زلزال بقوة 6.9 يهز وسط الفلبين ويخلّف عشرات القتلى والمصابين
الملخص
هزت هزة أرضية قوية بقوة 6.9 درجات حسب مقياس ريختر وسط الفلبين ليلة الثلاثاء، وأسفرت حتى الآن عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى وإلحاق أضرار واسعة بالمباني والبنى التحتية، وفق السلطات المحلية.
مكان وزمان الهزة وشدتها
ضربت الهزة عند الساعة 21:59 بالتوقيت المحلي (13:59 بتوقيت غرينتش) قبالة ساحل مقاطعة سيبو، على بعد نحو 12 ميلاً شمال شرق مدينة بوغوو في إقليم فيساياس الوسطى. وقد بلغت عمقاً يقارب 10 كيلومترات، ما يدرجها ضمن الزلازل الضحلة التي عادة ما تتسبب في أضرار أكبر لوقوع مركزها على مقربة من سطح الأرض.
الهزات الارتدادية وتحذيرات التسونامي
سجلت وكالات رصد الزلازل أربع هزات ارتدادية بقوة 5 أو أكثر بعد الزلزال الأول، وشعر بها سكان جزر فيسايان التي تضم سيبو وبليران وليتيه. أصدرت هيئة البراكين والزلازل في الفلبين تنبيهاً بوجود خطر تسونامي لسواحل ليتيه وبليران وسيبو، ثم رفعت التحذير صباح الأربعاء بعد انعدام أي نشاط مائي غير اعتيادي.
حجم الأضرار والخسائر
أعلنت السلطات المحلية حالة كوارث جزئية في أجزاء من مقاطعة سيبو بعد انهيار مبانٍ وقطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة. كانت مدينة بوغو، التي يقطنها نحو 90 ألف نسمة، الأكثر تضرراً مع تأكيد أكثر من عشرين حالة وفاة بينها أطفال، وإصابة مئات آخرين. كما وردت خسائر وإنهيارات في بلديات مجاورة مثل ميديلين وتابويلان وسان ريميجيو، حيث انهارت أجزاء من سقف مجمع رياضي مخصّص كمركز إخلاء ما أدى لمقتل سبعة أشخاص من بينهم عناصر في الدفاع المدني وخفر السواحل.
تضررت أيضاً كنائس ومباني تاريخية: وثق مقطع فيديو تناقلته وسائل الإعلام انهيار كنيسة القدّيسين بطرس وبولس في جزيرة بانتايان، كما تقلّصت إلى حطام كنيسة عمرها 139 عاماً في دانبنتيان شمال بوغو.
جهود الإنقاذ والاستجابة
قدّم الرئيس تعازيه لأسر الضحايا، وكلف مكاتب الإطفاء والشرطة الوطنية بالمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ، بينما تعمل وزارة الطاقة على إعادة التيار إلى المناطق المنفظة. استقبلت مستشفيات بوغو أعداداً فائضة من المصابين، واضطر بعضها إلى إجلاء مرضى بسبب الهزات الارتدادية؛ وقالت فرق رقابية إن المستشفيات وصلت إلى طاقتها الاستيعابية القصوى. كما سعى منسوبو لجنة الشؤون الصحية إلى توصيل شاحنات مياه ومواد إغاثية إلى المستشفيات والمناطق المتضررة.
المنظمات الإنسانية والإمدادات
أفادت الصليب الأحمر الفلبيني بأنه قدّم إسعافات وعلاجات لنحو ستين مصاباً في ثلاث مقاطعات. وناشدت سلطات سيبو المجتمع الوطني والدولي لتوفير مياه شرب ومعدات بحث وإنقاذ بعد تلف شبكات التوزيع. وقال نائب عمدة سان ريميجيو إن الأمطار الغزيرة وانقطاع الكهرباء فاقما الأزمة وأحدثا ندرة في المياه، مما يزيد الحاجة للمساعدات العاجلة.
نصائح السلامة
دعت الحكومة السكان إلى البقاء هادئين والانتقال إلى الأماكن المفتوحة تحسباً لهزات مرتدة، والابتعاد عن الجدران والهياكل المعرّضة للانهيار، والبقاء في حالة تأهّب لأي تطورات لاحقة.
(تستمر عمليات التقييم والإغاثة بينما تتابع الجهات المعنية وضع السكان والبنية التحتية في المناطق المتضررة) وأشارتت إلى أن الحكومة الإقليمية كانت تقيّم الموقف وتتواصل مع مسؤولي البلديات.
تلتقط امرأة صورة لمطعم ماكدونالدز المتضرر بعد زلزال بلغت شدته 6.9 في مدينة بوغو بإقليم سيبو، الفلبين، في الأول من أكتوبر 2025 [إلويسا لوبيز/رويترز]
لماذا تعتبر الفلبين عرضةً للزلازل وهل هي مستعدة؟
تقع الفلبين ضمن حلقة النار في المحيط الهادئ، وهي حزام تكتوني يتألف من أقواس بركانية وخنادق محيطية تحيط بالمحيط الهادئ. تشهد البلاد هزات أرضية ونشاطًا بركانيًا طفيفًا تقريبًا يوميًا، لأن حلقة النار تتفاعل مع الحركات المستمرة لصفيحات الأرض التكتونية حين تصطدم أو تنزلق بجانب بعضها البعض.
تقع كذلك في نطاق حلقة النار دول مثل إندونيسيا ونيوزيلندا واليابان والولايات المتحدة وكندا وروسيا وغواتيمالا وبيرو وتشيلي.
يعمل المعهد الفلبيني لعلم البراكين والزلازل (PHIVOLCS) على تطوير أدلة تهدف إلى تنبيه السكان وتعزيز مرونتهم أمام الكوارث الطبيعية. وقد بُعث تحذير بخصوص الزلزال الأخير عبر مجموعة الدفاع المدني على فيس بوك وكذلك من خلال مجموعات أخرى متخصصة في الإنذارات الجوية.
وتعمل الأمم المتحدة، من خلال برنامج العمل الاستباقي التجريبي، مع الحكومة على تمكين المجتمعات المحلية من الاستجابة للزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية.
في بيان صدر في أكتوبر الماضي، أكد غوستافو غونزاليس، منسق الأمم المتحدة المقيم في الفلبين، أن «الاعتراف بالبراعة المحلية ودمجها» كان أمرًا جوهريًا لتطوير «حلول مصممة خصيصًا» للتعامل مع الكوارث الطبيعية في البلاد.