دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ دول منظمة شنغهاي للتعاون إلى ترسيخ مبادئ العدالة والإنصاف على الصعيد الدولي، والعمل على تعزيز تعاون اقتصادي وثقافي يحقق منافع متبادلة ويحترم التعددية في العلاقات الدولية.
أدلى شي بهذه التصريحات خلال الجلسة الرسمية لقادة المنظمة في قمة سنوية عقدت يوم الاثنين بمدينة تيانجين شمال الصين، بحضور زعماء من روسيا وكازاخستان وباكستان والهند وإيران وبلاروس وكيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
شهدت القمة كلمات ركزت على رفض سياسات الاستقطاب والهيمنة ومخططات المواجهة، وعلى مواجهة ما وصفه شي بعقلية الحرب الباردة والبلطجة، إلى جانب تشجيع قراءة صحيحة لتاريخ الحرب العالمية الثانية. كما شدد على ضرورة الحفاظ على النظام الدولي بقيادة الأمم المتحدة ودعم نظام التجارة متعدد الأطراف بقيادة منظمة التجارة العالمية.
وطالب شي بإنشاء بنك تنموي لمنظمة شنغهاي “في أقرب وقت ممكن” لتوفير دعم مالي أقوى لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين الدول الأعضاء. وأعلن عن خطط صينية لتنفيذ أكثر من مئة مشروع صغيرة «جميلة» هذا العام، ومنح مساعدات بقيمة ملياري يوان (حوالي 280 مليون دولار) لدول المنظمة، بالإضافة إلى تقديم عشرة مليارات يوان أخرى (نحو 1.4 مليار دولار) كقروض لحلفاء اتحاد المصارف بين أعضاء المنظمة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
رأى الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وفق وكالة بيلتا، أن العالم يمر بفترة انتقالية تشهد تشكّل نظام دولي جديد ينتقل من أحادية قطبية إلى “تعددية عادلة”. من جهته، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأزمة في أوكرانيا نجمّت—بحسب رؤيته—عن انقلاب مدعوم من الغرب ومحاولات ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، مؤكداً أن معالجة أسباب النزاع واستعادة توازن أمني ينبغي أن يمهدا لحل طويل الأمد.
وشدّد لوكاشينكو أيضاً على الحاجة إلى آلية مالية مستقلة داخل المنظمة تمكّن من تمويل مشاريع عابرة للحدود وتشجيع استخدام العملات الوطنية في التجارة وتخفيف وقع العقوبات.
ودعا شي دول شنغهاي إلى السعي لإيجاد أرضية مشتركة مع احترام الاختلافات، ووصف جميع أعضاء المنظمة بأنهم أصدقاء وشركاء. وبين جهوده لتعزيز التعاون في مجالات واسعة مثل الطاقة والبنية التحتية والصناعات الخضراء والاقتصاد الرقمـي والابتكار العلمي والتقني والذكاء الاصطناعي.
كما دعا إلى تحقيق منافع متبادلة عبر بناء مشترك لمبادرة الحزام والطريق والاستفادة من حجم المنظمة واقتصاداتها التكاملية لتوسيع التعاون الإقليمي، مع الإشارة إلى أن الشعوب دائماً ما تتبادل المعرفة وتتعلّم من نقاط قوة بعضها بعضاً، مما يستدعي تعميق التلاقي بين شعوب الدول الأعضاء للعيش بسلام وتعاون.
وفي إطار بناء القدرات البشرية، أعلن شي عن إنشاء عشرة “ورش لوبان” خلال السنوات الخمس المقبلة في دول المنظمة، لتوفير عشرة آلاف فرصة تدريبية؛ وإلى جانب ذلك سيتم مضاعفة عدد المنح الخاصة بالمنظمة بدءاً من العام المقبل، وإطلاق برنامج دكتوراه مبتكر لتخريج كوادر أكاديمية وعلمية متميزة.
وصف شي منظمة شنغهاي بأنها قوة فاعلة من أجل السلام والتنمية العالميين، لا سيما في مواجهة “الشرور الثلاثة” المتمثلة في الإرهاب والانفصال والتطرف. وأشار إلى أن المنظمة نمت لتصبح أكبر منظمة إقليمية في العالم، إذ تضم 26 عضواً تتعاون في أكثر من خمسين مجالاً، ويقارب الناتج الاقتصادي التراكمي لأعضائها نحو 30 تريليون دولار.
ختاماً، نُشر هذا التقرير أصلاً في صحيفة South China Morning Post، المصدر الذي يغطي قضايا الصين واسيا منذ أكثر من قرن، مع حقوق النشر محفوظة لصالح دار النشر لعام 2025.