زيلينسكي: الدفاع عن مدينة دونيتسك أولوية — تُنشر قوات خاصة

جيمس لانديل، مراسل دبلوماسي في كييف
رويترز

أعلنت قيادة أوكرانيا أن دفاعها عن مدينة بوكروفسك بات «أولوية»، بعد نشر قوات نخبوية للمهمات الخاصة في البلدة الواقعة على جبهة القتال الشرقية. وأفادت مصادر في الجيش الأوكراني لهيئة الإذاعة البريطانية بأن عناصر من قوات الاستخبارات العسكرية ووحدات الاقتحام الخاصة تُستخدم الآن كجنود مشاة عاديين لحماية خطوط الإمداد المتجهة إلى القوات التي تصمد في مدينة دونباس.

تتزايد التقارير عن تقدم روسي حول هذه البلدة الاستراتيجية غرب دونيتسك، فيما نفت كييف مزاعم تفيد بأن قواتها محاصرة. وتسعى موسكو، بحسب المفاوضات المطروحة، لأن تتنازل كييف عن كامل إقليم دونباس ضمن اتفاق سلام، بما في ذلك الأجزاء التي لا تسيطر عليها حالياً. وتسيطر روسيا حالياً على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014.

يشير نشر قوى خاصة إلى عزم السلطات في كييف على التمسك بالمدينة التي تحاول روسيا الاستيلاء عليها منذ أكثر من عام. وأوردت وسائل إعلام محلية أن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، تواجد في المنطقة للإشراف شخصياً على العملية.

تُعد بوكروفسك محوراً رئيسياً للنقل والإمداد، وإسقاطها قد يفتح الباب أمام جهود روسية للسيطرة على بقية الإقليم. كما ترى كييف أن سقوطها سيساعد روسيا في حملتها لتقديم رواية مفادها نجاح الحملة العسكرية ولإقناع واشنطن والغرب بقبول مطالب موسكو. وقد ضاق البيت الأبيض ذرعاً بتعثر الكرملين في المضي قدماً بمسار التفاوض، إلى حد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على أكبر منتجي النفط في روسيا وألغى خطط قمة مع فلاديمير بوتين.

أشار زيلينسكي إلى أنه منفتح على مقترح ترامب بوقف إطلاق نار يجمد خطوط الجبهة الحالية، فيما تصر روسيا علناً على انسحاب القوات الأوكرانية من كامل ما تبقّى من دونباس. وفي خطابه المسائي قال الرئيس الأوكراني: «بوكروفسك هي أولويتنا. نواصل تدمير المحتل، وهذا ما يهمنا أكثر… يجب إيقافهم حيث وصلوا — وتدميرهم هناك.»

يقرأ  إسبانيا تشتعل — اندلاع ما لا يقل عن 16 حريق غابات واسع النطاق

من جانبها، نقلت موسكو أنها قتلت قوات أوكرانية خاصة هبطت قرب المدينة عبر مروحيات، وأظهرت لقطات متداولة مع وكالات أنباء ما يبدو أنه مروحية بلاك هوك أوكرانية تنزل نحو عشرة عناصر قرب بوكروفسك، رغم أن تاريخ وموقع الصور لم يتحقّق منهما. وزعمت وزارة الدفاع الروسية أنها أحبطت هبوط عناصر استخباراتية شمال غربي المدينة وأن جميع الأحد عشر جندياً الذين نزلوا بالمروحية قُتلوا.

تقدّر مجموعة مراقبة أوكرانية مفتوحة المصدر تُدعى DeepState أن نحو نصف مدينة بوكروفسك تقع في «المنطقة الرمادية» حيث لا يسيطر أي طرف بصورة كاملة. وأفاد مصدر عسكري في دونيتسك لهيئة الإذاعة البريطانية بأن القوات الأوكرانية ليست محاصرة فعلياً، لكن خطوط إمدادها تتعرض لعمليات نيران من القوات الروسية.

وقال المصدر إن «الوضع في المدينة تغيّر إلى حد دفع القائد العام [سيرسكي] إلى إرسال وحدات نخبوية لتثبيت الموقف»، مشيراً إلى إشراك قوى خاصة ووحدات اقتحام تابعة لجهاز الاستخبارات الدفاعية الأوكراني (GUR). وأضاف أن «القتتال يجري الآن على محطة السكك الحديدية والمنطقة الصناعيه في الغرب. لقد أدت المعارك في المنطقة الصناعية إلى تقليص اللوجستيات من الاعتماد على المركبات إلى الاعتماد على التنقّل سيراً على الأقدام تقريباً».

وأوضح أن «القوات المسلحة الأوكرانية ليست في حصار مادي، لكنها في حصار تشغيلي — أي أن كل المواصلات والإمداد تحت نيران العدو». وخلص معهد دراسة الحرب الأمريكي إلى أن القوات الأوكرانية أحرزت «تقدماً طفيفاً» خلال الهجمات المضادة الأخيرة شمال بوكروفسك، لكنه رأى أن المدينة تبقى «أساساً منطقة رمادية متنازعاً عليها».

أضف تعليق