روسيا تتجاهل مزاعم ترامب بأنها «نمر ورقي» تخوض حربًا بلا هدف

ستيف روزنبرغ — محرر شؤون روسيا في موسكو
صورة: تشيب سوموديفيلا / غيتي إيماجز

اقتراح ترامب بأن أوكرانيا قد تستعيد كل الأراضي التي استولت عليها روسيا أثار بالتأكيد دهشة في موسكو. على الورق، تضمنت ملاحظات دونالد ترامب ما يكفي لإزعاج الكرملين: من وصفه لروسيا بأنها «نمر ورقي» وتقرير أن الجيش الروسي «يحارب بلا هدف» في أوكرانيا — عبارات لن تلقى ترحيبًا هناك.

أتذكر أن إعلان الرئيس باراك أوباما أن روسيا «قوة إقليمية» وليس قوة عالمية فُسر هنا كإهانة كبيرة. واقتراح ترامب بأن كييف قادرة على استعادة الأراضي المفقودة أثار الحواجب أيضًا، بل ارتفعت بها الدهشة أكثر بعد رد ترامب على سؤال مراسل.

سأل المراسل: «هل تعتقدون أن دول حلف الناتو ينبغي أن تسقط طائرات روسية إذا دخلت أجواءها؟» فأجاب ترامب: «نعم، أعتقد ذلك».

مع ذلك، كان رد الكرملين الأول على هذه التصريحات محدودًا ومحكومًا بالهدوء. المتحدث باسم فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، لم يمنح إهانة «النمر الورقي» الكثير من أهمية، وقال برفق إذا للاذاعه: «روسيا ليست نمرًا على الإطلاق، بل تُرى أقرب إلى الدب. ولا وجود لما يسمى بالدب الورقي.» وردًّا على الرأي القائل إن كييف قد تستعيد ما فقدته بالسلاح، اعتبر المتحدث أن «القول إن أوكرانيا يمكنها استعادة شيء بالقِتال قول خاطئ».

في مؤتمر هاتفي مع صحفيين من الكرملين سألت ديمتري بيسكوف عن تقييمه لتصريحات ترامب، فأجاب: «روسيا عامة، والرئيس بوتين على وجه الخصوص، يقدّرون عزم الرئيس ترامب السياسي على مواصلة العمل من أجل تسوية سلمية.» كان ذلك ردًا دبلوماسيًا إلى حدٍ كبير.

لقد رأينا أنماطًا مماثلة من قبل: كثيرًا ما يطلق ترامب انتقادات غير متوقعة لروسيا أو لبوتين، فتأخذ موسكو نفس النفس العميق وترد برد أكثر اعتدالًا مما نتوقع. لماذا؟

يقرأ  رئيس وزراء إسبانيا يدعو إلى حظر مشاركة إسرائيل في المنافسات الرياضية على خلفية اتهامات بارتكاب إبادة جماعية في غزة— أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

تقترح صحيفة إزفيسيا السبب الأول: «من المهم تذكّر أن ترامب يتأثر بآخر شخص تحدث إليه»، كتبت الصحيفة، وفي هذه الحالة كان ذلك زيلينسكي. بمعنى آخر، تعتقد موسكو أن مواقف دونالد ترامب بشأن أوكرانيا ليست ثابتة ويمكن، من الممكن، إقناعه بالالتفاف إلى وجهة نظر روسيا. ويقول بيسكوف إن «سنحظى بفرصة لعرض موقفنا على الجانب الأمريكي. وزير خارجيتنا سيرجي لافروف قادر على القيام بذلك أثناء لقائه نظيره [وزير خارجية الولايات المتحدة ماركو روبيو] في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.»

قد يكون هناك سبب آخر لامتناع روسيا عن الصراخ: تصريحات ترامب النقدية لروسيا لم تشتمل على تهديد بالعقوبات الجديدة؛ ولا إنذار نهائي لموسكو؛ ولا موعد نهائي للسلام مع عواقب معلنة في حال عدم الامتثال. وقد لاحظ الكرملين هذا.

وعندما سئل ترامب فيما إذا كان ما زال يثق ببوتين أجاب: «سأخبركم بعد حوالي شهر من الآن.» الشهر زمن طويل في الحرب والسياسة، ولا أعتقد أن هذا الرد سيجعل الكرملين يرتجف.

أمّا بشأن التهديد بإسقاط الطائرات الروسية، فكان رد الكرملين: إنكار. قال بيسكوف: «نسمع الهستيريا حول زعميات بانتهاك طيّارينا للقواعد ولأجواء بعض الدول، لكن كل هذه الادعاءات لا أساس لها ولا دليل عليها.»

حتى لوحة صورة الاقتصاد الروسي التي رسمها ترامب — اقتصاد في ورطة — رفض الكرملين مثل هذا التوصيف أيضًا. فالحقيقة أن الاقتصاد ليس في حالة انهيار كامل، لكنه يئن. وهذا ليس مستغربًا بعد أكثر من ثلاث سنوات من العقوبات الدولية والإنفاق الحكومي الضخم على الحرب. عجز الميزانية آخذ في التوسع، وإيرادات النفط والغاز تتراجع، والعديد من القطاعات الصناعية تعاني.

سلسلة الهجمات الأخيرة بطائرات مسيّرة الأوكرانية على مصافي النفط الروسية أثّرت على الإمدادات المحلية من الوقود. وحتى في بيئة إعلامية محكومة بشدّة، تناولت صحف روسية تقارير عن نقص في البنزين في أجزاء من البلاد. وصرحّت صحيفة الموالية للجماهير «موسكوفسكي كومسوموليتس» الشهر الماضي بأن «روسيا على وشك أزمة وقود شاملة».

يقرأ  ميكروفون مفتوح يكشف حديث شي جين بينغ وفلاديمير بوتينحول زراعة الأعضاء والسعي إلى الخلود

مع ذلك، لا توجد دلائل حتى الآن على أن الضغوط الاقتصادية تغير حسابات الكرملين ميدانيًا. وللحظة، يبدو أن فلاديمير بوتين مصمم على مواصلة الحرب في أوكرانيا — بغض النظر عما قد يقوله دونالد ترامب.

لم يصلني أي نص للترجمة — من فضلك أرسل النص الذي تريد إعادة صياغته وترجمته.

أضف تعليق