الاتفاق الأمني، الذي سيوقع في يناير، يلتزم بأن يتشاور البلدان مع بعضهما بشأن القضايا الأمنية.
أعلنت أستراليا وإندونيسيا أنهما باتتا قريبين من توقيع معاهدة دفاعية وصفها الطرفان بـ«فاصلة» ستُرقّي مستوى التعاون الوثيق القائم بينهما في مجالات الأمن.
صادق على نص المعاهدة يوم الأربعاء رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، الذي يقوم بأول زيارة دولة إلى أستراليا، مع الإشارة إلى أن الاتفاق لن يُوقَّع رسميًا إلا في يناير المقبل.
ينص الاتفاق الجديد على التزام أستراليا وإندونيسيا «بالتشاور على مستوى القادة والوزراء، وعلى نحو منتظم، في المسائل ذات الصلة بالامن»، وفق ما أكده زعيم الحكومة الأسترالية.
كما يهيئ الاتفاق لقيام «أنشطة أمنية مفيدة متبادلة، وإذا شكّ أحد البلدين أو كلاهما في وجود تهديد لأمنه، فالتشاور والنظر في الإجراءات الممكن اتخاذها، سواء على نحو فردي أو مشترك»، بحسب ألبانيز.
وقال ألبانيز: «هذه المعاهدة اعتراف من كلا أمتينا بأن أفضل وسيلة لحماية السلام والاستقرار هي العمل معًا».
وأضاف: «إنها تبشّر بعصر جديد في العلاقات بين أستراليا وإندونيسيا»، مشيرًا إلى أن الاتفاق يلزم البلدين بـ«تعاون وثيق في ميادين الدفاع والأمن».
من جانبه، قال برابوو: «الجيران الطيبون يعاونون بعضهم في أوقات الشدائد».
وأضاف أن في الثقافة الإندونيسية مقولة شائعة مفادها أنه عند وقوع طارئ، يكون الجار هو من يقدم العون.
اليوم وقفت إلى جانب صديقي الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو على متن سفينة HMAS Canberra للإعلان عن خطوة تاريخية. لقد أنهت حكومتا أستراليا وإندونيسيا التفاوض بشكل جوهري على معاهدة ثنائية جديدة بشأن أمننا المشترك.
لم يُنشر نص المعاهدة بعد، لكن ألبانيز قال إنها مستندة إلى اتفاق أمني عام 1995 جرى توقيعه بين رئيس الوزراء الأسترالي آنذاك بول كيتنغ والرئيس الإندونيسي سوهارتو، بحسب شبكة ABC الأسترالية.
وأُلغِي ذلك الاتفاق لاحقًا من قبل إندونيسيا بسبب مشاركة أستراليا في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى تيمور الشرقية، وهي مقاطعة برتغالية سابقة احتلتها إندونيسيا بقسوة بين 1975 و1999.
ومنذ استقلال تيمور الشرقية في 2002، تحسنت العلاقات بين جاكرتا وكنبيرا، وأبرمت الدولتان بعد ذلك اتفاقين أمنيين مهمين: ميثاق لومبوك 2006 واتفاق التعاون الدفاعي 2024.
تقوم المعاهدة الجديدة على ما سبقها وتُلزم أستراليا وإندونيسيا بالتشاور إذا اعتقد أحدهما أو كليهما أن أمنهما مهدد، ثم النظر فيما إذا كانت سيتعاملان مع تلك التهديدات بشكل منفرد أو مشترك.
تجمع أستراليا وإندونيسيا مخاوف طويلة الأمد بشأن صعود الصين، التي تُعتَبَر شريكًا اقتصاديًا مهمًا لكنها في الوقت نفسه منافس استراتيجي ذا حضور عسكري متنامٍ في بحر الصين الجنوبي ومنطقة المحيط الهادئ.
قال كيتنغ، رئيس الوزراء الأسترالي السابق، لشبكة ABC العام الماضي إن حتى قبل ثلاثين عامًا كان هو وسوهارتو متوجسين من بكين.
وأضاف: «كان ترتيبنا مع سوهارتو بمثابة ميثاق دفاع متبادل. لأن تهديدًا كبيرًا لأحدنا، بالنظر إلى الجغرافيا، يؤثر بالضرورة على الآخر أو كان سيكون له عواقب عليه».
وتابع: «كان سوهارتو قلقًا بالأساس من صعود الصين في المستقبل، وكنت أنا كذلك. لكنه، حتى قبل ثلاثين سنة، كان يقلق أيضًا بشأن قدرة إندونيسيا على حماية أرخبيلها الشاسع ضد قوة قادرة».