سوريا تعترف بوجود قصور في تمثيل النساء بعد توزيع المقاعد في الانتخابات

اعترفت اللجنة المنظمة لأول انتخابات برلمانية في سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد بوجود “قصور كبير”، بعدما أظهرت النتائج أن نحو 13% فقط من المقاعد المتنافس عليها فازت بها مرشحات أو مرشحو أقليات.

أفاد المراقبون أن ست نساء وعشرة أعضاء من الأقليات الدينية والإثنية كانوا ضمن 119 منتخباً للهيئة التشريعية الجديدة، التي أعلن عنها الأحد.

لم تُجرَ انتخابات عبر تصويت شعبي مباشر؛ بل اختارت المجالس الانتخابية ممثلين لثلثي مقاعد المجلس البالغ عددها 210 مقاعد، بينما يتولّى الرئيس المؤقت تعيين البقية. وأوضح متحدث باسم اللجنة الانتخابية أن اختيارات الرئيس قد “تعوض” النقص في تمثيل بعض مكوّنات المجتمع.

لم تُملأ 21 مقعداً لأن الاقتراع تأجّل في محافظتين شماليتين تخضعان لسيطرة قوى كردية، ومحافظة جنوبية ثالثة شهدت قتالاً مميتاً بين قوات حكومية وميليشيات درزية.

وصف الشّرّاع الانتخابات بأنها “لحظة تاريخية” خلال زيارته محطة اقتراع، مؤكداً أن البرلمان سيلعب دور إشرافي مهم طوال مدة ولايته البالغة 30 شهراً، ومتعهدًا بانتقال سياسي ديمقراطي وشامل بعد أن قاد تحالفه الإسلامي السني الهجوم السريع الذي أطاح بنظام الأسد في ديسمبر الماضي، منهياً صراعاً أهلياً دام 13 عاماً أودى بحياة أكثر من 600 ألف شخص وشرد نحو 12 مليوناً.

مع ذلك، شهدت البلاد منذئذ موجات من العنف الطائفي المميت، ما غذّى مخاوفاً وانعدام ثقة لدى الأقليات.

أشرفت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب على عمليات الاقتراع يوم الأحد؛ وقد اختار الرئيس في يونيو أعضاءها الـ11، الذين شكّلوا بدورهم لجاناً فرعية مُكلّفة بترشيح ما يصل إلى 7000 عضو في 140 مجلساً انتخابياً تغطي 60 منطقة انتخابية.

اشتُرِط على المرشحين في المناطق الخمسين التي جرت فيها الانتخابات أن يكونوا أعضاء في المجالس الانتخابية. وحُظر انتماء داعمي “النظام السابق أو التنظيمات الإرهابية”، كما مُنع دعاة “الانفصال أو التقسيم أو طلب التدخل الأجنبي” من العضوية. وفي النهاية شكّلت النساء نحو 14% من بين 1500 مرشّح، بحسب اللجنة العليا، رغم غياب حصص مخصصة للنواب الإناث أو لأبناء الاقليات.

يقرأ  المسؤول الأمريكي السابق عن برامج اللقاحات يصف روبرت ف. كينيدي الابن بأنه «عميل للفوضى» | صحة

بعد نشر النتائج الأولية، طُرِح على ناطق اللجنة العليا، نوار نجمه، أسئلة عن تمثيل النساء والمسيحيين؛ فأقرّ بأن “من أهم أوجه القصور في العملية الانتخابية النتائج غير المرضية لتمثيل المرأة السورية، وأن تمثيل المسيحيين اقتصر على مقعدين فقط، وهو تمثيل ضعيف مقارنةً بعدد المسيحيين في سوريا”.

أبلغ مراقبون وكالة رويترز أن نَحْوَين من الطائفة العلوية وعدداً من الأكراد الإثنيين أيضاً فازوا بمقاعد.

تقدّر واشنطن أن حوالى 10% من سكان سوريا البالغ عددهم 24 مليون نسمة من المسيحيين؛ ويشكّل السنة 74%، والطوائف المسلمة الأخرى 13%، والدروز 3%.

أشار ناطق اللجنة إلى أن “ثلث الرئيس” من المقاعد قد يعوّض بعض المكوّنات الممثّلة تمثيلاً ناقصاً، وأكد أن السلطات جادة في إجراء اقتراعات تكميلية بالمحافظتين الشماليتين (الرقة والحسكة)، اللتين تسيطر عليهما في الغالب تحالفات مسلحة كردية تقودها قوات سورية ديمقراطية، موضحاً أن إجراء الاقتراع هناك مرتبط بتقدّم الحكومة وSDF في تنفيذ اتفاق مارس لدمج المؤسسات العسكرية والمدنية ذات القيادة الكردية ضمن مؤسسات الدولة.

من جهتها، أعرب المجلس الديمقراطي السوري، المظلة السياسية لإدارة شمال‑شرق سوريا ذات الصلة بقوات سورية ديمقراطية، عن أن الانتخابات “لم تعبّر عن إرادة الشعب السوري، ولم تشمل كل المناطق والمجتمعات في البلاد”.

من ناحية عسكرية، أعلن وزير الدفاع مروّح أبو قسرة أنه توصل إلى وقف إطلاق نار شامل مع قائد قوات سورية ديمقراطية مظلوم عبدي، عقب اشتباكات شهدتها حيين كرديين بأغلبية في مدينة حلب الشمالية. واتهمت إدارة شمال‑شرق الجيش بمهاجمة أهالي الأشرِفِية والشيخ مقصود، بينما قالت وزارة الداخلية إن الاشتباكات اندلعت بعد قصف قوات سورية ديمقراطية نقاط تفتيش للجيش.

كما أن للحكومة نفوذاً محدوداً في محافظة السويداء جنوباً، حيث بقيت التوترات مع السكان دروزاً على مستوى عالٍ منذ اندلاع أعمال عنف طائفية قبل ثلاثة أشهر؛ فقد بدأت الاشتباكات حين اصطدمت ميليشيات درزية بقبائل بدوية سنية، ما دفع الحكومة إلى التدخل بقواتها، وأسفرت المواجهات عن أكثر من ألف قتيل، غالبيتهم دروز، بحسب مجموعات مراقبة.

يقرأ  تتلاشى آمال الناجين بعد انهيار مبنى مدرسة في إندونيسيا

قال رجل دين درزي في السويداء، فادي بدرية، لمرصد حقوقي مقره بريطانيا، إن الانتخابات تمثل سلطة ما وصفه “الحكومة المؤقتة الإرهابية”، وأنها “لن تُعترف بها في المحافظة”.

أضف تعليق