أعلنت أوكرانيا بدء الإنتاج التسلسلي لصاروخ كروز جديد يُنسب إليه قدرة حمل رأس حربي يزن نحو 1,000 كيلو غرام، بحسب تصريحات وزيرها للدفاع.
فيما يُعرف بالصاروخ “فلامنغو”، تُشير تقارير إلى مدى يصل إلى نحو 3,000 كيلومتر (قرابة 1,800 ميل)، ما يجعله سلاحًا تقليديًا ذا قدرة كبيرة على الإضرار الأهداف بعيدة المدى. الوزير دينيس شميهال، الذي تولى المنصب في تموز/يوليو، قال في فعالية عامة يوم الاثنين إن الإنتاج التسلسلي للصاروخ قد انطلق، لكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل إضافية مبيّنًا أن المزيد سيُكشف “عندما يحين الوقت المناسب”.
ظهرت مواصفات الصاروخ أيضًا عبر مصادر أخرى في أوكرانيا؛ فقد نشر المصور إيفريم لوكاتسكي صورة لصاروخ ضخم اعتبره “فلامنغو”، وقال إن الصورة التقطت في ورشة تديرها شركة Fire Point الأوكرانية، وأضاف أن المدى المعلن يبلغ 3,000 كيلومتر. ثم بثت صحيفة “مرآة الأسبوع” مقطع فيديو يظهر ما يبدو كإطلاق للصاروخ من ساحة مفتوحة، حيث بدا الصاروخ مركبًا على منصة مائلة تُطلقه على قضبان توجيه، وهو ما أوحى بإقلاع سريع وارتفاع فوري بعد الإطلاق. في مقطع آخر من نفس المصدر ظهر الصاروخ بأجنحة ثابتة، شبيهة بالصورة التي نشرها لوكاتسكي.
أفادت “مرآة الأسبوع” أيضًا أن شركة Fire Point أجرت تجارب على الفلامنغو قبل عدة أشهر وأن الصاروخ دخل مرحلة الإنتاج الكمي، مع تقدير أقصى حمولة تصل إلى 1,150 كيلوجرامًا ومدى يبلغ نحو 1,800 ميل.
—
الفلامنغو وشبهه بصاروخ آخر جديد
—
يُشبه الفلامنغو إلى حد بعيد الصاروخ FP‑5 الذي عرضته مجموعة Milanion، ومقرها أبو ظبي، والتي تتعاون مع أوكرانيا منذ 2021. أعلنت الشركة في معرض دفاعي بأبو ظبي أن FP‑5 مزود بتقنيات مقاومة التشويش ونظام ملاحة بالأقمار الصناعية، وأنه قادر على التحليق حتى أربع ساعات بسرعة تعبوية تقارب 559 ميلاً في الساعة؛ كما زعمت قدرة حمل حتى 1,000 كجم ومدى يصل إلى 1,800 ميل. بحجمه هذا يصبح FP‑5 صاروخًا ضخمًا فعلاً—بوزن إقلاع يقارب 6,000 كجم ومَدَّ جناح يبلغ حوالي 20 قدمًا—وهو حجم نادر الظهور في الصواريخ الجامدة في الجيوش الغربية الحديثة منذ الحرب الباردة المبكرة.
وللمقارنة، فإن صاروخ توماهوك الأميركي يحتل وزن إقلاع يصل حتى نحو 1,600 كجم ويحمل رأسًا حربيًا يزن نحو 450 كجم، في حين يبلغ وزن إقلاع الصاروخ الروسي طويل المدى خ‑101 حوالي 2,400 كجم ومداه يصل إلى نحو 3,400 ميل. في كتيبها زعمت Milanion أنها قادرة على إنتاج أكثر من 50 وحدة شهريًا، لكن حتى الآن لم يؤكد أحد وجود علاقة مباشرة بين FP‑5 والفلامنغو، ولم ترد Milanion على طلب التعليق من قِبل وسائل الإعلام خلال ساعات العمل.
—
التداعيات الاستراتيجية
—
إذا ثبت أن مدى الصاروخ يبلغ نحو 1,800 ميل، فسيمنح أوكرانيا قدرة على ضرب أهداف تتوغل عميقًا داخل روسيا، بما في ذلك منشآت الإنتاج العسكرية الحيوية. مثل هذا السلاح يمكنه أن يهدد مراكز إنتاج الدبابات والمركبات القتالية والمدافع والطائرات المسيرة في مناطق تمتد حتى جبال الأورال، التي تبعد نحو 1,000 ميل عن أوكرانيا.
إلى الآن اعتمدت كييف أساسًا على طائرات هجومية من نوع “ذات مسار واحد” بطيئة تشبه طائرات سيسنا، لاستهداف مصافي النفط والمصانع في محيط موسكو وما ورائها؛ والمسافة بين كييف وموسكو تقترب من 450 ميلًا فقط. كما تُذكر منطقة ييلابوغا الاقتصادية الخاصة، حيث يُعتقد أن روسيا تُصنّع نسخًا من طائرات “شهد” المسيرة، على مسافة تقارب 800 ميل من أوكرانيا.
يُذكر أن أوكرانيا سبق أن أثبتت قدرتها على تصنيع صواريخ كروز محليًا أثناء الحرب؛ فصاروخ “نبتون” المضاد للسفن، الذي يُطلق من شاحنات بسرعة دون فوق صوتية، استُخدم لإغراق السفينة موسكفا، علمًا أن هذا السجل التصنيعي المحلي يعزز مصداقية ما يُعرض اليوم حول الفلامنغو.
المصدر: Business Insider