موسكو وبكين تتفقان على المضي قدماً في رابط غازي كبير عبر منغوليا
2 سبتمبر 2025
ملخص
اتفقّت روسيا والصين خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين على المضي قدماً في مشروع خط أنابيب غاز جديد يمر عبر منغوليا، بحسب غازبروم، في خطوة تعمّق الروابط الاقتصادية والطاقة بين البلدين.
مذكرة ملزمة وخط الأنابيب
أكد أليكسي ميللر، الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم، توقيع «مذكرة ملزمة قانونياً» لتطوير المشروع المعروف بـ «قوة سيبيريا 2». من المتوقع أن تنقل الشبكة المرتقبة نحو 50 مليارمتر مكعب سنوياً من احتياطيات يامال القطبية الروسية إلى الصين عبر أراضي منغوليا. وأضاف ميللر أن إمدادات الغاز عبر خط «قوة سيبيريا» القائم من سيبيريا الشرقية إلى الصين سترتفع إلى 44 مليار متر مكعب سنوياً، بعد أن كانت 38 ملياراً.
دوافع وسياسات
تُعطي هذه الصفقة للصين خيارات طاقوية أوسع وتقلّص اعتمادها على واردات الغاز الطبيعي المسال (LNG) من الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم تُحسم مسألة التسعير بعد؛ فقد أوضح ميللر أن مفاوضات الكلفة ستُعالج بشكل منفصل، مما يبقى عائقاً أمام الاتفاق النهائي، إذ تسعى روسيا لتعويض خسائرها في السوق الأوروبية بينما تطالب الصين بخصومات.
روابط غير مسبوقة
جاء الإعلان إثر مباحثات رفيعة المستوى بين شي جين بينغ وبوتين، حيث أشاد الزعيمان بـ«علاقات غير مسبوقة» بين البلدين. استضاف شي أيضاً قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين التي حضرها قادة متعددون من بينهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وحثّ شي القادة الإقليميين على معارضة «عقليات الحرب الباردة» في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة.
ردود دولية ومواقف
رغم المحادثات المتعددة بين بكين وواشنطن، لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري شامل. وفي مقابلة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه «غير قلق إطلاقاً» من احتمال تشكل محور يضم الصين وروسيا ضد الولايات المتحدة.
انعكاسات جيوسياسية واقتصادية
رأت ميخال ميدان، رئيسة قسم أبحاث الطاقة في الصين بمعهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أن الإعلان عن «قوة سيبيريا 2» يمثل نقطة تحول كبيرة في جيوسياسة الطاقة، مردفة أن الرسالة مفادها أن الصين لم تعد تتظاهر بالالتزام بالعقوبات الأمريكية أو تهتم برأي الغرب.
تجارية وطاقة متعاظمة
أظهرت إشارات سابقة أن الصين استلمت شحنات من الغاز الطبيعي المسال من مشروع Arctic LNG 2 الروسي الخاضع لعقوبات، ما يدلّ على استعداد بكين لتحدّي الضغوط الغربية. ارتدَّ حجم التجارة بين موسكو وبكين إلى نحو 240 مليار دولار في 2023، ما يعكس توطيد الشراكة منذ 2022. وصرح مسؤولون من الكرملين أن 22 اتفاقية وُقّعت خلال زيارة بوتين، بينها اتفاقية تعاون استراتيجية بين غازبروم والشركة الوطنية الصينية للنفط، من دون تفاصيل إضافية.
ملاحظة ختامية من محلّلين
قال كيريل باباييف من معهد الصين وآسيا المعاصرة بموسكو إن الاتفاق الكبير دخل حيز التنفيذ عملياً: «المفاوضات السياسية انتهت، والآن المهام التجارية ستبدأ بإنتاج نتائج بمباركة قادة روسيا ومنغوليا والصين».