شهود: المتهم كان مدركًا تمامًا أثناء اعتدائه على جيزيل بيليكوت أخبار اعتداء جنسي

حسام الدين دوغان هو المتهم الوحيد الذي استأنف حكم إدانته بالاعتداء على جيسيل بليكوت، الفرنسية التي أثارت قضيتها اهتماماً دولياً.

شهد شهود أن دوغان كان «على علم تام» بأن جيسيل كانت نائمة أثناء اعتدائه عليها، وذلك خلال جلسات الاستئناف المقامة في محكمة بمدينة نيم جنوبي فرنسا. دوغان، عامل بناء يبلغ من العمر 44 عاماً، كان واحداً من بين خمسين رجلاً أدينوا بالاعتداء الجنسي على بليكوت في قضية فاصلة حُكم فيها العام الماضي.

على الرغم من ذلك، طعن دوغان في حكم الإدانة، زاعماً أنه ليس «مغتصباً» ومُقِراً بأنه اعتقد أن ما جرى كان نشاطاً جنسياً برضى الطرفين. هو المتهم الوحيد من بين المحكومين الذي استأنف؛ وقد صدر بحقه حكم بالسجن لمدة تسع سنوات، وهو أدنى من العقوبة التي طالب بها الادعاء (اثنتا عشرة سنة).

كان يوم الثلاثاء اليوم الثاني لسماع الاستئناف، حيث عرض الادعاء أدلة تنقض أقواله. من بين الشهود ظهر زوج بليكوت السابق دومينيك بليكوت، الذي حُكم عليه بالسجن عشرين عاماً — أقصى مدة — لتدبيره الاعتداءات داخل منزل الزوجين في بلدة مازان. أمام المحكمة العام الماضي اعترف دومينيك أنه على مدى أكثر من عقد كان يزوِّد زوجته بمخدرات ليسمح لنفسه ولرجال غريبين جندهم عبر الإنترنت بالاعتداء عليها، وصوّر تلك الاعتداءات التي شملت نحو خمسين رجلاً على الأقل.

في جلسة الثلاثاء نفى دومينيك أنه أجبر دوغان أو ضلّله. قال: «لم أُجبِر أحداً أبداً»، و«لم يكونوا بحاجة إليّ». كما رفض ادعاء دوغان بأن دعوته كانت للمشاركة في «لعبة جنسية»: «لم أقل ذلك أبداً»، وأضاف: «لا مصلحة لي في التشهير بأحد، سوى قول الحقيقة».

تعود زيارة دوغان إلى منزل الزوجين إلى 28 يونيو 2019، حيث تُتهم السلطات بأنه اعتدى على جيسيل لأكثر من ثلاث ساعات؛ في حين يدعي هو أنه لم يدرك وجود مشكلة إلا عندما سمعها تشخر. وقدم المحقق جيريمي بوس-بلاتيار شهادة استناداً إلى تسجيلات فيديو للواقعة ليؤكد أن دوغان كان واعياً تماماً لعدم موافقة الضحية. قال بوس-بلاتيار: «كل من يشاهد الفيديوهات يدرك ذلك فوراً».

يقرأ  أفريقيا تنزف: حرب بالوكالة بين واشنطن وموسكو — آراء

وصف المفتش مشهداً يظهر فيه أن جيسيل تحرّكت بحركة طفيفة فانسحب دوغان فوراً، «نفهم من ذلك أنه خاف أن تستيقظ الضحية فتجمد في موقف انتظار». وأضاف: «بعد ثلاثين ثانية، ورؤية أن الحركة رد فعل ناتج عن ألم أو انزعاج، أعاد قضيبه إلى مهبلها».

عثر المحققون على 107 صور و14 فيديوً من تلك الليلة في منزل الزوجين ببلدة مازان. من المقرر أن تدلي جيسيل بليكوت بشهادتها صباح الأربعاء، ويتوقع صدور الحكم لاحقاً في اليوم نفسه أو يوم الخميس.

قرارها بالتخلي عن حقها في إخفاء هويتها خلال المحاكمة الأولى قوبل بترحيب واعتُبر خطوة شجاعة نحو الشفافية، إذ سلطت القضية الضوء على انتشار العنف الجنسي والعنف الأسري في فرنسا وعالمياً. حضرت جيسيل الجلسات وواجهت من أساءوا إليها شخصياً، وفي يوليو نالت لقب فارس وسام جوقة الشرف، وهو أرقى وسام مدني في فرنسا.

أثارت قضيتها زخماً لإصلاح القوانين الفرنسية المتعلقة بالاغتصاب والاعتداء الجنسي؛ فنواب البرلمان ومجلس الشيوخ دفَعوا لتحديث تعريف الاغتصاب في قانون العقوبات بحيث يتضمن نصاً واضحاً يركز على مسألة الموافقة. ويتوقع أن يمرّ مشروع القانون النهائي في الأشهر القادمة.

أضف تعليق