية ضد نتنياهو بأنها «ملاحقة سياسية وغير مبررة». ونوّه إلى دور نتنياهو كقائد حربي حاسم قاد إسرائيل في أوقات صعبة، ودعا هرتسوغ إلى إصدار عفو شامل عنه بينما «تتجاوز دولة إسرائيل وشعبها اليهودي الأزمنة العصيبة للسنوات الثلاث الماضية».
موقف مكتب هرتسوغ جاء دبلوماسيًا؛ فأكد أنه يجلّ ترامب ويشكر دعمه الثابت لإسرائيل، لكنه أشار أيضًا إلى أن أي شخص يطلب العفو الرئاسي عليه تقديم طلب رسمي وفق الإجراءات المعمول بها.
وفقًا لقانون أساس إسرائيل، يملك الرئيس سلطة العفو عن المدانين وتخفيف العقوبة أو تحويلها. كما سبق للمحكمة العليا أن قررت إمكانية منح العفو قبل صدور حكم إدانة في حالات يُستدعي فيها المصلحة العامة أو ظروف شخصية استثنائية. وبحسب القانون، يجب أن يكون الطلب مقدمًا من المتهم نفسه أو أحد أقاربه المقربين، ولم تُعلن حتى الآن أي إشارة علنية لمثل هذا الطلب، رغم تكهنات في الإعلام الإسرائيلي.
تجلّت ردود الفعل السياسية؛ فقد حث وزير الأمن القومي من اليمين المتطرف، إيتامار بن غفير، هرتسوغ على «الاستماع إلى الرئيس ترامب»، واعتبر أن محاكمة نتنياهو تحولت إلى «اتهام موجه ضد النيابة نفسها، التي تتكشف إهمالاتها وجرائمها يوميًا في قاعة المحكمة». بالمقابل، نشر الزعيم المعارض ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد على منصة X تذكيرًا بأن القانون الإسرائيلي يشترط «الاعتراف بالذنب وإظهار الندم» كأول شرط للحصول على العفو، وأضاف في كلمة أمام الــبرلما: «يأتي وقت على الأمة أن تقول لنفسها… يجب أن نقول لا أيضًا لرئيس أمريكي. نحن دولة ذات سيادة؛ هناك حدود للتدخل».
لطالما طالب أعضاء حزب الليكود وأنصار نتنياهو بمنحه العفو منذ بدء محاكمته، بينما يرى كثيرون على اليسار أن منح العفو سيعد تحويلاً إضافيًا عن تصور الدولة كديمقراطية قوية ذات نظام قضائي مستقل. وخشى كثيرون من أن تكون استقلالية النظام القضائي مهددة بعدما أثارت خطط الحكومة لإصلاح الجهاز القضائي احتجاجات حاشدة خرجت إلى الشوارع لعدة أشهر قبل هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023 التي أدت إلى اندلاع الحرب في غزة.