تحذير من تجنيد قُصَّر وشباب في لندن للعمل لصالح دول معادية
أفادت شرطة العاصمة (ميتروبوليتان) بأن دولاً معادية مثل روسيا وإيران تستهدف تجنيد أطفال وشباب في لندن للقيام بأعمال تخريبية وجرائم أخرى. وقال قائد وحدة مكافحة الإرهاب دومينيك ميرفي إن أنشطة الدول المعادية شهدت منذ حالات تسمم سالزبري عام 2018 زيادة تَقدَّر بخمس مرّات.
وأضاف ميرفي في مقابلة مع برنامج Politics London على بي بي سي أن بعض المجندين لا يزالون مراهقين، وحثّ الأهالي على متابعة ما يفعله أبناؤهم على الإنترنت وعدم التهاون في ذلك. وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية أن الإدانات المتعلقة بحريق مستودع في شرق لندن، الذي استهدف مساعدات مخصّصة لأوكرانيا، يجب أن تكون “إنذاراً واضحاً” لأي شخص يفكّر في العمل لصالح قوى أجنبية.
الحريق الذي اندلع في مارس ٢٠٢٣ رُبط بمجموعة فاغنر، وهي منظمة ترتبط بالدولة الروسية، وكان المستودع في لييتون يحتوي معدات شحنت إلى أوكرانيا بما في ذلك مجموعات ستارلينك المستخدمة من قِبل القوات الأوكرانية. وقال ميرفي إن هذه القضية ليست معزولة، بل أصبحت تظهر بكثرة في ملفات تحقيقاتهم: “كانت مجموعة من الأفراد جُنِّدَت بواسطة مجموعة فاغنر، وهي في النهاية منظمة ترتبط بالدولة الروسية، لتنفيذ أعمال نيابةً عنهم داخل المملكة المتحدة.”
كما ذكر أن الشبكة نفسها قامت بأعمال استطلاع استعداداً لهجوم مخطط ضد معارض روسي وأعماله التجارية في لندن. وحذّر ميرفي من أن القوى الأجنبية تتجه بشكل متزايد إلى الاستفادة من الشباب في بريطانيا كواجهات أو وكلاء للقيام بمهامها، معبراً عن قلقه حيال الظاهرة: “نحن نرى افتتان أفراد أصغر سناً بالانخراط في مثل هذه الأنشطة نيابةً عن دول أجنبية.”
وعزا المحفزات التي تدفع بعض الشباب لذلك إلى عوامل عدة منها المال، والسعي للشهرة، والرغبة في الانتماء لشيء يُشعرهم بأنهم جزء من كيان أكبر، مع الإشارة إلى أن بعض هؤلاء كانوا على هامش النشاط الإجرامي أصلاً. وعلى الصعيد الوطني، قال ميرفي إن أكثر من عشرين بالمئة من عبء عمل وحدات مكافحة الإرهاب الآن يتعلق بالتهديدات الناشئة عن دول معادية.
ورغم أن الإرهاب الذاتي المحرّك يظل الشاغل الأساسي لشرطة العاصمة، أشار ميرفي إلى أن دولاً مثل روسيا وإيران تستغل الآن الشباب لتفادي ضوابط أمنية أشد. وقال كالڤن بيلي، النائب العمالي عن منطقة لييتون وعضو لجنة الدفاع، إن ما يحدث يتم الآن على أرضنا: أفراد تحت ضغط مالي كبير وقد ينجذبون بمبالغ صغيرة للعمل لصالح فاعلين أجانب دون إدراك العواقب.
ووصف كريس فيلب، وزير الداخلية الظل عن حزب المحافظين، هذا التوجه بأنه “مقلق للغاية جداً” وركّز على أن العمل لصالح دولة عدائية ينبغي أن يُحتسب كعامل مشدِّد عند توقيع الأحكام القضائية. وقالت وزارة الداخلية: “الأمن الوطني هو أساس خطة التغيير لدينا، وسنواصل دعم أجهزة إنفاذ القانون ذات المستوى العالمي في تعطيل تهديدات الدول.”
استمعوا لأبرز برامج راديو بي بي سي لندن عبر خدمة Sounds وتابعوا BBC London على فيسبوك وX وإنستغرام. أرسلوا أفكاركم للقصص إلى [email protected]
المزيد حول هذه القصة