يجري لقاء القائدين عشية استعراض عسكري صُمّم لإحياء ذكرى استسلام اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية.
استقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين بوصفه «صديقًا قديمًا»، فيما قال بوتين إن علاقات بلديهما بلغت «مستوىً غير مسبوق»، وذلك عند بدء سلسلة لقاءات في بكين تُفسَّر على أنها رسالة تحدٍّ وقوة موجهة إلى القوى الغربية.
تتباين مواقف الحليفين اختلافًا حادًا مع الولايات المتحدة حول حرب أوكرانيا وتصاعد الرسوم الجمركية التي يفرضها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
نادى بوتين شيًّا بـ«الصديق العزيز» يوم الثلاثاء ومَدَح تعمّق العلاقات الروسية‑الصينية. وبعد محادثاتهما الرسمية في القاعة الكبرى للشعب في بكين، كان من المقرر أن يعقدا لقاءً آخر على فنجان شاي بحضور عدد من كبار مساعديهما.
تأتي المحادثات بعد مشاركتهما قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين القريبة، حيث روجت موسكو وبكين للمنظمة كقوة موازنة للتحالفات التي تقودها الدول الغربية. وقال بوتين إن العالم بحاجة إلى «نظام يحل محل النماذج الأوروبية‑المركزية والأوروأطلسية البالية».
وقبل مغادرته بكين يُتوقع أن يوقع بوتين «20 اتفاقية» لتعزيز التعاون بين بكين وموسكو، بحسب مراسلة الجزيرة كاترينا يو من بكين. وأضافت أن بوتين وشي «يبدوان وُدودين وصادقين… ويبدو أن صداقتهما لم تتأثر بانتقادات الولايات المتحدة أو قادة أوروبا الغربية».
توطدت علاقات الصين وروسيا في السنوات الأخيرة لا سيما منذ الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع 2022. وتعلن الصين حيادها فيما يتعلق بالحرب، لكنها قدمت شريانًا اقتصاديًا لموسكو عبر استمرار التبادل التجاري رغم العقوبات الغربية، وتعرّضت بعض شركاتها لاتهامات بالمساعدة في قطاع الصناعة العسكرية.
تأتي محادثاتهما أيضًا قبل استعراض عسكري ضخم في بكين بمناسبة الذكرى الـ80 لهزيمة اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية، وسيحضره نحو عشرين من القادة العالميين، من بينهم زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي أفادت وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ أنه عبر الحدود متجهًا لحضور الاستعرض العسكري، ورئيس إيران ماسود بيزِشكيان.
كانت الاتحاد السوفيتي حياديًا لجزء كبير من الحرب في آسيا، لكنه قدم مساعدة للصين في نزاعات سابقة مع القوات اليابانية الغازية في ثلاثينيات القرن الماضي، وأعلن الحرب على اليابان في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية وأرسل قواته إلى شمال شرق الصين المُحتلّ آنذاك.
تهدف بكين من خلال هذا الاستعراض إلى إظهار القوة والوحدة وإرسال رسالة إلى الغرب، بحسب تقرير يو: كثير من القادة الحاضرين «وصفتهم الولايات المتحدة، خلال إدارة ترامب، كمنبوذين أو ضعفاء أو مطرودين»، فنية بكين بابتسامة السجادة الحمراء لهم تسعى لإظهار أنهم «ليسوا معزولين، وأن لديهم أصدقاء ولديهم نفوذ».
أبرزت قمة منظمة شنغهاي تضامن دول الجنوب ودعوة إلى نظام عالمي جديد. قال شي جينبينغ في القمة إن «الحكم العالمي وصل إلى مفترق طرق جديد»، وقد فُسِّر كلامه على نطاق واسع على أنه نقد للسياسة الأمريكية.
عقد بوتين وشي أيضًا اجتماعًا ثلاثيًّا مع رئيس منغوليا خُوريلسوخ أوخنا قبل محادثاتهما يوم الثلاثاء؛ فدولة السهوب المنغلقة التي تملك ثروة من المعادن تقع محصورة بين العملاقين. واعتبر بوتين في كلمته الافتتاحية أن بلدانَهُم جيران طيّبون وتربطهم مصالح مشتركة في تطوير العلاقات. وردّ شي بقوله: «كلما اتسم المشهد الدولي بمزيد من الفوضى، كان على الصين وروسيا ومنغوليا أن تعزّز التضامن والتعاون وتزيد من الدعم المتبادل».
في 2024 قام بوتين بزيارة رسمية إلى منغوليا، حيث تجاهلت السلطات دعوات لاعتقاله بموجب مذكرة صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية التي كانت قد أصدرت في العام السابق مذكرة توقيف بحق بوتين بتهم تتعلق بجرائم حرب في أوكرانيا، من بينها ترحيل أطفال إلى روسيا.