شغب في سجن بإكوادور يودي بحياة ١٤ شخصاً ويُصيب ١٤ آخرين

شغب جديد في سجون الإكوادور: انفجارات وإطلاق نار في ماتشالا

اندلع شغب عنيف في سجن بماتشالا في جنوب الإكوادور، أسفر عن مقتل 14 سجيناً وإصابة 14 آخرين، بحسب ما أفاد به رئيس الشرطة المحلي. المواجهات بين عصابات متناحرة والأجهزة الأمنية أدت كذلك إلى مقتل حارس واحتجاز عدد من الضباط كرهائن، وفق تصريحات وليام كالي لقناة إكوافيسا.

«من الداخل كانوا يطلقون النار ويرمون قنابل ومتفجرات» — هكذا وصف كالي مشاهد القتال. فرّ بعض السجناء من المؤسسة، وتمت إعادة اعتقال 13 منهم حتى الآن، واستعادت السلطات السيطرة على السجن بعد نحو أربعين دقيقة.

خلفية متصاعدة للعنف

الإكوادور تعاني منذ سنوات من موجات عنف داخل السجون أدت إلى مئات القتلى، والحكومة، بقيادة الرئيس نوباو، تصف الحوادث بأنها نتيجة صراع عصابات على السيطرة على المناطق وطرق التهريب. أشرطة فيديو نشرتها الشرطة تُظهر عناصر مسلحة تدخل السجن على وقع انفجارات، بينما تُسمع أصوات من داخل الزنازين تنادي: «أنا ضابط شرطة!» وصيحات تستغيث: «الرجاء لا تطلقوا النار!».

العصابتان المتورطتان في اشتباكات ماتشالا تنتميان إلى مجموعتين كبيرتين لتجارة المخدرات في البلاد، «لوس تشونيروس» و«لوس لوبوس»، اللتين صنّفتا هذا الشهر من قِبل الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية أجنبية. الجريمة المنظمة غيّرت معالم الإكوادور — بلد يقطنه نحو 17 مليون نسمة — وجعلته من أكثر دول العالم عنفاً.

صراع داخلي مسلح

محاطَة بكولومبيا وبيرو، أكبر مصدرَي الكوكايين عالمياً، شهدت الإكوادور تصاعداً في أعمال العنف خلال السنوات الأخيرة مع تنافس عصابات مرتبطة بكارتلات مكسيكية وكولومبية على السيطرة. تُشير بيانات حكومية إلى أن أكثر من 70% من الكوكايين المنتج عالمياً يمر عبر موانئ الإكوادور.

معظم حروب العصابات دارت داخل السجون؛ فقد لقي نحو 500 سجين حتفهم منذ فبراير 2021، غالباً بطرق وحشية شملت التشويه والحرق. وأكبر مجزرة سجنية وقعت عام 2021 في غواياكيل، حين قُتل أكثر من مئة سجين. بعض السجناء بثّوا مشاهد العنف على منصات التواصل، مظهِرين جثثاً مقطوعة ومحترقة.

يقرأ  العائدون الأفغان يكافحون بعد الزلزال

هروب زعيم وتداعياته

في حادثة سابقة، اعتقل متمردون سجنيون عدداً كبيراً من حراس السجون بعد فرار زعيم مخدرين يُعرف باسم خوسيه أدولفو ماتشياس («فيتو»)، في حين فجّر حلفاؤه خارج السجون عبوات ناسفة واحتجزوا مذيع تلفزيوني تحت تهديد السلاح أثناء البث المباشر. ردّ الرئيس بإعلان «حالة صراع مسلّح داخلي» وأمر بنشر الجيش لإدارة السجون، لكن الشهر الماضي أعيدت ثمانية سجون، بينها سجن ماتشالا، إلى سيطرة الشرطة.

«فيتو» أعيد اعتقاله في يونيو من العام الجاري، بعد أكثر من سنة على هروبه؛ وكان يقضي عقوبة مدتها 34 سنة منذ 2011 بتهم تتعلق بالجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والقتل، ومع ذلك واصل بسط نفوذه من داخل الزنزانة، ويظهر في مقاطع فيديو وهو يقيم حفلات صاخبة مع ألعاب نارية، ما يعكس حالة اللا سلم داخل بعض السجون.

علاقات دولية للجماعات

تتصل جماعة «لوس تشونيروس» بشبكات إجرامية دولية، من بينها كارتل سينالوا المكسيكي، وعصابة غولف الكولومبية — أكبر مصدر للكوكايين عالمياً — فضلاً عن علاقات مع مافيات من منطقة البلقان، بحسب مرصد الإكوادور للجريمة المنظمة. هذه الشبكات الدولية تُغذّي النزاع الداخلي وتضاعف التحديات الأمنية في البلاد.

أضف تعليق