تكريم سوهارتو يثير غضباً واسع النطاق
من هو سوهارتو وكيف بلغت مكانته؟
سوهارتو، الذي يُكتب أحياناً «سوهارتو» أو «سوهارتو»، شغل منصب الرئيس الثاني لاندونيسيا بعد أن استولى على السلطة عام 1967 عقب تهميش سوكارنو، زعيم الحركة الاستقلالية. ضمّر اسمه في الذاكرة الوطنية بصور متضاربة: من جهة قائد عسكري أقاد البلاد نحو نمو اقتصادي واستقرار سياسي نسبي خلال ثلاثة عقود، ومن جهة أخرى رجل اتهمته تقارير ومنظمات حقوقية بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، وبممارسات فساد ومحسوبية أفادت أسرته ومحيطه.
كيف تولى السلطة ومآلاتها؟
تولى سوهارتو قيادة البلاد بعد اضطرابات سياسية في منتصف ستينيات القرن الماضي، وشهدت تلك الفترة حملة عنيفة لطرد ما وُصِف بالمُتّهمين بالشيوعية، راح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين في ظل غياب تحقيقات رسمية حاسمة حول ملابسات الأحداث ودور المسؤولين العسكريين. في السبعينيات احتلت القوات الإندونيسية تيمور الشرقية وأسفرت الحملة عن خسائر بشرية فادحة. خلال الحرب الباردة حظي نظامه بدعم غربي، ولا سيما من واشنطن، في إطار مواجهة النفوذ الشيوعي.
الاقتصاد والسلطة والاتهامات
شهدت الحقبة الاقتصادية تحت حكمه نمواً ملحوظاً يجعل بعض المؤرخين يعترفون بإسهاماته التنموية، لكن ذلك ترافق مع تشديد على الحريات، وقمع للمعارضة، وغياب مساءلة فعّالة. سوهارتو وُجّهت إليه اتهامات بالفساد ونهب ثروات الدولة عبر شبكات عائلية وحزبية، لكن المحاولات القضائية لمعاقبته تعثرت؛ فقد أُرجئت محاكماته مراراً بحجة تردّي صحته حتى وفاته.
مراسم التكريم وردود الفعل
في احتفال رسمي بذكرى يوم الأبطال الوطنيين أعلن الرئيس برابوو سوبيانتو عن منح سوهارتو لقب «بطل قومي» بعد وفاته، في خطوة أثارت احتجاجات واسعة. الحفل شهد تكريم عشر شخصيات أخرى، وشارك فيه أفراد من عائلة سوهارتو، بمن فيهم ابنته وابنه اللذان استلما الوسام. وصف منظّم الحفل دوره بأنه «متميز منذ عهد الاستقلال»، بينما اعتبر معارضون أن منح اللقب يمثل محاولة لتبييض تاريخ انتهاكات جسيمة.
الاعتراضات وادعاءات التزييف التاريخي
قادت مجموعات حقوقية ونشطاء ومؤسسات مدنية حملات احتجاجية أمام القصر الرئاسي مطالبة بسحب المقترح. حمل المتظاهرون لافتات اتهمت النظام بمحاولة طمس المسؤولية عن مجازر الماضي. أرسلت منظمات مثل لجنة المفقودين وضحايا العنف (KontraS) ورسائل جماعية إلى الرئيس ووزير الثقافة تدعو إلى إعادة النظر، معتبرين أن تكريم شخصية مثله ينتهك عدالة الضحايا ويشكل إخلالاً بالمبادئ الديمقراطية. كما وقع نحو خمسمائة ناشط وأكاديمي رسالة مشتركة طالبت بعدم المضي في قرار التكريم، ووصفت الخطوة بأنها «خيانة للذاكرة وللقيم».
موقف الحكومة وتبريراتها
دافعت أجهزة الدولة عن القرار مشيرة إلى إجراءات داخلية وبحوث أظهرت استيفاء المرشحين للشروط الشكلية، ورأت أن تبجيل قادة سابقين جزء من «تقليد تكريمي» لمن أسهموا في بناء الدولة. أكد مسؤولون أن العملية شملت مشاورات وأن الهدف تكريم إسهامات تاريخية، فيما شدد معارضون على أن ذلك لا يعفي من مساءلة أخلاقية وتاريخية.
صلة الرئيس برابوو بسوهارتو
العلاقة بين الرئيس الحالي وسوهارتو وثيقة: برابوو، ضابط سابق وقائد قوات خاصة في عهد سوهارتو، ارتبط عائلياً بالأسرة الحاكمة بعد زواجه بابنة سوهارتو الذي انتهى بالطلاق لاحقاً. تربط حزب غولكار والدوائر التي خرجت من عهد سوهارتو شبكة نفوذ لا تزال فاعلة وتدعم تيارات سياسية عدة، بينها قيادة برابوو. هذه الروابط الشخصية والسياسية تُفسر جزئياً دوافع ومبررات القرار الذي اتخذه القصر، وتعمّق الجدل حول ما إذا كان التكريم يعكس تقديراً تاريخياً أم إعادة صياغة للذاكرة الجماعية. لم تقدم نصًا للترجمة وإعادة الصياغة. هل يمكنك لصق النص الذي تريد ترجمته هنا؟