سوريا تعترف بكوسوفو — حكومة الشرا تواصل التحول نحو التقارب مع الغرب

أعلنت الجمهورية العربية السورية رسمياً اعترافها بجمهورية كوسوفو، في خطوة وصفها مراقبون بأنها جزء من محاولة دمشق «التقارب مع الغرب» وتوسيع شبكاتها الدبلوماسية. في الوقت نفسه، كانت بريشتينا تبذل جهوداً للتقارب مع السعودية ودول أخرى في المنطقة.

واستقبل الرئيس الانتقالي أحمد الشراا وزير الخارجية الألماني يوهان واديفول في دمشق، رافقته وفد كبير حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، وحضر اللقاء أيضاً وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشبناني.

خلال المباحثات استعرض الطرفان أطر العلاقات السورية‑الألمانية، مع التركيز على سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني، وتبادلا وجهات النظر بشأن التطورات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأوضحت وزارة الخارجية والمغتربين أن الاعتراف بكوسوفو جاء عقب اجتماع ثلاثي في الرياض ضم مسؤولين سوريين وسعوديين وكوسوفيين، وأن القرار يعكس «موقف سورية الثابت من حق الشعوب في تقرير مصيرها» والتزامها بـتعزيز السلم والاستقرار في البلقان وعلى الصعيد العالمي.

من جانبها رحبت رئيسة جمهورية كوسوفو فيوسا عثماني بالاعتراف السوري وببيان المملكة العربية السعودية الذي تطرق إلى مسألة الاعتراف المتبادل، معربة عن «امتنان عميق» لقرار دمشق وشكرها للرئيس أحمد الشراا على قيادته ودعمه لشعب كوسوفو، ووصفت الخطوة بأنها ذات أهمية تاريخية ترتكز على الاحترام المتبادل لحقوق الحرية والسيادة وسلامة الأراضي، وعلى الالتزام بتأسيس علاقات دبلوماسية ثنائية.

وأكدت دمشق أنها تتطلع إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع كوسوفو في أقرب وقت وتشجيع التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية لخدمة المصالح المشتركة للشعبين. كوسوفو معترف بها من قِبَل نحو 120 دولة؛ وقد دعمت الولايات المتحدة وحلف الناتو استقلالها، بما في ذلك العمليات العسكرية التي استهدفت صربيا أواخر التسعينيات، واستغرق الأمر سنوات قبل أن تنال كوسوفو اعتراف دولي واسعاً. كما تُعد كوسوفو صديقة لإسرائيل.

يقرأ  تصفيات كأس العالم 2026 لماذا لن تحظر الفيفا إسرائيل رغم اتهامات بالإبادة في غزة؟ أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

على صعيد دبلوماسي آخر، زارت فيوسا عثماني الرياض مطلع الأسبوع الماضي للمشاركة في النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار، حيث طرحت فرص التعاون مع المملكة سعياً لفتح قنوات للاستثمار وتبادل الخبرات، مشيدة بدور السعودية كإحدى الدول الرائدة عالمياً في مجالات التقدّم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.

تمثل هذه الخطوات تحوّلاً مهماً لسوريا، وتُظهِر الدور المحوري الذي لعبته الرياض في إنجاز هذا التوافق الدبلوماسي، ويمكن قراءتها في سياق مساعي دمشق للانخراط مجدداً على المستويات الاقتصادية والسياسية بعد سقوط نظام الأسد. كما تكشف عن رغبة كوسوفو في توسيع حضورها وعلاقاتها في الشرق الأوسط؛ فالدولة ذات طابع إسلامي غالباً، يهيمن عليها الألبان مع وجود أقلية صربية ومجموعات أقلية أخرى.

أضف تعليق