زعيم بنغلاديشي يطالب بتحقيق العدالة للروهينغا وضمان عودتهم الآمنة إلى ميانمار — أخبار جرائم ضد الإنسانية

حذر القائد المؤقت لبنغلاديش، محمد يونس، من أن بلاده لم تعد قادرة على تقديم دعم إضافي لـمليون ونصف المليون من الروهنجا الذين تؤويهم، ودعا المجتمع الدولي إلى العمل فوراً على وضع خارطة طريق لعودة هذه الأقلية المضطهدة طوعاً إلى ديارها في ميانمار.

تحدّث يونس من كوكس بازار خلال مؤتمر امتد يومين لإحياء الذكرى الثامنة للتهجير الجماعي لغالبية الأقلية المسلمة من ولاية راخين، وكشف خلاله عن خطة من سبع نقاط تهدف إلى ضمان عودة آمنة وطوعية وكريمة للاجئين.

شدّد على أن “حقهم في العودة إلى موطنهم وأرضهم يجب أن يُؤمّن”، وحثّ جميع الأطراف على وضع “خارطة طريق عملية للعودة الآمنة والكريمة والطوعية والمستدامة… الوقت الآن للعمل”. كما ناشد المانحين عكس تراجع التمويل، مؤكدًا أن زيادة الدعم ضرورية للحفاظ على برامج الإغاثة المنقذة للحياة.

تتضمن مقترحاته وقفاً فورياً للعنف في ميانمار، وإقامة منصات للحوار لتخفيف التوترات بين المجموعات العرقية، وزيادة دور رابطة دول جنوب شرق آسيا والقوى الإقليمية لاستعادة الاستقرار.

ودعا يونس الحكومات حول العالم إلى التمسك بموقف حازم تجاه ما وصفه بـ”الجريمة البشعة للتطهير العرقي” في ميانمار وإعادة النظر في علاقاتها مع نظامها العسكري.

وطالب بتجديد الزخم في جهود المساءلة أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، مؤكداً أن العدالة محور إنهاء عملية الإبادة وضمان عودة الروهينجا الآمنة. كما أشار إلى أن هناك تحقيقات وملفات دولية جارية تبحث في مسؤلية النظام العسكري عن الجرائم المرتكبة.

فرّ نحو 800 ألف من الروهينجا إلى بنغلاديش في أغسطس 2017 عقب حملة عسكرية شرسة وصفتها الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية، وتبعتها موجات نزوح إضافية منذ ذلك الحين. وقال يونس إن تأثير ذلك على الاقتصاد والموارد والبيئة والنظام الاجتماعي والحكم كان هائلاً، وشكر مجتمعات الاستقبال وشعب بنغلاديش على دعمهم الكامل وتضحياتهم الكبيرة.

يقرأ  ليفربول ضد بورنموث — الدوري الإنجليزي الممتاز: الفرق، موعد انطلاق المباراة والتشكيلات — أخبار كرة القدم

ولا تزال عمليات العودة تبدو خطرة: تقارير ميدانية أفادت بأن آلاف الروهينجا خرجوا في مسيرات يطالبون بالعدالة والعودة، وأن مطلب العودة إلى الوطن يتصدر قائمة مطالب النازحين. وأضاف صحفيون أن استمرار القتال عبر الحدود يجعل أي مسعى للعودة أمراً بالغ الصعوبة في هذه المرحلة بسبب حالة عدم الاستقرار داخل ميانمار.

يأتي مؤتمر كوكس بازار قبيل مؤتمر للأمم المتحدة في نيويورك في 30 سبتمبر، لكن آفاق عودة آمنة وسريعة تبدو ضئيلة.

سجلت بنغلاديش أكثر من 150 ألف وافد جديد منذ أوائل 2024، بينما يتصاعد القتال في راخين وتجفّ التمويلات العالمية بعد تجميد الولايات المتحدة للمساعدات الإنسانية؛ وأعلن برنامج الأغذية العالمي أن 57 بالمئة من الأسر في وسط راخين غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية.

داخل المخيمات، بات نقص الغذاء معركة يومية؛ يعيش اللاجئون على بطاقة حصة شهرية تقدر بنحو 12 دولاراً، لكن هذه المخصصات قد تنخفض إلى 6 دولارات شهرياً إذا لم يتوفر التزام تمويلي إضافي.

في 2022، أحالت محكمة العدل الدولية قضية منفصلة أقامتها غامبيا ضد ميانمار للتحقيق في مسؤولية ارتكاب إبادة جماعية بحق الروهينجا، وفي 2024 طلب مدعٍ في المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف دولية ضد القائد العسكري ميانمار السنغور مين أونغ هلاينغ بتهم اضطهاد الروهينجا.

أضف تعليق