زعيم حماس يتعهد بالحد من هجمات غزة على إسرائيل لكنه يرفض نزع سلاح الحركة أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

خلاصة تصريحات خالد مشعل وتطورات وقف إطلاق النار

قدّم خالد مشعل، القائد السياسي لحماس خارج غزة، ضمانات بأن الحركة ستتخذ إجراءات للحدّ من أي هجمات مستقبلية تنطلق من القطاع المحاصر، لكنه استدرك أن تسليم السلاح سيكون بمثابة «نزع الروح» من التنظيم. جاءت هذه التصريحات في مقابلة مع برنامج «موازين» على قناة الجزيرة العربية، من المتوقع عرضها مساء الأربعاء، حيث عرض مشعل موقف الحركة من قضايا محورية مع تنامي المخاوف من تراجع زخم محادثات وقف إطلاق النار مع اقتراب المرحلة الأولى من نهايتها.

وقالت حركة حماس يوم الثلاثاء إن تقدم الهدنة لا يمكن أن يستمر إذا واصلت إسرائيل انتهاكاتها للاتفاق، مشيرة إلى أن الهدنة خُرِقَت على الأقل 738 مرة منذ دخولها حيز التنفيذ في 10 أكتوبر. وفي سياق التحركات الدولية بشأن إدارة قطاع غزة، أبلغ مشعل القناة بأن حماس لن تقبل بسلطة حكم غير فلسطينية لإدارة القطاع، ردًّا على التكهنات حول «مجلس السلام» الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كبديل لإدارة حماس التي تمارس الحكم منذ 2006.

وأفادت تقارير، منها تقرير فايننشال تايمز، باستبعاد ترشيح توني بلاير لمثل ذلك المجلس بعد معارضة عربية وإسلامية واسعة. ويلقى بلاير استهجانًا واسعًا لدوره في غزو العراق عام 2003 وتبعاته، ولما اعتُبِرَ فشله كسفير رباعية الشرق الأوسط، وقد عبرت حماس سابقًا في سبتمبر عن رفضها القاطع لتورطه ووصفت ترشيحه بأنه «دليل سيء» وشخصية غير مرحب بها.

الهدنة الوسيطة التي وساطت لها الولايات المتحدة في أكتوبر حافظت إلى حدّ كبير على صمودها، رغم تكرار الانتهاكات الإسرائيلية وبقدر أقل من جانب حماس؛ وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل نحو 377 شخصًا. ومع ذلك، حذّر الوسطاء في منتدى الدوحة الأسبوع الماضي من أن زخم الاتفاق يتآكل. وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري، إن وقف إطلاق النار وصل إلى «لحظة حرجة»، ودعا وزراء خارجية تركيا ومصر والجهات المعنية إلى مضاعفة الجهود الدبلوماسية للحفاظ على المسار.

يقرأ  الخارجية ومنسق أنشطة الحكومة ينتقدان بشدة تقرير آي بي سي حول المجاعة في غزة

فيما يخص الأسرى والمعتقلين، فقد أُعيد جميع المختطفين الذين نُقلوا إلى غزة خلال هجوم أكتوبر 2023، سواء أكانوا أحياء أم متوفين، ما عدا واحد، بينما أفرجت السلطات الإسرائيلية عن مئات من الأسرى الفلسطينيين ضمن شروط الاتفاق. وأظهرت جثامين عدد من هؤلاء المعتقلين علامات تعذيب وتشويه بحسب تقارير عائلاتهم وفحوصات أولية، ما حال دون تعرف بعض الأسر على ذويهم.

من جهة أخرى، نقلت مسؤؤلة حماس عن عدم التزام إسرائيل الكامل بالمرحلة الأولى من الاتفاق، مستشهدة بإغلاق معبر رفح، وتدني حجم المساعدات إلى مستويات أبعد من المتفق عليها، وبتعرض القطاع لهجمات تكاد تكون يومية. وفي المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن المرحلة الأولى تقترب من الاكتمال، وأعرب عن رغبة في تحقيق «نفس النتائج في المرحلة الثانية»، مشيرًا إلى لقاء مرتقب مع ترامب في واشنطن بنهاية الشهر لدفع الملف قدمًا. ونقلت الجزيرة عن مسؤول أمريكي أن مفاوضات مكثفة للمرحلة الثانية جارية وتحرز تقدمًا.

أوضح مشعل أن زيادة تدفق المساعدات إلى غزة شرط أساسي لبدء المرحلة الثانية، التي يُفترض أن تمثل نهاية رسمية للحرب وتضمّ انسحابًا إسرائيليًا كاملاً إلى ما وراء «الخط الأصفر» وليس الانسحاب الجزئي الذي أبقى السيطرة الإسرائيلية على أكثر من نصف القطاع؛ وهو مطلب مركزي لحماس. وكرر أن مسألة نزع سلاح الحركة ستكون محط خلاف، فإسرائيل تطالب بتفكيك قدرات حماس العسكرية، فيما أبدت قيادة الحركة موقفًا متردّدًا، مؤكدة أن الأمر سيعادل «نزع الروح» منها. ورغم ذلك، سبق لمسؤولين في حماس أن أشاروا إلى استعدادهم لتسليم أسلحتهم لسلطة فلسطينية مستقلة.

وعن القوة الدولية المقترحة لفرض الاستقرار في غزة (ISF)، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده قد تشارك في قوة دولية مهمتها ضبط السلاح في القطاع، محذرًا في منتدى الدوحة من أن نزع السلاح لن يحدث في «المرحلة الأولى» ومؤكدًا ضرورة التدرج والواقعية في التنفيذ. وتعارض إسرائيل وجود قوات تركية في غزة وتصر على أن يكون نزع السلاح أولوية المرحلة الثانية. أما وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، فطالب بإرسال القوة الدولية إلى غزة «في أقرب وقت ممكن»، معتبراً أن وجود مراقبين على «الجانب الأصفر» ضروري للتحقق من الالتزام وإيقاف الانتهاكات اليومية المنسوبة لإسرائيل بينما تلقي بالمسؤولية على الطرف الآخر.

يقرأ  تدقيق الحقائق: هل تُسفر ربع عمليات تفتيش الزوارق الأمريكية المتعلقة بالمخدرات عن عدم العثور على أي شيء؟

أضف تعليق