شهادات شهود تكشف حياةً تحت وطأة تفشّي الجريمة في المجتمع العربي

سارة أبو سيام من اللد تقول إن الخوف من العنف صار يحدد يوميات الشباب العربي في إسرائيل، مع تصاعد موجة الجرائم وتباطؤ استجابة الشرطة.

سارة، البالغة من العمر اثنتين وعشرين سنة، تحكي أن بيتها لم يعد يشعرها بالأمان بعد استمرار العنف الإجرامي الذي يضرب المجتمع العربي في البلاد. صديقها وجارها، صاحب محل بقالة ومتطوع مجتمعي، قُتل على يد مسلحين مقنعين أثناء عمله في متجره — جريمة لا تزال دون حل.

أبو سيام، مربية شاركت سابقًا في برنامج سنة التطوّع لدى AJEEC-NISPED، تقول إن الخوف من أن تصبح هدفًا بات جزءًا من الحياة اليومية: «كان جاري وقائد كشفي؛ جمعنا هدف واحد وهو رد الجميل للمجتمع. قُتل بلا سبب واضح، وحتى اليوم لا أحد يعرف لماذا. كان صدمة كاملة».

وصفت أبو سيام أجواء تزداد فيها المخاوف في اللد وفي غيرها من المجتمعات العربية، حيث باتت عمليات القتل لا تقتصر على عناصر إجرامية معروفة.

«الأمر تغيّر. لم يعد الحديث عن رصاصة طائشة فقط. اليوم، حتى لو دخلت حيًا خاطئًا بالصدفة، قد تُعامل كمشتبه به — أو الأسوأ. حتى وجودك في منزلك بات مخيفًا. المجرمون قد يدخلون أو يزرعون متفجرات في سيارتك؛ منازلنا لم تعد مصدر الامن».

حذرت من أن هذا المستوى من العنف قد يصبح أمرًا طبيعيًا لدى الشباب، مع عواقب بعيدة المدى. «خوفي أن يعتاد الشباب هذه الحقيقة ويفقدوا قدرة الاستنكار. أشعر بمسؤولية أن أتكلم وأرشدهم إلى طريق أفضل».

وانتقدت أبو سيام أيضًا جهات إنفاذ القانون لفشلها في وقف موجة القتل: «عندما يُقتل شخص يهودي، تجد الشرطة القاتل خلال ساعات. عندما يحدث ذلك في مجتمعات عربية، تكاد لا توجد جهود تحقيقية. لا رادع. القتلة يتصرفون بلا خوف».

يقرأ  صراع زامير مع نتنياهو يعمّق الاضطراب في قيادة الجيش الإسرائيلي

كمال رايان، مؤسس ومدير مركز أمان في كفر قاسم، فقد ابنه بسبب إطلاق نار، وقال إنه يرى اليوم مزيدًا من العائلات تنعى أبنائها: «ابني الذي كان مليئًا بالحياة والأحلام قُتل بدم بارد. لم يكن هناك مبرر لأخذ حياته. الجريمة هنا لم تظهر بين ليلة وضحاها — إنها نتيجة سنوات من الإهمال».

وفقًا لرايان، فإن إخفاقات نظامية في التعليم والتشغيل والفرص خلقت بيئة خصبة للجريمة. «شبابنا يتعرّضون للأسلحة والمتفجرات لأن ليس لديهم بدائل حقيقية. الدولة تعرف ذلك لكنها تفعل القليل جدًا». ودعا إلى تواجد شرطي أقوى في الميدان.

«نحتاج إلى شرطة استباقية، لا ردة فعلية. شرطة لا تنتظر حتى ينسكب الدم. من دون تغيير في النهج، سنظل نقرأ عناوين مثل هذه».

اتجاه قاتل

تُظهر بيانات مبادرات إبراهيم أن 156 مواطنًا عربيًا قُتلوا في حوادث مرتبطة بالجريمة منذ بداية 2025، مسجّلة زيادة بنسبة 13% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. نصف الضحايا كانوا من الشباب. في 2024، كان معدل القتل بين المواطنين العرب أكثر من 14 ضعفًا مقارنة باليهود، بواقع 220 قتيلاً مقابل 58. وفي 2023 سُجل رقم قياسي بلغ 244 قتيلاً، وهو أعلى عدد سنوي على الإطلاق.

الطعنات لا تقتصر على الطلقات النارية فحسب؛ لقد أصبحت المتفجرات وسيلة متكررة للهجوم حتى في المناطق السكنية. العائلات تتحدث عن دورات ابتزاز وثأر وخوف. ومع تكرار الدعوات إلى التحرك، يرى كثير من قادة المجتمع أن استجابة الدولة لا تزال غير كافية.

في AJEEC-NISPED، حيث تلقت أبو سيام تدريبها وعملت لاحقًا كمنسقة، حذّر المديران التنفيذيان المشاركان إيلان أميت وسليمان العمار من أن الوضع سيتدهور من دون استثمار منهجي. «عندما يعيش الشباب في ظل الظلّ الدائم للخوف والعنف، مسؤوليتنا أن نوفر مسارًا آخر»، قال العمار. «هناك حلول عملية يمكن تنفيذها فورًا — ما ينقص هو الإرادة السياسية».

يقرأ  بوتين يثني على «بطولة» الكوريين الشماليين في تحرير كورسك — بحسب بيونغ يانغ

وأضاف أميت: «لا يمكنك أن تطلب من الشباب أن يحلموا وهم يخافون على حياتهم».

وأكّدت مبادرات إبراهيم هذا القلق في بيان: «على الحكومة أن تستفيق. حياة العرب ليست بلا قيمة. الارتفاع المستمر في جرائم القتل ليس خطأً؛ إنه نتيجة سياسة فاشلة».

ساهم يوفال بارنيا في إعداد هذا التقرير.

أضف تعليق