مندوب يقف أمام خلفية قمة أفريقيا الثانية للمناخ (ACS2) خلال افتتاح قمة القادة رفيعي المستوى في اديس أبابا، في 8 سبتمبر 2025. الصورة — لويس تاتو، غيتي إيماجز
في مواجهة موجة إزالة الغابات السريعة التي عرفتها إفريقيا خلال العقود الماضية، بدأت العديد من دول القارة تُمضي قُدُماً في التصدي لفقدان الغطاء الغابي وإحراز تقدم ملموس في جهود إعادة التشجير.
تحدّث قادة من إثيوبيا وغانا والنرويج والدنمارك عن فاعلية مبادرة الإرث الأخضر الإثيوبية وغيرها من الحلول الأفريقية لمكافحة إزالة الغابات، مؤكدين على أهمية تعزيز الدعم العالمي لمثل هذه المبادرات، وذلك خلال حلقة نقاش أدارتها شايلا راغاف، المستشارة المناخية الرئيسية في مجلة TIME. جرت المناقشة في 9 سبتمبر على هامش قمة إفريقيا الثانية للمناخ التي استضافتها اديس أبابا.
أطلقت مبادرة الإرث الأخضر عام 2019 ببادرة من رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد لمواجهة تحديات المناخ، وإيقاف تدهور الأراضي، واستعادة النظم الإيكولوجية، وبناء قدرات الصمود المناخي. منذ إطلاق المبادرة شهدت البلاد تراجعاً حاداً في وتيرة إزالة الغابات — من 92,000 هكتار في 2013 إلى 27,000 هكتار تقريباً في 2023 و2024 — كما جرى زراعة أكثر من 48 مليار شتلة دعماً لجهود إعادة التشجير، وفقاً لما أعلنه كبيدي يمام، المدير العام لوحدة تطوير الغابات الإثيوبية.
ربط خفض الانبعاثات بأهداف التنمية الوطنية مكّن إثيوبيا من إحراز تقدم سريع على عدة جبهات، وفقاً لمنصور ديسي، مستشار بناء المؤسسات المناخية بوزارة التخطيط والتنمية الإثيوبية. فأطلقت إثيوبيا خطة تنموية عشرية في 2021 توجه البلاد نحو تنمية خضراء مقاومة للمناخ بحلول 2030، متضمنة ممارسات مستدامة في قطاعات متعددة من بينها الزراعه والغابات والطاقة والنقل والمياه.
“نحن الآن بصدد إطلاق استراتيجياتٍ قادرة فعلاً على مساعدة إثيوبيا في تحقيق تطلعاتها التنموية المحددة لسنوات 2030 و2050، فضلاً عن المساهمة في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة وبناء المرونة عبر القطاعات”، قال ديسي.
ولفت موتوما توليرا، نائب المدير العام لتطوير الغابات بوزارة الزراعة الإثيوبية، إلى أن التركيز على استعادة الموارد الطبيعية أثر مباشرةً على سُبل عيش السكان. “لدينا مجتمعات شاركت في عمليات الاستعادة، وبدأت بالفعل في حصد المحاصيل وتأمين سُبل عيشها — وحتى صادرات هذه المحاصيل تشهد زيادة ملحوظة”، أضاف.
تطرق المتحدثون أيضاً إلى أهمية آلية الحد من الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات وتدهورها (REDD+)، الإطار الطوعي للأمم المتحدة الذي يكافئ دولاً نامية مالياً مقابل خفض الانبعاثات عبر تقليل إزالة الغابات. وعلى الرغم من الجدل الذي أحاط بالآلية خلال السنوات الماضية، بما في ذلك ادعاءات بأنها تبالغ في تقدير خفض الكربون، قال المشاركون إن البرنامج ساهم فعلياً في جهود إعادة التشجير على المستوى المحلي.
شاركت روزلين فوصول أجيي، مديرة مركز تدريب لجنة الغابات في غانا، تجارب بلادها في تنفيذ REDD+. وبحلول 2024 تلقت غانا وصرفت أكثر من 20 مليون دولار من البنك الدولي لدعم مكافحة إزالة الغابات. وأكدت أجيي على ضرورة إشراك مختلف الجهات المعنية، مثل القادة المحليين والقطاع الخاص وفروع الحكومة المتعددة.
“تطبيق REDD+ على أرض الواقع يحتاج إلى ترتيبات حوكمة توضح من يقوم بماذا”، قالت أجيي. “للمجتمعات المحلية مزارعها الخاصة — ماذا مطلوب منها في مزارعها؟ ماذا ينبغي للقطاع الخاص أن يفعل لدعم المجتمعات المحلية؟ وما دور المجتمع المدني في دعم هذه العملية؟”
أشارت إيلين بروزيليوس باكر، نائبة مدير مبادرة النرويج الدولية للمناخ والغابات، إلى أن دولاً عدة مثل غانا وموزمبيق وجمهورية الكونغو الديموقراطية بدأت تتلقى مدفوعات تقديراً لتقدمها في إطار REDD+، مما يعكس فاعلية وزخم البرنامج. النرويج من بين الدول المانحة الداعمة لتحالف LEAF، الذي يسعى لشراء اعتمادات خفض وإزالة الانبعاثات المحققة، وقد اتفق التحالف على شراء اعتمادات مستقبلية من إثيوبيا. “الزخم لا يظهر إلا بعد عمل شاق في الكثير من الدول”، قالت.
ورغم التقدم، ثمة عمل أكبر ينتظر القارة. تمتلك إفريقيا أعلى معدلات إزالة للغابات في العالم؛ فقد دُمرت نحو 3.9 مليون هكتار (حوالي 9.6 مليون فدان) من الغابات الإفريقية سنوياً خلال الفترة بين 2010 و2020 — أي ما يعادل نحو 381 مليون ملعب كرة قدم. “نعتقد أن الحلول المبنية على الطبيعة تقدم مساراً مستداماً لأفريقيا”، قال سوني كروغستروب، سفير الدنمارك لدى إثيوبيا والمستثمر في مبادرة الإرث الأخضر الإثيوبية. “لكن من الواضح أيضاً أن مزيداً من الاستثمارات والالتزامات السياسية مطلوبة من جميع الأطراف لدفع هذا الملف قدماً.”
تغطي قمة أفريقيا الثانية للمناخ بدعم من تحالف العدالة المناخية القاري الإفريقي.
راسلوا سيمون شاه على [email protected]