رئيس أوكرانيا يثمن جهود ترامب لوقف إطلاق النار في غزة: «الحروب الأخرى يمكن إيقافها أيضاً»
حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب على أن يلعب دور الوسيط لإحلال السلام في أوكرانيا كما فعل في «الشرق الأوسط»، بعد مكالمة هاتفية وصفها بأنها إيجابية ومثمرة، مؤكداً أن قدرة رئيس الولايات المتحدة على وقف حرب واحدة تعني أن «الحروب الأخرى يمكن إيقافها أيضاً».
جرت المكالمة يوم السبت، بعد يوم من شنّ روسيا هجوماً واسع النطاق استهدف شبكة الطاقة الأوكرانية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من العاصمة كييف وتسع مناطق أخرى، علماً أن الخدمة قد عادت لاحقاً إلى معظم المناطق المتضررة.
جهود دبلوماسية متعثرة
قالت كييف إن المساعي الدبلوماسية لوقف الغزو الروسي تباطأت في الأسابيع الأخيرة، جزئياً لأن الاهتمام الدولي تحوّل صوب التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في حرب إسرائيل على قطاع غزة. وفي هذا الإطار، أعلن ترامب عن «المرحلة الأولى» من اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يوم الأربعاء، فيما التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أغسطس دون إحراز تقدم ملموس في الملف الأوروبي.
تصريحات زيلينسكي
نشر زيلينسكي على فيسبوك أن المكالمة مع ترامب «كانت إيجابية ومنتجة جداً»، وهنأه على خطته «المتميزة» لوقف النار في الشرق الأوسط. وأضاف أن على ترامب الضغط على الكرملين للدخول في مفاوضات، معتبراً أن وقف حرب في منطقة ما يفتح الباب لإمكانية تحقيق وقف آخر في أماكن أخرى، بينها الحرب الروسية على اوكرانيا.
تطوّر في العلاقة بين القائدين
شهدت العلاقة بين الرئيسين تحسناً واضحاً منذ خلافهما المُعلَن خلال لقاء تلفزيوني في البيت الأبيض في فبراير. ومنذ ذلك الحين أظهر ترامب موقفاً أكثر عداءً تجاه موسكو بينما عبّر في الوقت ذاته عن تعاطف مع أوكرانيا؛ إذ كتب في سبتمبر على منصة «تروث سوشال» أن على كييف السعي لاستعادة كامل أراضيها بمساندة أوروبا والناتو.
قناة خلفية ودور ميلانيا
أعلنت السيدة الأولى ميلانيا ترامب أنها نجحت في تأمين إطلاق سراح أطفال أوكرانيين اختُطفوا بواسطة روسيا بعدما أنشأت قناة اتصال استثنائية مع بوتين، بحسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام.
خسائر وهجمات متبادلة
أفادت السلطات الأوكرانية بأن الهجمات الروسية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل يوم السبت، وتسببت في انقطاع التيار عن أجزاء من مقاطعة أوديسا الجنوبية. وقالت السلطات المحلية إن شخصين لقيا حتفهما داخل كنيسة في كوستيانتينيفكا إثر ضربة استهدافتها.
من جهتها، أعلنت مصادر روسية إيقاع ضربات بطائرات دون طيار أوكرانية أسفرت عن مقتل شخصين على الأراضي الروسية؛ وفي منطقة بيلغورود قرب الحدود، قُتل سائق شاحنة في ضربة نسبت إلى القوات الأوكرانية.
الهجوم المتكرر على البنية التحتية للطاقة
استهدفت موسكو شبكة الطاقة الأوكرانية في كل شتاء منذ إطلاقها غزوها الشامل عام 2022، ما أدى إلى انقطاع التدفئة والكهرباء عن ملايين المنازل وتعطيل شبكات المياه، وهو ما تصفه كييف بأنه جريمة حرب صارخة. وتنفي روسيا استهداف المدنيين وترد بأن المواقع المستهدفة تُستخدم لدعم القطاعات العسكرية الأوكرانية.
أطراف متهمة بالعرقلة
اتهم الطرفان بعضهما البعض في الأشهر الأخيرة بإفشال أي تقدم نحو اتفاق سلام؛ فروسيا تلقي اللوم على كييف وحلفائها الأوروبيين بتقويض المفاوضات مع واشنطن، في حين تتهم أوكرانيا وأوروبا موسكو بكسب الوقت لضم مزيد من الأراضي الأوكرانية.
نداء لتعزيز القدرات والعقوبات
قال زيلينسكي في خطاب مسائي يوم الجمعة إن روسيا تستغل انشغال العالم تقريباً بسعيه نحو السلام في الشرق الأوسط، ودعا إلى تعزيز أنظمة الدفاع الجوي في أوكرانيا وفرض عقوبات أشد على موسكو. وأضاف في منشور على منصة «إكس» أن «الأصول الروسية يجب أن تُستخدم بالكامل لتقوية دفاعنا وضمان التعافي»، داعياً المجتمع الدولي إلى تطبيق هذا المبدأ على نحو فاعل.
المشغل الخاص للطاقة
قالت شركة DTEK، أكبر شركة طاقة خاصة في البلاد، إن «الأعمال الرئيسية لإعادة التيار» قد اكتملت، إلا أن انقطاعات محلية صغيرة لا تزال تؤثر على العاصمة بعد الهجمات الروسية «الواسعة النطاق». كما استمر تبادل الاتهامات والهجمات بين الجانبين على صعيد البنية التحتية والطاقة.