موسكو تنشر صواريخ فرت صوتية قادرة نوويًا في بيلاروس
أعلنت روسيا عن نشر منظومات صواريخ فرط صوتية من طراز أوريشنيك في بيلاروس، ما استدعى تدقيقاً غربيّاً مع تصاعد التوترات في حرب أوكرانيا. أصدرت وزارة الدفاع الروسية لقطات تظهر نشر منظومة أوريشنيك في بيلاروس، خطوة قد تعزز قدرة موسكو على استهداف أهداف في أوروبا في حالة نشوب نزاع مستقبلي.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس أن هذه اللقطات تمثل العرض العلني الأول للمنظومات المتحركة من هذا النوع. وقد وصف الرئيس فلاديمير بوتين الصواريخ بأنها «مستحيلة الاعتراض»، مشيرًا إلى سرعات تفوق سرعة الصوت بأكثر من عشرة أضعاف.
أكد السفير الروسي لدى بيلاروس بوريس غريزلوف، في تهنئته بالعام الجديد، دخول منظومات أوريشنيك (الأورشنك) في حالة القتال. وجاء في الرسالة بحسب تاس: «منظومات الصواريخ الروسية أوريشنيك دخلت الخدمة القتالية في [بيلاروس]. هذه الخطوة تأكيد واضح على فعالية معاهدة الضمانات الأمنية الثنائية داخل دولة الاتحاد التي دخلت حيز النفاذ في مارس».
يأتي نشر المنظومات في بلد يجاور دول حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا في ظل توترات متصاعدة بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الاثنين أوكرانيا بشن هجوم على مقر إقامة بوتين في بلدة فالديا بمنطقة نوفغورود شمال غرب روسيا، وزعمت موسكو أنها قد تتخذ إجراءات انتقامية بعد أن قالت إن نحو مئة طائرة دون طيار استهدفت المسكن، وهو ما نفاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
يشير محللون إلى أن تمركز صواريخ أوريشنيك في بيلاروس قد يقلص زمن الوصول لأسلحة روسيا النووية إلى أهداف أوروبية. أظهرت اللقطات منصات إطلاق متحركة تسير على طرق غابية، وفرقًا تقوم بتمويه الأنظمة، وضابطًا رفيعًا يعلن رسمياً دخول الصواريخ الخدمة القتالية، إلى جانب مشاهد تدريب واستطلاع تحت ثلوج خفيفة.
سبق أن اختبرت موسكو نسخة محملة برؤوس تقليدية من أوريشنيك ضد هدف في أوكرانيا في نوفمبر 2024. وقد قال بوتين إن قدرة الصاروخ التدميرية مع رأس حربي تقليدي تضاهي آثار الأسلحة النووية. ويُذكر أن مدى هذا النظام يصل بحسب تقارير إلى نحو 5,500 كيلومتر، ما يتيح من الناحية النظرية إمكانية الوصول إلى أنحاء أوروبا أو أجزاء من غرب الولايات المتحدة.
التشكيك الغربي والردود الإقليمية
يبدي بعض المسؤولين الغربيين تشكيكًا في الأثر الميداني العملي للصاروخ؛ فقد ذكر مصدر أميركي في ديسمبر 2024 أن أوريشنيك لا يُعتبر مغيرًا لقواعد اللعبة. من جهته، أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الحليف المقرب من موسكو والذي أجرى اتصالات مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الموافقة على التمركز، معربًا عن أن عدد المنظومات لن يتجاوز اثني عشر، ووصفت وزارته الدفاعية هذه الخطوة برد على ما وصفته بالإجراءات الغربية «العدائية».
رغم أن لوكاشينكو سمح للقوات الروسية بشن عمليات انطلاق من الأراضي البيلاروسية ضد أوكرانيا عام 2022، فإن قوات بيلاروس لم تُرسل للقتال جنبًا إلى جنب مع الوحدات الروسية.
ردود فعل أوروبية
تطرق المستشار الألماني فريدريش ميرتس في خطابه السنوي بمناسبة العام الجديد إلى الموقف العسكري لموسكو، مشددًا على أن «عدوان روسيا كان ولا يزال جزءًا من خطة تستهدف أوروبا بأسرها»، ومشيرًا إلى تهديدات يومية تتسبب بها أعمال تخريب وتجسس وهجمات إلكترونية. وأضاف أن على أوروبا أن تتصرف بمزيد من الاستقلالية في ظل شراكة أميركية أكثر غموضًا تحت إدارة ترامب، وأن على الأوروبيين «الدفاع عن مصالحهم والدفع بها بقوة أكبر بأنفسهم».
واختتم ميرتس بالقول إن هذا العام قد يكون حاسمًا لألمانيا ولأوروبا، فرصة لاستعادة العزم على عقود من السلام والحرية والازدهار.