روبيو يصل إلى قطر بعد تحذيره من «مهلة قصيرة» لضمان وقف إطلاق النار في غزة — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى الدوحة، البلد الوحيد الذي وصفه بأنه قد يضطلع بدور وساطة لإنهاء حرب اسرائيل على غزة، وذلك بعد تحذيره من أن نافذة زمنية قصيرة فقط متاحة الآن لتأمين وقف إطلاق النار.

أعلنت اسرائيل، بعد مغادرة روبيو لتل أبيب، أنها شرعت في الجزء الرئيسي من عملية برية تهدف إلى الاستيلاء على مدينة غزة.

وصل روبيو إلى الدوحة بعد أسبوع من تنفيذ غارات إسرائيلية استهدفت قيادات حماس في عاصمة قطر، وهو ما أثار إدانات دولية واسعة. وتأتي زيارته بعد أيام من تعهّد دول الخليج بتفعيل ميثاق دفاع مشترك، بينما وقف القادة العرب والإسلاميون متضامنين مع الفلسطينيين خلال قمة طارئة في الدوحة.

أثناء توجهه إلى الدوحة، قال روبيو للصحفيين إنه سيحث قطر على مواصلة لعب «دور بنّاء» في المفاوضات بعد الهجوم الإسرائيلي، الذي وصفته الدوحة بأنه «جبان وغادر». وأضاف: «من الواضح أنهم عليهم أن يقرروا إن أرادوا ذلك بعد الأسبوع الماضي أم لا، لكننا نريدهم أن يعلموا أن أي دولة في العالم قد تساعد على إنهاء هذا النزاع عبر التفاوض، فهي قطر».

وحذّر روبيو أيضاً من أن الوقت ينفد لتأمين اتفاق، مع تكثيف اسرائيل لقصفها لمدينة غزة، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص داخل المركز الحضري وتدمير العديد من المباني السكنية، في ظل تقدم الجيش الإسرائيلي في خططه للسيطرة على القطاع المحاصر. وقال: «الإسرائيليون بدأوا عمليات هناك، لذا نعتقد أن لدينا نافذة زمنية قصيرة للغاية يمكن أن يتم خلالها اتفاق. لم تعد لدينا شهور، وربما باتت أمامنا أيام وربما بضعة أسابيع فقط».

وأكد الدبلوماسي أن الخيار الأول لدى بلاده هو أن ينتهي الصراع عبر تسوية تفاوضية تقضي بتعطيل القدرات العسكرية لحماس ورفع التهديد؛ وهو موقف كرّره الاثنين في إسرائيل عندما شدد على أن الجماعة الفلسطينية «يجب أن تتوقف عن الوجود» في صورة أثارت جدلاً واسعاً.

يقرأ  إسبانيا والبرتغال واليونان تكافح حرائق الغابات بينما من المتوقع أن تستمر موجة الحر لعدة أيام

من المقرر أن يلتقي روبيو أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقال كذلك إن الولايات المتحدة وقطر على مشارف التوصل إلى اتفاق موسع للتعاون الدفاعي. وتأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي في وقت حرج يسوده التوتر عقب الهجوم الإسرائيلي.

في مؤتمر صحفي عقده في القدس الغربية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، جدد روبيو يوم الاثنين التأكيد على الدعم الأمريكي الثابت لإسرائيل. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، وبعد أن لم يستبعد نتنياهو توجيه ضربة أخرى إلى قطر لاستهداف قادة حماس المشاركين في مفاوضات وقف النار، أصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي على أن «ذلك لن يتكرر».

ورغم ذلك، كرر روبيو أمام الصحفيين أن بين واشنطن والدوحة «شراكة وثيقة»، وقال: «في الواقع لدينا اتفاق تعاون دفاعي معزز نعمل عليه، ونحن على وشك إنجازه».

من الدوحة، رأى مراسل قناة الجزيرة تشارلز ستراتفورد أن هناك «الكثير من الأسئلة التي لم تُجب» عقب رحلة روبيو إلى إسرائيل، مضيفاً أن «المنظر البصري لزيارة الأمس، أعتقد أنه من الآمن القول، سيكون صادماً لكثيرين في هذه المنطقة»، في إشارة إلى علاقة الحميمية التي بدت بين روبيو ونتنياهو خلال اللقاء.

الهجوم الإسرائيلي على قطر

في قمة طارئة عقدت في الدوحة يوم الاثنين، تعهّد قادة الدول العربية والإسلامية في بيان مشترك باتخاذ إجراءات لمنع إسرائيل من مهاجمة الفلسطينيين، وحث البيان أيضاً الدول على مراجعة علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل وفتح دعاوى قانونية ضدها.

ورغم إدانة القمة للهجوم في قطر وتصريحات روبيو عن ضيق الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، دوت غارات في أنحاء قطاع غزة في ساعات مبكرة من صباح الثلاثاء. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إسحاق كاتس أن مركز مدينة غزة «يحترق»، مضيفاً: «لن نتراجع ولن نتراجع حتى إنجاز المهمة».

يقرأ  تعطّل خدمات مايكروسوفت أزور بسبب قطع كابلات في البحر الأحمر

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن 24 فلسطينياً على الأقل قُتلوا صباح الثلاثاء وأُصيب آخرون في غارات جوية إسرائيلية على أنحاء مختلفة من غزة، وكانت الغالبية من بين القتلى من النساء والأطفال.

أضف تعليق