زيلينسكي: التنازلات الإقليمية تبقى «أكبر تحدٍّ» تواجه أوكرانيا — أخبار نزاعات الحدود

حمايةُ وحدةِ الأراضي أبرزُ تحدٍّ في مفاوضات إنهاء الحرب

صرّح الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بعد محادثاتٍ عُقِدت في باريس مع مسؤولين أوروبيين وأمريكيين، بأن حمايةَ وحدةِ أراضي اوكرانيا تبقى “أكبرَ تحدٍّ” في المحادثات الدائرة حول خطةٍ أميركية لوقف الحرب.

في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس ايمانويل ماكرون، شدّد زيلينسكي على أن أولويات كييف تتضمّن ضماناتٍ أمنية وحفظَ السيادة ومنع أي تنازلات قد تُضفي شرعيةً على احتلال موسكو لأراضٍ أوكرانية. وناشد الشركاء أن يتجنّبوا أي نتيجةٍ تكافئ الحربَ التي بدأت بها روسيا.

شارك في النقاشات مسؤولون من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة، وأجروا اتصالاتٍ مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، في إطار دفعٍ دبلوماسي متصاعد لإنهاء الصراع الذي افتتحته روسيا بغزوٍ واسعٍ في فبراير 2022. وأوضح زيلينسكي أن الاجتماع استعرضَ أيضاً مجريات محادثاتٍ جرت في الولايات المتحدة بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين، وأنه يتم التحضير لاجتماعاتٍ إضافية عبر أوروبا.

أكد ماكرون أن “أوكرانيا وحدها ينبغي أن تقرّر حدودها الترابية”، وأشار إلى أن من المقرّر مواصلة النقاشات بين واشنطن والحلفاء الأوروبيين حول الضمانات الأمنية المحتملة إذا تبلور اتفاقٌ لإنهاء الحرب. ورأت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ضرورةَ وحدَة الموقف بين أوروبا والولايات المتحدة على مسارٍ نحو السلام، مثنيةً على “النهج البنّاء المستمر” لزيلينسكي وم hoping أن تقدم روسيا “مساهمةً ملموسة” في المحادثات المستقبلية.

قضية الحدود تُعمّق التوترات الدبلوماسية

تكتسبُ نقطةُ الحدود حساسيةً بالغةٍ في المفاوضات، فيما يستعدّ كلّ من ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأفاد زيلينسكي بأنه يأمل في التباحث مع دونالد ترامب بعد هذه اللقاءات، فيما أبلغت السلطات الأوكرانية الجانبَ الأميركي مسبقاً بأن كييف لن تقبل أي تسويةٍ تقضي بالتنازل عن أراضٍ.

يقرأ  فوز زهران ممداني من هم «الاشتراكيون الديمقراطيون في أمريكا»؟ — أخبار الانتخابات

وقال مستشار زيلينسكي رستم أوميروف للجزيرة إن “إجبار روسيا على الاستمرار في احتلال أرضنا ثم مطالبتنا بإضفاء شرعية على هذا الاحتلال أمرٌ غير مقبول. التخلي عن أرضنا يعني انهيار القانون الدولي ويفتح الباب أمام استخدام القوة لإلغاء سيادة أي طرف”. وأضاف أن موضوع الضمانات الأمنية لا يزال ذا حساسية بالغة لأن “هدفنا تأمين أوروبا وأوكرانيا معاً”، وأن المفاوضات ستكون “صعبة للغاية” حتى لو أبدت روسيا إرادةً حقيقيةً، لأن موسكو بحسب تقديراته ما تزال ترى أن مواصلة الحرب أقلّ كلفةً من إنهائها.

قادة الاتحاد الأوروبي يُصرّون على ألا تُمنح تنازلات كبرى لروسيا، وأن تكون عملياتُ تبادل الأراضي—إن حصلت—قراراً تتخذهُ الشعوب الأوكرانية نفسها، وفق ما نقله مراسل الجزيرة هاشم الأهلبرا من بروكسل. جاء ذلك بعد تسريب مسوّدة خطة أميركية منتصف نوفمبر أُثارت انتقاداتٍ داخل أوكرانيا وبين حلفائها الأوروبيين لكونها مائلةً بوضوحٍ لصالح موسكو؛ فقد اقترحت المسوّدة تقليصَ قوّة الجيش الأوكراني إلى 600000 جندي وعدم وضع سقفٍ مماثل على روسيا، كما منعت كييف من الانضمام إلى حلف الناتو واشتملت على بنود تسمح لموسكو بالاحتفاظ بأراضٍ استولت عليها.

ضرباتٌ روسية تُصيب دنيبرو

بينما تتسارع الجهود الدبلوماسية، تعرّضت أوكرانيا لهجومٍ قاتلٍ آخر يوم الاثنين، حيث أفاد مسؤولون محليون بأنّ غارةً صاروخية روسية استهدفت مدينة دنيبرو المركزية ما أسفر عن مقتلٍ لا يقل عن أربعة أشخاص وإصابة عشرات آخرين. نقلت وكالة إنترفكس عن فلاديسلاف هايفانينكو، القائم بأعمال رئيس الإدارة العسكرية في إقليم دنيبروبتروفسك، ارتفاعَ عدد المصابين إلى 43 مع وجود 10 حالاتٍ حرجة، وألحق الهجوم أضراراً بمبنى إداري ومؤسّسات تجارية وأربع مؤسسات تعليمية وعشرات البنايات السكنية ومحطّتي خدمة وأكثر من 50 مركبة. وتقع دنيبرو على بعد نحو 100 كيلومتر من خطّ الجبهة وكانت تؤوي ما يقارب مليون نسمة قبل الحرب، ما يجعلها هدفاً متكرّراً للقصف الروسي.

يقرأ  هل حصل إيلون ماسك فعلاً على حزمة تعويضية بقيمة تريليون دولار؟أخبار صناعة السيارات

من جهةٍ أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها “حرّرت” مستوطنة كلينوفه في إقليم دونيتسك وتقدّمَت داخل مواقع أوكرانية، في حين نفت القوات الأوكرانية هذه الادعاءات. ونشرت موسكو إحصاءً لخسائر كييف قائلةً إنّها بلغت نحو 1415 عنصراً خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فيما أفادت كييف بأنها قضت على نحو 1060 جندياً روسياً ودمرت دبابةً واحدةً وست آلياتٍ مدرّعة و14 منظومةَ مدفعية و239 طائرةً من دون طيار و71 مركبةً في المدة نفسها. ولم تتمكن الجزيرة من التحقّق المستقل من ادعاءات الطرفين على الأرض.

أضف تعليق