صنّاع الأحذية العراقيون يحيون حرفتهم العريقة الأعمال والاقتصاد

نُشر في 30 سبتمبر 2025

انقر هنا للمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

في أزقة الموصل القديمة الضيقة، التي كانت يوماً قلب صناعةَ الأحذية العراقية وفخرَها، تعود الورش تدريجياً إلى الحياة.

بعد سنوات من الصراع والدمار، يعيد حرفيون أمثال سعد عبد العال، البالغ من العمر 58 عاماً، إحياء تقليدٍ يمتد لأكثر من ألف عام.

الحذاء التقليدي في العراق، المعروف بالقندرجية، ازدهر خلال الخلافة العباسية، حين كانت بغداد مركزاً عالمياً للتبادل التجاري والثقافي. وتوالت الأجيال التي كرست حياتها لتحويل الجلود الخام إلى أحذية متينة، مع انتقال المهارات من المعلم إلى التلميذ.

قبل الحرب كان في العاصمة بغداد أكثر من 250 مصنعا، بينما كانت الموصل تفخر بوجود أكثر من 50 ورشة ومصنعاً. كانت الأحذية العراقية معروفة بأناقتها ومتانتها—رمزاً من رموز الفخر الوطني.

«بدأ عملنا قبل أكثر من أربعين عاماً»، يقول عبد العال، ويداه سريعتان ثابتتان وهو يقص قطعة من الجلد. «تعلمت المهنة، أحببتها، ولم أتركها أبداً.» كانت بدايه هذه الحرفة أقوى عندما كانت السوق المحلية تدعم المنتجات الوطنية.

ذلك التقليد المشرّف كاد أن يندثر عام 2014، عندما سيطر تنظيم داعش على المدينة. تعرضت الورش والمصانع للغارات والقصف والنهب، وترك الكثير منها مهجوراً.

فقد عبد العال كل شيء—آلاته ومتجره وعماله. «القصف والدمار»، يتذكر. «لم يكن هناك مال حتى للتفكير في إعادة البدء.»

عند عودته إلى الموصل وجد ورشته مدمرة. وبحلول نهاية الحرب تقلص عدد المصانع في الموصل من خمسين إلى أقل من عشرٍ، تاركة آلافَ الصناع بلا عمل وخبرةٍ مهددة بالاختفاء.

نقطة التحول جاءت عبر دعم المنظمة الدولية للهجرة من خلال صندوق تنمية المشاريع «تمير»، الذي منح منحاً ودوراتَ تدريبية لرواد أعمال مهجرين وعائدين. بالنسبة لعبد العال، كانت هذه فرصة لشراء آلات الخياطة والضغط واعادة فتح ورشة العمل وتوظيف عمال.

يقرأ  قاضٍ يوقف خطوة إدارة ترامب لترحيل أطفال من غواتيمالا

«ليس أمراً سهلاً، لكن خطوة بخطوة نتقدم»، يقول وهو يعيد ترتيب أدواته.

اليوم ينتج عبد العال نحو أربعة أزواج من الأحذية يومياً—أقل مما كان عليه سابقاً، لكنه يكفي للحفاظ على نشاط منشأته. المنافسة من الواردات الرخيصة شرسة، لكنه مصرٌ على أن الحرفية العراقية ما تزال تتفوق.

«أحذيتنا من جلدٍ أصيل؛ تدوم. قد تبدو الأحذية المستوردة جذابة بصرياً، لكنها تفتقر إلى الجودة. أما الأحذية المنتجة في مصنعي فمتشابهة في الشكل لكنها أفضل جودةً—وهذا ما يجعلنا فخورين.»

أضف تعليق