زيلينسكي يلتقي حلفاء أوروبيين بينما الولايات المتحدة تدفع بخطة سلام منقّحة — أخبار حرب روسيا وأوكرانيا

قمة دبلوماسية تحاول إحداث خرق في مسار الحرب

يتوجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن للقاء قادة رئيسيين من أوروبا في وقت تكثّف فيه الولايات المتحدة ضغوطها على كييف للموافقة على خطة سلام أميركية معدّلة ترمي إلى إنهاء الصراع مع روسيا. يهدف زيلينسكي خلال زيارته المرتقبة إلى حشد التأييد في مجالي الدفاع والأمن، ومناقشة تفاصيل الخطة الأميركية المنقّحة.

سيتضمن جدول أعماله لقاءات مع قادة بريطانيين وفرنسيين وألمان، ثم تحرّكات أخرى إلى بروكسل حيث يلتقي بحسب البرنامج قيادات منظّمات أوروبية، من بينهم ما يُسمّى قائد الناتو مارك روتّيه وقادة الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا وأورسولا فون دير لايين. وتأتي هذه اللقاءات في ظلّ تزايد المخاوف من أن واشنطن تضغط على كييف لقبول شروط قد تكون مجحفة.

أوضح زيلينسكي أن المشاورات الدبلوماسية ستتناول هموماً آنية مرتبطة بمتطلبات القتال والإمدادات، إلى جانب مسائل تمويلية طويلة الأمد لدولة مزقها الحرب. وفي تصريحات نقلتها وكالات، أشار إلى أن القضايا الحسّاسة، ومنها ضمانات أمنية لمدى طويل وسيطرة كييف على أراضيها الشرقية، تحتاج إلى مزيد من النقاش.

نهج ترامب والاقتراح المؤلّف من 28 بنداً، الذي سرب في الشهر الماضي، تعرّض لانتقادات لاذعة ووُصف على نطاق واسع بأنه أقرب إلى “قائمة أمنيات روسية”. يبدو أن نهج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اتّسم بمحاولة تبنّي منظور القوى الكبرى، مع ميل إلى قبول روايات موسكو، وظهرت لذلك دلائل في دور وساطته الذاتية.

أرسل مبعوثا ترامب، ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر، نسخة من الخطة المنقّحة إلى موسكو الأسبوع الماضي، ثم أجروا سلسلة محادثات متعددة الأيام مع مسؤولين أوكرانيين في ميامى انتهت يوم السبت من دون اختراق يذكر. نقطة الاحتكاك الأساسية تكمن في مطلب يقتضي إعادة سيطرة روسيا على أجزاء من منطقة دنباس الشرقية، التي تحتلّها حالياً قوات روسية بصورة غير شرعية في معظمها.

يقرأ  الحوثيون اليمنيون: مقتل قائد عسكري بينما تُعلِن إسرائيل مسؤوليتها

نفت حكومات أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون قدرة قبول تسليم أراضٍ للاعتداء، بينما أكد زيلينسكي أن هناك تصوّرات مختلفة لدى الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا بشأن مستقبل دونباس، وأن كييف تسعى إلى اتفاق منفصل يضمّ ضمانات أمنية من الحلفاء الغربيين، لا سيما الولايات المتحدة.

قال ترامب إنه يعتقد أن موسكو راضية عن المقترح، لكنّه أبدى شكوكه في تقبّل زيلينسكي له، وعلّق بأن “شعوب أوكرانيا تحبّه، لكن الرئيس ليس مستعداً”. وفي الوقت نفسه تواجه أوكرانيا مرحلة صعبة من الحرب التي تقترب من عامها الرابع، مع تقدّم القوات الروسية في الشرق وهجمات مكثفة تسبّب انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي.

وصف زيلينسكي محادثات ميامى بأنها بنّاءة لكن عسيرة. من جانبه أفاد كبير مفاوضي أوكرانيا، رستم عمرُوف، أنه سيطلع الرئيس على كافة تفاصيل حوار فريقه مع مسؤولين أميركيين ويتسلّم المستندات المتعلقة بخطة السلام.

المسؤولون الأميركيون يقولون إنهم في المرحلة النهائية للتوصل إلى اتفاق، لكن لا دلائل قاطعة حتى الآن على استعداد أي من الطرفين، أو أوكرانيا أو روسيا، لتوقيع اتفاق سلام. ولم يبدِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موافقة علنية على المقترح الأخير، بل قال الأسبوع الماضي إن أجزاء منه غير قابلة للتنفيذ، رغم تقارير تفيد بأن الوثيقة تميل لصالح موسكو.

مع ذلك رحّبت موسكو باستراتيجية الأمن القومي الجديدة التي أصدرتها إدارة ترامب الأسبوع الماضي، معتبرة أنّها «متسقة إلى حدّ كبير مع رؤية» الكرملين. وثيقة واشنطن الجديدة حذّرت من ما سمّته خطر “محو حضاري” في أوروبا، واعتبرت إنهاء الحرب في أوكرانيا مصلحة أميركية مركزية، وأشارت إلى تحول نحو استعادة «الاستقرار الاستراتيجي» مع موسكو.

حتى الآن، تظلّ علامات التقدّم نحو اتفاق سلام شامل قليلة، فيما يستمر الصراع وتتصاعد معه الحاجة الملحّة لتسوية تراعي أمن أوكرانيا وسيادتها.

يقرأ  غادر عبد الله غزة للعلاج في تركيا... لكن الأوان كان قد فات — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

أضف تعليق