أمرَت سلطات طالبان أربعة شبان أفغان بتقديم أنفسهم إلى ما يُسمّى بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد أن ارتدَوا أزياءً مستوحاة من المسلسل التلفزيوني “بيكي بلايندرز”.
وقال متحدث باسم الحكومه لهيئة الإذاعة البريطانية إن ملابسهم “تتعارض مع القيم الأفغانية والإسلامية”، مضيفًا أن القيم الظاهرة في المسلسل تخالف تقاليد المجتمع المحلي.
تُظهر مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت الشبان وهم يقفون متأنقين بقبعات مسطحة وبدلات ثلاثية القطع شبيهة بتلك التي ارتداها ممثلو المسلسل الذي تجري أحداثه في إنجلترا عقب الحرب العالمية الأولى. وقد أُفرج عنهم بعد الاستجواب.
منذ استيلاء طالبان على السلطة عام 2021، فرضت الحكومة قيودًا على سلوكيات الحياة اليومية تماشيًا مع تأويلها للشريعة الإسلامية.
قال سيف الإسلام خبير، المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لهيئة الإذاعة البريطانية: “حتى الجينز كان سيكون مقبولًا، لكن القيم التي يروّج لها مسلسل بيكي بلايندرز تتعارض مع ثقافتنا في افغانستان”. وأضاف أن الشبان استُدعوا في منطقة جبريل وأنهم في أوائل العشرينات من عمرهم.
وأضاف خبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن تصرّفهم كان “ترويجًا لثقافة أجنبية وتقليدًا لممثلين سينمائيين في هرات”، وأنهم خضعوا “لبرنامج تأهيلي”. وأوضح لاحقًا لوسائل إعلام أمريكية أنهم لم يُعتقلوا رسميًا بل “استُدعوا ونُصحوا ثم أُطلق سراحهم”.
في شريطٍ مصوّر نُشر من قِبل الوزارة بعد استجوابهم، ظهر الشبان وهم يشكرون المسؤولين على النصائح، من دون أن تتضح مأساة تسجيل المقابلة وظروفها. قال أحدهم في التسجيل: “كنت أشارك محتوىً بريئة كان مخالفًا للشريعة وله مشاهدات كثيرة”، وأضاف أنه استُدعي ونُصحَ وسيتجنب تكرار مثل هذا السلوك.
وقبل استدعائهم، في مقابلة مع قناة هرات-مايك على يوتيوب أواخر نوفمبر، اعترف الأصدقاء بإعجابهم بالأزياء المعروضة في المسلسل، وأن ردود فعل الناس في الشوارع كانت إيجابية، إذ توقف المارة لالتقاط الصور معهم والتغنّي بأناقتهم.