عائلة تطالب برعاية طبية مستقلة لمراهق أمريكي محتجز لدى إسرائيل أخبار حقوق الإنسان

تطالب عائلة محمد إبراهيم، الشاب الفلسطيني‑الأميركي المحتجز لدى السلطات الإسرائيلية منذ فبراير، بإجراء فحص طبي مستقل لحالته على خلفية تقارير مقلقة عن وضعه الصحي داخل السجن.

قال عمه زيد قدور إن مسؤولاً من سفارة الولايات المتحدة لدى إسرائيل زار المراهق البالغ 16 عاماً الأسبوع الماضي في سجن عوفر، وأنه عقب الزيارة أفاد بأن محمد فقد وزناً وظهرت حول عينيه هالات داكنة وملامح تعب واضحة.

وأضاف قدور أن الموظف القنصلي أبلغ العائلة بأنه طرح قضية محمد أمام جهات أميركية وإسرائيلية متعددة، متسائلاً بعنف: «هذه أول مرة خلال تسعة أشهر يبدي فيها أحدهم قلقاً جديّاً على صحته — فكم هو سوء الوضع؟»

على الرغم من مناشدات من منظمات حقوقية وأعضاء في الكونغرس الأميركي للإفراج عنه، ترفض السلطات الإسرائيلية إطلاق سراحه، وتقول العائلة إن إدارة الرئيس ترامب لم تبذل ما يكفي لإعادته إلى وطنه. تتهم السلطات الاسرائيلي الفلسطيني إبراهيم برشق مستوطنين بالحجارة، وهو ما ينفيه هو.

وترى العائلة أن مسار الإجراءات القانونية يسير ببطء شديد داخل منظومة القضاء العسكري في الضفة المحتلة، فيما تؤكد منظمات حقوقية أن النظام القضائي العسكري جزء من سياسة تمييزية أوسع تُوصَف بأنها نظام فصل عنصري، مع معدل إدانات يقارب المئة بالمئة للمدعى عليهم الفلسطينيين.

يزيد من قلق الأسرة عجزهم عن الوصول المباشر إلى محمد أثناء احتجازه؛ فالعائلة غير قادرة على زيارته أو التواصل معه، وتعتمد فقط على تحديثات تصلها عبر السفارة الأميركية. وقد أفاد والده، زاهر إبراهيم، في وقت سابق هذا العام بأن ابنه فقد كثيراً من وزنه وأصيب أيضاً بالحكّة الجلديّة (الحصف) التي تنتشر بسهولة.

آخر زيارة أجراها موظفو السفارة كانت في سبتمبر الماضي. وتوثّق تقارير حقوقية ممارسات تعذيب وانتهاكات جنسية ضد معتقلين فلسطينيين، خصوصاً منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، حسب شهادات وتوثيقات عدة.

يقرأ  أورسولا فون دير لاين تدعو إلى استقلال أوروبي في إمدادات المواد الخام

قال قدور: «نرى ونسمع عن من يخرجون من السجون بحالة مزرية — نعرف أنه سيئ»، وأضاف: «محمد فتى أميركي اُختطف وهو في الخامسة عشرة من عمره، وأمضى الآن تسعة أشهر دون أن يرى امه أو والده» — وهي نقطة تثير لديهم مخاوف حقيقية على صحته النفسية.

تطالب العائلة بأن يُنقل محمد إلى مستشفى وأن يخضع لتقييم من طرف ثالث مستقل، لا من قِبل طبيب أو ممرّض سجني، لأن الأمر يتطلب عناية حقيقية، كما قال عمه لقناة الجزيرة. محمد، القادم من ولاية فلوريدا، زار فلسطين عندما اعتقلته القوات ليلاً وهو مقيَّد العينين وتعرض للضرب في ما وصفه قدور بأنه «خطف».

وزارة الخارجية الأميركية لم ترد على طلب الجزيرة للتعليق بشأن الزيارة القنصلية الأخيرة. وعندما زار وزير الخارجية ماركو روبيو إسرائيل الشهر الماضي بدا أنه أساء فهم سؤالاً عن الأسير الفلسطيني مروان برغوثي فظن أن السؤال يتعلق بحالة محمد، فأجاب: «هل تتحدثون عن الشاب من الولايات المتحدة؟ ليس لدي معلومات جديدة لأعلنها اليوم»، مضيفاً أن المسألة تُتابع عبر السفارة والقنوات الدبلوماسية.

في نظر قدور، قضية محمد ليست مسألة إدارية أو قانونية بحتة، بل تحتاج إلى إرادة سياسية من واشنطن لضمان إطلاق سراحه. وتذكر العائلة أن الولايات المتحدة تفاوضت في السابق مع دول اعتُبرت خصوماً — مثل فنزويلا وروسيا وكوريا الشمالية — لتحرير مواطنين أميركيين، وترى أن بإمكان الإدارة الأميركية الضغط على أقرب حلفائها في المنطقة لتحقيق نفس الهدف، لا سيما في ظل أن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل تجاوزت 21 مليار دولار خلال العامين الماضيين.

يسلط قدور الضوء على التفاوت بين ما بُذل من جهود للإفراج عن أميركيين آخرين، وبين ما يُبذل من جهود لإخراج محمد، مطالباً باتخاذ خطوات ملموسة وفورية لحمايته وإعادته إلى عائلته.

يقرأ  المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة يدعو الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات عن منظمات المجتمع المدني الفلسطينية

أضف تعليق