صراع قيادي في الليكود يؤخر مؤتمر الصهيونية العالمية ويعقّد مفاوضات تشكيل الائتلاف

انقسام داخلي داخل أجنحة الليكود العالمي يعرقل إجراء الانتخابات ويعطل مفاوضات تشكيل تحالفات المناصب في المؤتمر الصهيوني العالمي، مع تبادل الاتهامات بين الطرفين حول عرقلة العملية الديمقراطية.

الصراع الداخلي بين فصيلي ليكود العالمي و”ليكود إسرائيل” يمنع القوائم الأخرى في المؤتمر الصهيوني العالمي من التوصل إلى اتفاقات تحالفية لتولي مواقع في المؤسسات الوطنية في اسرائيل، إذ يجري كل فصيل مفاوضات منفصلة نحو امتلاك مقاعد قيادية بارزة.

يتزعّم فصيل الليكود العالمي رئيس المنظمة الصهيونية العالمية يعقوب هاجوئل، بينما يقود فصيل ليكود إسرائيل وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار؛ وكلاهما مرشحان لقيادة الليكود العالمي، وكلاهما يتهم الآخر بتعمد تأجيل مؤتمر الليكود والانتخابات بدافع الخوف من الهزيمة.

رئيسة لجنة انتخابات الليكود العالمي سارة فريش قالت إن زوهار هو من دفع يوم الجمعة إلى إجراء الانتخابات قبل انطلاقة المؤتمر، بينما رفض هاجوئل الدعوة يوم الأحد مبرّراً ذلك بالمخاوف من عجالة الإجراءات وخطر الإضرار بمشاركة المندوبين.

التأجيل يأتي كحلقة جديدة في سلسلة من تأجيلات المؤتمرات وخلافات حول إجراءات التصويت. عدة مندوبين داخل اسرائيل وفي الشتات أيدوا مطالب زوهار بإجراء انتخابات سريعة خشية أن تعرقل الخلافات الحالية مفاوضات تشكيل التحالفات داخل المؤتمر.

فريش أوضحت في بيان إلى قيادة الحركة أن موعد الاثنين لن يشهد نزولاً لصناديق الاقتراع، لكنها شددت على أن لا مانع تنظيميًا من عقد المؤتمر، وأن اللجنة هي جهة تنظيمية لا سلطة قضائية لديها لإجبار الليكود على إجراء الاقتراع، لكنها جاهزة لفتح الصناديق فور الطلب.

الليكود العالمي اعتبر يوم الأحد أن تسريع العملية الديمقراطية يطرح مشكلات قد تضعف قدرة المندوبين على المشاركة الفاعلة؛ بينما زوهار اتهم فصيل هاجوئل بمنع الانتخابات نتيجة تراجع قوته داخل الحركة، وهو ادعاء أكدت عليه مصادر داخل المؤتمر الصهيوني العالمي. حلفاء هاجوئل تردّدوا بين الانضمام إلى فصائل مختلفة، وزوّج ذلك بدعوة زوهار لعضو الكنيست ديفيد بيتان للسير معه—نفي المتحدث باسم هاجوئل ذلك، ولم يرد متحدث بيتان على طلبات التعليق. وذكرت تقارير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدعم محاولة زوهار لقيادة الفصيل.

يقرأ  الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية تحذّران: دعوة إسرائيل لإخلاء مدينة غزة تشكّل خطراً

غياب الانتخابات عرّقل بدوره مفاوضات تحالفات المؤتمر، وحذّر مكتب زوهار من أن الخلافات الداخلية تضع الليكود في موقف تفاوضي منهك ومجروح.

قال زوهار: “أبناء الليكود العالمي يطالبونني بمواقع ضمن مفاوضات انعقاد المؤتر — ولن أخضع لهذا الابتزاز.” وأضاف: “الليكود العالمي ليس مؤسسة لتوزيع الوظائف بل مشروع صهيوني، وله دور محوري في التواصل مع يهود الشتات. محاولة تأجيل المؤتمر تتعارض مع مسار الحركة ولا تتماشى مع نهج بيتار، ويجب عقد مؤتمر الليكود العالمي في أقرب فرصة.”

كان من المقرّر أن يُعقد المؤتمر الثامن للليكود في 14 أغسطس، لكن تم تأجيله إلى سبتمبر لمراعاة انتخابات المنظمة الصهيونية العالمية في فرنسا، وفي الوقت نفسه نشأت خلافات حول آلية الاقتراع؛ إذ طالب الليكود العالمي بتصويت إلكتروني سري لأول مرة، بينما أصر زوهار على اقتراع مفتوح، وادعى أن فروع بعض الدول ليست هيئات ليكودية رسمية. كما حصل خلاف حول قوائم المندوبين وبعضهم غُيّر تمثيلهم بموجب مناصب شغلوها، ودار جدل إضافي حول من سيمثل منظمة الصهيونية الأمريكية في المؤتمر.

الخلافات القانونية أبطأت انعقاد المؤتمر، لكنها انتهت بحكم محكمة ليكود إسرائيل في 8 أكتوبر بحسب فريش. ثم جُدول المؤتمر في 19 أكتوبر ونُشرت قائمة المرشحين، لكن الليلة التي سبقت المؤتمر شهدت طلباً آخر من الليكود العالمي لتأجيل الموعد.

أضف تعليق