أدخلت شركة علي بابا (BABA) أسبوعاً حاسماً يتزامن مع عطلة الصين الممتدة “الأسبوع الذهبي” من 1 إلى 8 أكتوبر — فترة تُعدّ الأهم في التقويم الاستهلاكي الصيني، حيث تُقدَّر الرحلات خلال هذه الفترة بنحو 2.4 مليار رحلة.
تشير مؤشرات النشاط إلى مستويات قياسية؛ إذ سجّلت خدمة الملاحة Amap التابعة لعلي بابا رقماً قياسياً ببلوغه 360 مليون مستخدم نشط يومياً في اليوم الأول من العطلة — أعلى استخدام يومي في تاريخ الخدمة.
سجلت أسهم BABA أداءً متواضعاً خلال السنوات القليلة الماضية بعد تراجع حاد بين 2020 و2022 ثم تداول أفقي لاحقاً، لكنها عادت للتعافي السريع في 2025 وتنفذ حالياً موجة ارتفاع مستمرة.
يتجسّد اشتداد شهية المستهلكين في الزيادة القياسية لحركة المرور داخل منظومة علي بابا؛ منصة الملاحة المذكورة بلغت 360 مليون مستخدم يومي في 1 أكتوبر، وهو رقم يُؤكّد تفعيل العملاء للخدمات الرقمية أثناء التنقل.
تشهد الصين حالياً طفرة سفر واسعة، ويعتمد المسافرون بشكل متزايد على ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي للتوجيه وطلب المساعدة أثناء الرحلات. وليس الأمر محصوراً بالملاحة: من المتوقع أن يولّد الأسبوع الذهبي لعام 2025 نشاطاً تجارياً كبيراً على منصات التجارة الإلكترونية التابعة لعلي بابا مثل تاوباو وتمول. وزارة النقل الصينية تتوقع حوالى 2.4 مليار رحلة خلال العطلة.
كسرت رحلات السكك الحديدية الأرقام القياسية في اليوم الأول، وبيعت أماكن الإقامة في الوجهات السياحية الشعبية قبل أيام من بدء العطلة. هذا الارتفاع في الحركة الداخلية يفيد منظومة التجزئة لعلي بابا مباشرة، إذ إن زيادة السفر المحلي ترتبط تاريخياً بارتفاع ملحوظ في الإنفاق الاستهلاكي.
أصبح الذكاء الاصطناعي دعامة طويلة الأمد لعلي بابا؛ فقد نما عائد سحابة علي بابا بنسبة 26% على أساس سنوي إلى 33.4 مليار يوان صيني (نحو 4.7 مليار دولار) في الربع الثاني التقويمي من 2025، بعد أن كان نمو الربع السابق 18% على أساس سنوي. تقود الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي الآن نمو الشركة.
أما عائدات الذكاء الاصطناعي بحد ذاتها فكانت أكثر إثارة للإعجاب، إذ أبلغت الإدارة عن معدلات نمو ثلاثية الأرقام على مدار العامين الماضيين. وفي إطار تعزيز هذا الزخم، أعلنت علي بابا عن تخصيص إضافي بقيمة 50 مليار دولار لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
لطالما كان النمو مشكلة أساسية لعلي بابا؛ فأسهم BABA تداولت عند مستويات مغرية لأن المحللين لم يجدوا مبرراً لدفع علاوة لسهم ينمو بنحو 2% سنوياً. أما السوق اليوم فيرى في الذكاء الاصطناعي علاجاً شافياً محتملاً.
تُترجم الاستثمارات الكبيرة في الذكاء الاصطناعي إلى نمو ذو رقمين، ما دفع نمو الإيرادات الإجمالية إلى 13.14% على أساس سنوي في الربع الثاني. قد تشهد الأرباع القادمة مزيداً من التسارع، لا سيما وأن نماذج Qwen لشركة علي بابا تُصنّف من بين أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي؛ والأهم أن السوق الصينية تُفضّل اعتماد النماذج المحلية، ما يجعل علي بابا خياراً مناسباً.
الموجة الحالية تبدو بعيدة عن الانتهاء؛ لدى علي بابا متسع كبير لاستدراك الفترات السابقة، وقد تتجاوز أسهم BABA قممها السابقة حال أضاف السوق علاوة ذكاء اصطناعي كبيرة، كما يحدث مع شركات الذكاء الاصطناعي في الغرب.
يتعزز تفاؤل المحللين، ويبلغ متوسط سعر الهدف 191.2 دولاراً، ما يوحي بإمكانيات صعود متواضعة حالياً، لكن الزخم قد يدفع المحللين الى رفع أهدافهم إذا أثبت موسم العطلات نجاحه لعلي بابا.
في تاريخ النشر، لم يكن لدى امور ابن إحسان (مباشرة أو بشكل غير مباشر) مراكز في أي من الأوراق المالية المذكورة في هذه المقالة. جميع المعلومات والبيانات الواردة هنا هي لأغراض إعلامية فقط. نُشِرَت هذه المادة أصلاً على Barchart.com.