موسكو تصنّف «دويتشه فيله» منظمة «غير مرغوب فيها» وتمنع نشاطها
نُشِر في 16 ديسمبر 2025
أدرجت وزارة العدل الروسية يوم الثلاثاء تصنيف «منظمة غير مرغوب فيها» على المقرّبة من ألمانيا محطة البث الدولية دويتشه فيله، ما يعني عملياً حظر عملها داخل الأراضي الروسية. جاء الإدراج بعد تصريحات فاسيلي بيسكاريف، رئيس لجنة البرلمان المكلفة التحقيق في التدخّل الأجنبي في الشؤون الداخلية لروسيا، التي وصف فيها المحطة بأنها «في طليعة الدعاية العدائية المعادية لروسيا».
الوسم الذي أُضيف إلى السجل القضائي يعني أن أي شكل من أشكال التعاون أو ممارسه مع المحطة من الآن فصاعداً سيُلاحَق قضائياً. وتُعرّف موسكو «المنظمات غير المرغوب فيها» بأنها كيانات يُنظر إليها على أنها تقوّض النظام الدستوري أو الأمن القومي، وينص القانون على عقوبات بالسجن تصل إلى خمس سنوات لمن يمولون مثل هذه الأنشطة، وست سنوات لمن ينظّمها.
سبق أن صُنّفت دويتشه فيله «عاملًا أجنبيًا»، وهو وسم استُخدم ضد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين وسياسته. وقالت مديرة المحطة، باربرا ماسينغ، في بيان إن القرار لن يثني المؤسسة: «هذه المحاولة الأخيرة لإسكات الإعلام الحر تكشف عن تجاهل النظام الروسي الصارخ لحرية الصحافة وتظهر خوفه من المعلومات المستقلة». وأكدت أن الخدمة الروسية للمنشأة، رغم الرقابة والقيود والحجب، تصل اليوم إلى جمهور أوسع من أي وقت مضى.
وأضافت ماسينغ: «سنستمر في التغطية المستقلة للحرب العدوانية على أوكرانيا وللموضوعات الأخرى التي تكاد المعلومات عنها تكون معدومة داخل روسيا، حتى يتسنى للناس تشكيل آرائهم بأنفسهم».
استنكرت الحكومة الألمانية القرار. ونقَلت دويتشه فيله عن المتحدث باسم الحكومة، ستيفان كورنيليوس، قوله إن ذلك يبرهن أن «القيادة الروسية تخشى المعلومات المستقلة، لا سيما المتعلقة بالحرب العدوانية على أوكرانيا». وصرّح مكتب الشؤون الخارجية الفيدرالي أن «حرية الصحافة لم تعد مضمونة» في المانيا، بحسب تقرير المحطة.
قالت دويتشه فيله إن الجمهور في روسيا لا يزال قادراً على متابعة موادها عبر متصفحات بديلة أو شبكات افتراضية خاصة (VPN). وأشارت المحطة إلى أن محتواها باللغة الروسية وصل هذا العام إلى حوالي عشرة ملايين مشاهد أسبوعياً، ويأتي ذلك بشكل رئيسي عبر الفيديو.
منذ إطلاق روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، حظرت وزارة العدل الروسية عشرات المجموعات التي تُنتقد الكرملين أو سياسات روسيا في الحرب. وجاء إعلان يوم الثلاثاء بعد اتهام ألمان يوم الجمعة لروسيا بشن هجوم إلكتروني استهدف نظام التحكم في الحركة الجوية ونشر معلومات مضللة قبل الانتخابات العامة في فبراير. ونفت روسيا هذه الاتهامات ووصفتها بأنها «سخيفة» و«بلا أساس».
تعرض مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) أيضاً لانقطاع كبير في خدمة البريد الإلكتروني يوم الاثنين، وقالت السلطات الألمانية إنه نتيجة لهجوم إلكتروني روسي محتمل.