زيلينسكي طريقة الناتو في إسقاط الطائرات الروسية المسيرة في بولندا «ليست السبيل» للدفاع الفعّال عن أجوائها

حذر فولوديمير زيلينسكي حلف شمال الأطلسي من أنه غير مستعد لمواجهة هجمات روسيا الجماعية بالطائرات المسيرة، مشيراً إلى حادثة اختراق المجال الجوي البولندي التي استدعت تحليق مقاتلات الحلف في مواجهة طائرات مسيرة رخيصة الثمن.

أوضح الرئيس الأوكراني في مؤتمر صحفي بفنلندا أن أوروبا ينبغي أن تستفيد من تجربة أوكرانيا في الدفاع الجوي، بدلاً من الاعتماد المفرط على ذخائر دفاع جوي باهظة الثمن في مواجهة موجات الطائرات المسيرة طويلة المدى والرخيصة.

قال زيلينسكي إن وارسو تعاملت مع أكثر من عشرات الطائرات المسيرة الروسية؛ ونفّذت طائرات تابعة لحلف الأطلسي، بينها مقاتلات F‑35 هولندية، إجراءات اعتراض، بينما وُضعت منظومات باتريوت على أنذارات استعداد.

وركز زيلينسكي على الفجوة التكتيكية والاقتصادية: «صاروخ باتريوت يكلف بين 2 و3 ملايين دولار، بينما الطائرة المسيرة—مثل شاهد أو جِران—تكلف حتى مئة ألف دولار. لا يمكن أن تقاتل بثمن بمثله»، في إشارة إلى عدم جدوى استخدام ذخائر مكلفة ضد أهداف رخيصة ومتكررة.

أسقطت قوات حلفاء أوروبيون على الأقل ثلاثة طائرات روسية، يُعتقد أنها طائرات شاهد متفجرة أو طائرات إلهاء من نوع جربرا؛ وأظهرت لقطات على مواقع التواصل إطلاق مقاتلات لصواريخ في السماء ووجود حطام لصاروخ جو‑جو متقدم AIM‑120، الذي تقدر كلفته بنحو مليون ومئتي ألف دولار، بالإضافة إلى استخدام صواريخ AIM‑9 قصيرة المدى بقيمة تقريبية 400 ألف دولار.

تابع زيلينسكي: «استخدموا صواريخ بملايين الدولارات—هذا ليس الأسلوب. بالطبع يجب أن نضمن سلامة الناس، لكن من الناحية العملياتية هذا ليس المنهج الصحيح».

أسلوب أوكرانيا في مواجهة الطائرات المسيرة

اعتُبر حادث الأربعاء اختباراً لمدى استعداد دفاعات الناتو لمواجهة هجمات الطائرات المسيرة الروسية. زيلينسكي رأى أن لا دولة في الحلف أظهرت استعداداً كافياً، وأشار إلى أن أوكرانيا عرضت تقديم المساعدة والتدريب على نُهجها.

يقرأ  الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة أحد الرهائن في قطاع غزة

أوضح أن منظومات باتريوت البولندية «لا تفيد في مواجهة الشاهد»، لأنها موجهة أساساً ضد الصواريخ الباليستية، بينما تواجه أوكرانيا يومياً موجات بلغت أحياناً بين 500 و800 شاهد، ما استدعى تطوير نهج متعدد الأنظمة: رشاشات مثبتة على عربات، حرب إلكترونية، طائرات اعتراض مسيرة، ومروحيات تطارد المنظومات الجوية، مع الاحتفاظ بالذخائر المتقدمة للتهديدات الأشدّ مثل الصواريخ الباليستية أو الجوالة.

وصف زيلينسكي هذا الترتيب بأنه «منظومة متعددة الأنظمة» ودعا دول الحلف إلى اعتناق استراتيجية مماثلة، مشيراً بأنه «ليس لدينا وحدنا هذا الأسلوب فحسب، بل الروس أيضاً».

مخاوف من توسع الحرب

أفاد الرئيس الأوكراني بأنه يجري محادثات مع قادة بولندا وبريطانيا وإيطاليا ومسؤولين في الناتو لتأسيس منظومة دفاع جوي مشتركة، وأنه اتفق مع رئيس وزراء بولندا على تعاون عسكري مناسب سيتم تنسيقه مع جميع أعضاء الحلف.

واعتبر قادة الحلف أن اختراق المجال الجوي بحدود 19 طائرة مسيرة هو فعل متعمّد من جانب روسيا لاستفزاز الغرب واستكشاف دفاعاته. من جهتها، تنصلت الكرملين جزئياً من اتهامات الحلف، قائلة إنها لم تقصد إدخال طائرات إلى أجواء بولندا، لكنها لم تؤكد أو تنفِ على نحو قاطع ما إذا كانت طائراتها قد اخترقت المجال الجوي البولندي.

أدى الحادث إلى تفعيل بولندا للمادة الرابعة من معاهدة الناتو، وهي آلية تتيح لعضو يشعر بالتهديد التشاور مع الحلف حول خطوات عاجلة، بما في ذلك طلب تعزيزات على أراضيه؛ ومن الملاحظ أن المادة الرابعة أُحييت ثماني مرات منذ تأسيس الحلف.

أضف تعليق