«صدّقنا وعودكم»: أفغان مهددون يطالبون بتأشيرات ألمانية

مجموعة من نحو 200 أفغاني مهدّدين بالاضطهاد على يد حركة طالبان طلبوا في رسالة موجهة إلى المستشار فريدريش ميرتس السماح لهم بالاستقرار في ألمانيا.

وقّع على الرسالة، التي اطلعت عليها وكالة دpa يوم الثلاثاء، أشخاص أعيد ترحيلهم حديثاً من باكستان إلى كابول. وحذّر الموقعون من «الصدمة النفسية التي لا تُحتمل» جراء «التهديد المستمر بالتعرض لهجمات طالبان، وخوف الانتقام، والاعتقال التعسفي، والاختطاف، والتعذيب أو الموت».

بعد عودة طالبان إلى السلطة عام 2021، بذلت الحكومة الألمانية جهوداً لإعادة توطين موظفين سابقين لدى مؤسسات ألمانية وأقاربهم. كما ألمحت برلين إلى استعدادها لاحتضان أفغان آخرين مهدّدين بسبب مهنهم كمحامين أو صحافيين أو مدافعين عن حقوق الإنسان.

كثير من الأسر الأفغانية تنتظر في إسلام آباد أشهرًا أو سنوات للحصول على طريق إلى ألمانيا بعد إخطارهم بإمكانية حصولهم على التأهيل. بيد أن إدارة ميرتس، التي تولّت السلطة في أيار/مايو، أوقفت برامج كانت تهدف إلى إعادة توطين مئات الأفغان المدرجين في «برنامج القبول» الألماني في إطار محاولتها خفض مستويات الهجرة.

وتكتسب القضية أولوية متزايدة بعد أن بدأت السلطات الباكستانية في وقت سابق من هذا العام بإعادة من يأملون الوصول إلى ألمانيا إلى أفغانستان. من بين الموقعين على الرسالة يوجد فنانون وقضاة ومدعون عامون وموظفون مدنيون ونساء ربّات أسر وصحافيون.

في كابول، تُؤمّن لهم الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) مساكن آمنة، إلا أن الموقعين يحذّرون من أن أي تأخير قد يكلفهم حياتهم.

«لقد آمنّا بوعودكم. رجاءً لا تجعلوا هذا الثقة تكلّفنا — أو أطفالنا — حياتنا»، جاء في الرسالة.

رد وزير الخارجية الألماني

«أفهم مضمون الرسالة، لكني لم أحتج إليها لأدرك أننا تعهدنا لهؤلاء الأشخاص بواجب يجب الالتزام به لأننا دولة تسودها سيادة القانون»، قال وزير الخارجية يوهان واديفول يوم الثلاثاء أثناء زيارة إلى الهند. وأكد على أن «الثبات في السياسة الخارجية» يمثل أولوية عليا.

يقرأ  شركة ألمانية تعيد إحياء بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة

وأضاف: «أريد أيضاً أن نتمكّن مستقبلاً من توظيف كوادر محلية لألمانيا؛ وهذا لن يتحقّق إلا إذا كان هؤلاء يعلمون أنّ بإمكانهم الاعتماد على الدولة الألمانية».

إنهاء إجراءات إعادة التوطين قبل نهاية العام

ذكر واديفول أنه يسعى إلى إتمام إجراءات إعادة توطين الأفغان الحاصلين على تصاريح دخول ألمانية قبل نهاية السنة، وأنه ناقش الإطار الزمني مع نظيره الباكستاني. «من وجهة نظره لدينا حتى نهاية العام لإنجاز الإجراءات»، قال ذلك رداً على سؤال صحفي خلال زيارته لمدينة بنغالور الهندية. وأضاف أن هذا الإطار الزمني كافٍ، وأن على جميع السلطات الألمانية استثماره ليطمئن من ساعدونا في مواقف عدّة إلى أنه يمكنهم الاعتماد على جمهورية ألمانيا الاتحادية.

وأشار الوزير إلى استعداد باكستان المبدئي «لإعادة من وُجدوا في أفغانستان شريطة التأكد من إمكانية استكمال إجراءات النقل إلى ألمانيا».

باكستان تعيد بدء ترحيل الأفغان

إلا أن السلطات الباكستانية أعادت مجدداً احتجاز عددٍ من أفغان كانوا يأملون السفر إلى ألمانيا عبر برامج إعادة التوطين، وفقاً لما ذكره متحدث باسم الشرطة المحلية يوم الثلاثاء. وأفاد سكان بيت ضيافة لوكالة dpa بأن ثمانية أشخاص بينهم طفلان احتُجزوا.

في الشهر الماضي احتجزت باكستان مئات من الأفغان المدرجين في برامج التوطين الألمانية، وجرى ترحيل 210 منهم إلى أفغانستان. وتشهد باكستان حالياً عمليات ترحيل جماعي للأفغان، رغم أنه لم يُفترض أن تشمل المستفيدين من برنامج القبول الألماني.

ووفقاً لوزارة الخارجية الألمانية، يوجد إجمالاً 2,100 شخص ضمن برنامج القبول في باكستان، وما يقرب من 200 في أفغانستان (أفغانسان).

على صعيد قضائي، حكمت محكمة ألمانية يوم الإثنين بأن برلين تملك حق تعليق إصدار التأشيرات في حالات معيّنة، ومع ذلك نجح بعض المواطنين الأفغان في الحصول على القبول إلى ألمانيا بعد رفع دعاوى قضائية. ووصلت رحلة تجارية من إسطنبول إلى مطار هانوفر يوم الإثنين وعلى متنها 45 مواطناً أفغانياً مُنحوا تأشيرات واجتازوا الفحوصات الأمنية، فيما وصل اثنان آخران لاحقاً.

يقرأ  فرنسا: اعتقال مالي لموظفٍ في سفارتها بتهمة الانقلاب «بلا أساس» أخبار عسكرية

أضف تعليق