عاصفة مدارية تقتل ما لا يقل عن ٤ أشخاص وتشرّد ٤٠٠ ألف شخص في الفلبين

عنوان: إعصار استوائي يضرب الفيلبين ويتجه نحو فيتنام

نُشر في ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥

إعصار استوائي من الفئة الشديدة — بوعلوي — هو الأعنف الذي يضرب الأرخبيل بعد الإعصار الخارق راجاسا، ويتجه الآن صوب بحر جنوب الصين نحو سواحل فيتنام. أسفر العاصفة عن مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وتشريد مئات الآلاف، بعدما جلبت أمطاراً غزيرة وفيضانات وانزلاقات طينية أثرت بشدة على الجزر الوسطى في البلاد.

أفاد مكتب الأرصاد الفلبيني (باكاسا) أن العاصفة الشديدة بوعلوي، وهي الدورة المدارية الخامسة عشرة التي تضرب الفيلبين هذا العام، كانت تتحرك شمال غربيّة بسرعة مع هبات رياح بلغت حتى ١٣٥ كيلومتراً في الساعة (٨٤ ميلاً) عند الساعة ٠٥:٣٠ بتوقيت غرينتش يوم الجمعة، مع تحذيرات متواصلة من هطولات مطرية غزيرة في مناطق متفرقة.

أعلنت السلطات إجلاء نحو ٤٠٠ ألف شخص من جزر متعددة، بحسب بيان لبرناردو أليخاندرو من الدفاع المدني خلال مؤتمر صحفي. من بين هؤلاء، كان نحو ٨٧ ألفاً من إقليم بيكول الشرقي. كما أبلغت المناطق المحافظاتية أن أكثر من ٧٣ ألف شخص نقلوا إلى ملاجئ حكومية في محافظتي إيسترن سامار ونورثرن سامار.

أفادت تقارير تلفزيونية رسمية بأن أربع حالات وفاة مؤكدة سُجلت في إقليم بيكول؛ وقال مدير الدفاع المدني الإقليمي كلاوديو يوكوت إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم في جزيرة ماسبايتي، أحدهم دهسته شجرة سقطت، وآخر لقي حتفه بصاعقة في محافظة كامارينس نورت. وفي إقليم جُزر أخرى أشار حاكم الولاية إلى نزوح نحو ٢٠ ألف شخص.

على جزيرة باناي الوسطى، أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث انزلاق طيني على طريقٍ وطني، وأظهرت صور متداولة مركبات مغطاة جزئياً بالطين أثناء محاولات الجرافات فتح الممرات وإجلاء السكان في محافظة إيليمّو بينما استمرت المياه بالارتفاع. شهدت أجزاء من العاصمة مانيلا فيضانات منعت الدروس في المدارس واستدعت تعليق الدوام.

يقرأ  فلسطينيون: سقوط ٨٤ قتيلاً مع استمرار هجمات إسرائيل على مدينة غزة

التداعيات المناخية والسياسية

يتوقع مختصو الأرصاد أن تتعزَّز العاصفة من جديد إلى قوة إعصارية مع تقدمها نحو البحر الجنوبي للصين وامضاء مسار باتجاه فيتنام. تُعَدّ الفيلبين معرضة لمتوسط نحو ٢٠ عاصفة وإعصار سنوياً، ما يضع ملايين السكان في مناطق عالية الخطورة في حلقة مستمرة من الفقر والكوارث.

حذّر العلماء من أن العواصف في المنطقة تزداد شدة بتأثير الاحتباس الحراري الذي يرفع درجات حرارة المحيطات ويكثف هطول الأمطار. ولا تزال الآثار الناجمة عن إعصار راجاسا الخارق طازجة؛ فقد خلف راجاسا في شمال البلاد تسعة قتلى على الأقل وشرد آلافاً.

تأتي ضربة بوعلوي في وقت حساس سياسياً، إذ تجري تحقيقات تُشير إلى ضلوع سياسيين، بمن فيهم حلفاء الرئيس فيرديناند ماركوس الابن، في فضيحة رشوة ضخمة تتعلق بمشروعات لمكافحة الفيضانات والبُنى التحتية المرتبطة بها. مزاعم تحايل بمليارات الدولارات موجهة إلى متورطين يُتهمون بتمويل أنماط حياة فارهة، وهو ما أثار غضب الرأي العام وأدّى إلى احتجاجاتٍ حاشدة انتهت بأحداث عنف قاتلة.

أضف تعليق