أحمد الشّراع يعرب عن أمله في اتفاق ويُحذّر من مخاطر إقليمية جراء محاولات اسرائيل تفتيت سوريا
المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، قال إن واشنطن على مقربة من التوافق على «اتفاق لخفض التصعيد» بين دمشق وتل أبيب، يقضي بوقف إسرائيل هجماتها على الأراضي السورية مقابل التزام دمشق بعدم تحريك آليات ثقيلة أو معدات قرب الحدود المشتركة. وأوضح أن الطرفين يتفاوضان «بحسن نية» وأن إنجاز الاتفاق كان مقرّراً هذا الأسبوع لكنه تأخّر بسبب عطلة ראש السنة اليهودية (روش هشانا). واعتبر أن هذا التفاهم قد يشكّل خطوة أولى نحو اتفاق أمني أوسع.
رئيس الدولة السورية، أحمد الشّراع — الذي أطاحت قواته بالحكم الاستبدادي لبشار الأسد في ديسمبر الماضي — عبّر بدوره عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تسوية أمنية، مؤكداً أن بلاده لم تخلق مشاكل لإسرائيل. وقال خلال كلمة ألقاها في معهد الشرق الأوسط في نيويورك: «نحن خائفون من إسرائيل، لا العكس». وأضاف أن التلكؤ الإسرائيلي في المفاوضات والإصرار على انتهاك المجال الجوي وشنّ الغارات واقتحامات الأرض يطرح عدة مخاطر.
الشرّاع حذّر من انعكاسات محتملة لأي مساعي لتقسيم سوريا، مؤكداً أن مثل هذا الخيار سيُثّقل كاهل الأردن ويضر بالعراق وتركيا، وسيدفع المنطقة إلى التراجع إلى المربع الأول. وأشار إلى أن إسرائيل نفّذت، بحسب تقديراته، أكثر من ألف غارة وأجرت مئات الاقتحامات البرّية داخل الأراضي السورية منذ الإطاحة بالنظام السابق.
من جانبها، تُبرّر إسرائيل ضرباتها بأنها تهدف إلى منع الإرهاب أو حماية أقليات مثل الدروز في جنوب السويداء، لكن النقاد يرون في ذلك محاولة لتفتيت البلاد وإضعافها لضمان هيمنة إقليمية. كما نُقِلت أن غارات استهدفت حتى محيط دمشق المركزي، مما أثار مزيداً من التوترات.
الشرّاع استغل وجوده في نيويورك ليجدد مطالبته الولايات المتحدة برفع العقوبات عن سوريا رسمياً لتمكين إعادة الإعمار، والتقى هذا الأسبوع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لبحث هذه المسألة. وفي المقابل، تضغط إسرائيل منذ أشهر على نواب وصانعي قرار أمريكيين للحفاظ على العقوبات.
في لقطة تاريخية أثارت اهتمام المراقبين، أجري الشّراع مقابلة هذا الأسبوع مع الجنرال الأمريكي السابق ديفيد بترايوس، الذي كان قد أمضى دوراً بارزاً في احتجازه آنذاك وأدار لاحقاً مهاماً عسكرية وأمنية أمريكية كرئيس لوكالة الاستخبارات المركزية. الشّراع سيكون أول زعيم سوري يخطو منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ ستة عقود، حيث يلقي كلمته وسط متابعة إقليمية ودولية لخطوات عهده المبكرة.