شهادات نساء سودانيات ضحايا اغتصاب من مخيمات اللاجئين في تشاد — الحرب في السودان

رؤى* (18 عاماً) تشتاق إلى منزلها في الجنينة، حيث كانت أشجار المانجو المتخمّرة تزين حديقتها الصغيرة. في يونيو 2023 أحرقه عناصر قوات الداعم السريع، ومعه قرية بأكملها كما تقول. اثنان من إخوَتها، وعمٌّ لها وثلاثة جيران لقوا حتفهم في الهجوم.

حين حاولت الهرب مشياً على الأقدام، اختطفها مع ثماني زميلات لها من المدرسة مقاتلو قوات الدعم السريع؛ جميعهن تعرّضن للاغتصاب. تروي أنهن حُبسْن يومين، وأن اثنتين ماتتا في ذلك المكان نتيجة الاعتداءات. «شعرت بالعجز التام، تمنيتُ لو أموت في تلك اللحظة»، تقول والدموع في عيونها حين تستذكر صديقاتها الراحلات.

مرّت عامان وما زال الرعب حاضراً. «لا أستطيع الجلوس طويلاً»، تضيف. وجهها جامد وهي تُرضع مولودتها؛ يدها تستند إلى الطفل الذي حملته من علاقة قصيرة مع ضابط شرطة تشادي التقت به في سوق أدري بعدما فرّت هي ومعظم أهلها إلى عبر الحدود. خرجا معاً مرات قليلة، وفي البداية ظنّت أنه مهتم بها. «قال لي: أحبك، أريدك» — كلماتٍ تذكرها بصعوبة وهي تسمع خطوات تقترب من خيمتها الصغيرة، فمثل هذه الشهادات تُروى بحذر حتى في خصوصية الخيمة.

تصف لقاءها الثاني معه في منزله: «أراد النوم معي فرفضت، فشدّني ورماني أرضاً» — ثم تتابع بأنها تعرّضت للاغتصاب هناك. لم تعد على اتصال به منذ ذلك الوقت.

الاعتداء الجنسي خلال الأزمات الإنسانية وفي المخيمات ليس أمراً نادراً. تقول لوازو، التي تعمل في بيت النجوم التابع للصليب الأحمر في أدري، إن بعض الفتيات يلجأن إلى ما يسمَّى «الجنس مقابل البقاء». في مركزها وزميلاتها يقدمن دعماً نفسياً سريّاً للناجيات.

الكثير من اللاجئات يروين أنهن يذهبن للعمل لأهلٍ محليين لغسيل الملابس أو لأعمال أخرى، «وفي النهاية لا يُدفع لهن أجر — يُغتصبن. يُنتَهكُ حقّهن، وليس بيدهن شيء»، كما تقول لوازو، مشيرة إلى أن عدد حالات الحمل في المخيم يثير القلق خاصة في غياب أزواج كثيرات من النساء. «عند التحقيق تكتشف أن الحمل لم يكن بموافقة»، تضيف.

يقرأ  المملكة المتحدة توسّع برنامج تدريب القوات الأوكرانية

تُهزّ رؤى صغيرة أوا ذات التسعة أشهر بنظرة فارغة وهي تحدق في البعد. تقول إن الاغتصاب أذلّها وشقّ عائلتها؛ وصديقة أخرى تعرّضت لاغتصابٍ من ضابط تشادي فعادت إلى السودان خجلاً. «من الداخل أنا محطمة. أحياناً لا أستطيع الأكل ولا النوم، ولا أرغب بالكلام مع الناس… أشعر أنني تغيّرت».

رغم ادعاءات بورغو أن الأمور تحت السيطرة، يؤكد اللاجئون أن العنف يتصاعد داخل المخيم. عصابة تُعرف باسم الكولمبيون أثارت الرعب لدرجة أن النساء يحاولن عدم الخروج بعد الغسق ويغادرن السوق قبل السادسة مساءً.

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن حالات عنف جنسي أُبلغ عنها داخل المخيم ومحيطه. «عندما تخرج النساء لجمع الحطب أو الماء، قد يُصبن هدفاً»، يقول الدكتور أسومانا هالارو، منسق الفريق الطبي بالمنظمة في تشاد.

منذ ساعات، كانت حنان جالسة في خيمة الاستماع التابعة لليونيسف بعد أن تعرّضت للاغتصاب أثناء جمع الحطب. تقدم لها دعم نفسي، لكن حاجتها الطبية عاجلة. «لدي ستة أولاد. أنا الزوجة والزوج معاً… إذا حملت مرة أخرى، كيف سأطعم الطفل؟» تقول وهي توبّخ حظها السيئ.

يؤكد هالارو أن العديد من النساء في المخيم أمهات عازبات أو ربّات أسر يعشن في ظروف هشة، ما يجعلهن من بين الأكثر عرضة للاعتداء والانتهاك.

أضف تعليق