عامان من الإبادة الإسرائيلية في غزة بِالأرقام — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

مرّ عامان منذ أن شنت إسرائيل حملة إبادة جماعية على الفلسطينيين في غزة.

هجوم 7 أكتوبر 2023 كان الشرارة: هجمات نفّذتها كتائب القسام وأفواج فلسطينية أخرى على جنوب إسرائيل أودت بحياة نحو 1,139 شخصًا، وخُطف حوالي 240 آخرين إلى غزة. رداً على ذلك، أطلقت إسرائيل غارات جوية متواصلة وشدّدت الحصار الطويل، فحوّلت حصاراً دام 16 عاماً إلى اختناق تام للقطاع.

الضحايا والجرحى (الجزيرة)

– حتى الآن، قتلت الهجمات الإسرائيلية ما لا يقل عن 67,000 فلسطينياً. آلاف آخرون لا يزالون تحت الأنقاض. هذا يعادل تقريباً شخصاً واحداً من كل 33 شخصاً — أي نحو 3% من سكان القطاع قبل الحرب.
– بين القتلى ما لا يقل عن 20,000 طفل؛ بمعدل يعادل وفاة طفل كل ساعة على مدار العامين الماضيين. (لاحظ أن وزارة الصحة تحسب الوفيات على أساس ما يُسجّل في المستشفيات أو يُوثّق رسمياً، والرقم الفعلي قد يكون أعلى بكثير لأن كثيرين قضوا تحت الأنقاض أو ما زالوا مفقودين.)
– أُصيب أكثر من 169,000 شخص، والكثير منهم يعانون إصابات مغيرة للحياة؛ وقدّرت اليونيسف أن بين 3,000 و4,000 طفل فقدوا أحد الأطراف أو أكثر.
– مرافق الصحة القليلة المتبقية تعمل تحت ضغط هائل وبإمدادات متناقصة وتحت تأثير محدود أو غياب كامل للتخدير.

المنظومة الصحية تحت القصف

– تعرّض نحو 125 منشأة صحية للضرر، بينها 34 مستشفى، ما حرم المرضى من خدمات طبية أساسية.
– قُتل ما لا يقل عن 1,722 من العاملين في الحقل الصحي والإغاثة. ومئات آخرين أُخرجوا قسراً من أسرّة المرضى واعتقلوا في سجون ومعسكرات إسرائيلية.
– وفق مراصد طبية، تحتجز القوات الإسرائيلية 28 طبيباً بارزاً، بينهم 18 أخصائياً كبيراً في مجالات حيوية مثل الجراحة والتخدير والعناية المركزة وطب الأطفال، ما أدى إلى حرمان النظام الصحي المدمر من خبرات حاسمة. أفادت تقارير بأن طبيبين من كبار الأطباء توفيا تحت التعذيب في الاحتجاز ولا تزال جثتيهما محتجَزة.
– أكثر من 20 طبيباً نُقلوا من مستشفيات محاصرة أو اقتحمتها القوات، واعتُقل آخرون من قوافل طبية ومنازل وعمليات إخلاء قسرية. كثيرٌ منهم رُحّل دون تهمة ولأكثر من 400 يوم، وثلاثة منهم لأكثر من 600 يوم.
– منذ أكتوبر 2023 وثّقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 790 هجوماً على مرافق صحية — قصف جوي للمستشفيات والعيادات وسيارات الإسعاف. وفق القانون الدولي الإنساني (اتفاقية جنيف الرابعة، مواد 18–22؛ والمواد 12 و51) فإن الوحدات والمرافق الطبية والأفراد يتمتعون بحماية خاصة. وتنص نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية (المادة 8(2)(b)(ix)) على أن استهداف مستشفى عمداً يعد جريمة حرب.

يقرأ  يناشد ترامب الحوامل تجنب تايلينول بسبب مخاوف غير مثبتة من ارتباطه بالتوحدأخبار الصحة

المجاعة والحصار (الجزيرة)

– فرضت إسرائيل قيوداً عسكرية واسعة أدّت إلى عرقلة المساعدات لأسابيع ونظام توزيع طعام قاسٍ تتعرّض فيه الناس لإطلاق النار تقريباً يومياً أثناء محاولتهم جمع الغذاء.
– توفي ما لا يقل عن 459 شخصاً بسبب الجوع، بينهم 154 طفلاً.
– في 22 أغسطس أكّد نظام IPC المدعوم من الأمم المتحدة وجود مجاعة في القطاع — الأولى المعترف بها رسمياً في الشرق الأوسط. المأساة كانت حاضرة في محافظة غزة ويتوقع أن تمتدّ إلى دير البلح وخان يونس؛ نحو ثلث السكان (641,000 شخص) يواجهون ظروفاً كارثية (المرحلة 5).
– تدهورت تغذية الأطفال بسرعة تاريخية: في يوليو وحده تم رصد أكثر من 12,000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد — ستة أضعاف مستوى بداية العام. يقاسي نحو طفل من كل أربعة سوء تغذية حاد شديد، ويولد واحد من كل خمسة أطفال مبكراً أو بوزن منخفض عند الولادة.
– عندما سيطرت مجموعة تدير العمليات خارج إطار الأمم المتحدة في 27 مايو، أدخلت نظام توزيع قاتلاً؛ وسجلت وزارة الصحة في غزة أكثر من 2,600 قتيلاً وأكثر من 19,000 جريحاً بنيران جنود ومقاولين أمنيين أثناء محاولات الناس الحصول على الغذاء من مواقع التوزيع — وصف أحد الجنود هذه المناطق بأنها «حقل قتل».

المياه والصرف والصحة البيئية

– منذ أكتوبر 2023 استُهدِف بشكل منهجي ما هو متبقي من شبكة المياه في غزة: آبار، أنابيب، محطات تحلية وأنظمة صرف صحي.
– أبلغ خبراء الأمم المتحدة أن 89% من شبكة المياه والصرف تضررت أو دُمرت، ما ترك أكثر من 96% من المنازل في حالة انعدام أمن مائي.
– كثير من الأنابيب الرئيسية مدمّرة والآبار ملوّثة بمياه الصرف أو باتت غير قابلة للوصول بسبب القتال والنزوح. اليوم يكاد نحو نصف السكان يتقنصون على أقل من 6 لترات ماء يومياً للشرب والطهي، و28% لديهم أقل من 9 لترات للنظافة — أقل بكثير من معيار الطوارئ البالغ 20 لتراً للفرد يومياً.

يقرأ  الجيش: طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن اصطدمت قرب مطار رامون الإسرائيلي

الدمار السكني والبنيان العام

– التدمير واسع النطاق: بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بحلول أغسطس كانت 92% من المباني السكنية و88% من المنشآت التجارية قد تضررت أو دُمرت.
– عبر أحياءٍ كاملة محيت عن الوجود، ممّا ترك ملايين الفلسطينيين مشردين وبدون مأوى. تحليل الأقمار الصناعية لبرنامج UNOSAT بيّن أن نحو 78% من المنشآت في القطاع دُمرت حتى 8 يوليو 2025.
– مع غياب الوثائق القانونية لدى 62% من السكان لإثبات ملكية الممتلكات، سيكون إعادة الإعمار محفوفة بعقبات كبيرة، وقد يواجه كثيرون تشريدًا دائمًا حتى لو انطلق الإعمار لاحقاً.
– قدرت خسائر الأضرار المادية المباشرة بنحو 55 مليار دولار بحسب تقييم البنك الدولي، ويتضمن ذلك تدمير المنازل والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية العامة.

التعليم

– انهيار شبه كامل في منظومة التعليم: نحو 658,000 طفل في سن المدرسة و87,000 طالب جامعي محرومون من الوصول إلى التعليم لأن الفصول والمدارس والجامعات مدمّرة.
– قُتل ما لا يقل عن 780 من العاملين في القطاع التعليمي، و92% من المدارس بحاجة إلى إعادة بناء كاملة.
– دُمرت أكثر من 2,300 منشأة تعليمية، بينها 63 مبنى جامعي، وما تبقى يُستخدم مأوىً للنازحين.

الاعتقالات والسجون

– أكثر من 10,800 فلسطيني محتجزون في السجون الإسرائيلية في ظروف تصفها منظمات حقوقية بالقاسية واللاإنسانية، بينهم 450 طفلاً و87 امرأة. أُلقِي القبض على كثيرين خلال مداهمات في غزة أو في الضفة الغربية المحتلة.
– رقم كبير من هؤلاء يُحتجز دون توجيه تهم أو محاكمة؛ على الأقل 3,629 معتقَلاً رهن الاعتقال الإداري، سياسة تُستخدم للاحتجاز المطوّل على «أدلة سرية».

العمل الإعلامي والصحفي

– غزّة أصبحت من أخطر الأماكن للعمل الصحفي: قُتل ما يقرب من 300 صحفيًا وعاملًا إعلاميًا منذ 7 أكتوبر، بينهم 10 من قناة الجزيرة، وفق مرصد حرّية الإعلام.
– الصحفيون الذين قُتلوا من فريق الجزيرة:
محمد سلامة
أنس الشريف
محمد قريِّقِة
إبراهيم زاهر
محمد نوفل
حسام شبت
إسماعيل الغول
أحمد اللوح
حمزة دحّوّح
سامر أبو دقة
– مُنع الإعلام الأجنبي من الدخول إلى القطاع، ولا يُسمح سوى لقلة من الصحفيين المرافقين لقوات إسرائيلية بالدخول تحت رقابة عسكرية صارمة. مقررة الأمم المتحدة الخاصة حرية التعبير قالت إن الحملة الإسرائيلية تسعى إلى إسكات الصحفيين الفلسطينيين: «تُشوّه سمعتهم أولاً وتتهمهم بدعم الإرهاب — ثم يُقتل الكثير منهم. الأمر لا يقتصر على قتل أفراد، بل على قتل الرواية.»
– مشروع تكاليف الحروب في جامعة براون يؤكد أن عدد الصحفيين القتلى في غزة يفوق ما سجّل في عدد من الصراعات التاريخية مجتمعة.

يقرأ  لماذا تستمر الفيضانات القاتلة في اجتياح باكستان؟

الرسم الختامي

الآثار المدمّرة للحرب تتجسّد في الخسائر البشرية، وتدهور الخدمات الصحية والمائية والتعليمية، وتدمير المساكن والبنى التحتية، والاعتقالات الواسعة، والجهود المقصودة لإخماد صوت الصحافة. بينما يتفاقم الوضع الإنساني، يبقى السؤال المركزي حول كيفية حماية المدنيين واستعادة الحد الأدنى من الكرامة والحقوق الأساسية وسط هذه الكارثة المستمرة — وإلى متى سيبقى العالم يراقب دون محاسبة فعلية للمنفذين؟ (ملحوظة: كثير من الأرقام مأخوذة عن تقارير ميدانية ورصدية صدرت خلال العامين الماضيين.)

أضف تعليق