عشائر مسلحة تنقلب على حماس مع توغّل الجيش الإسرائيلي في عمق مدينة غزة

عشائر محلية في أنحاء غزة تقاوم سيطرة حماس، وتنسّق تفاهمات مع الجيش الإسرائيلي بينما تخوض معارك في مناطق تتعرّض لضغط الهجوم العسكري على القطاع.

مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في غزة، بدأت مجموعات مسلحة محلية تُؤسس لفرض سيطرتها المحلية وفي بعض الحالات تتصدّى لسلطة حماس مباشرة، وفق ما أفادت مصادر في القيادة الجنوبية الأربعاء.

قال مسؤولون عسكريون إن عدداً من العشائر نشرت المئات من المقاتلين عند نقاط دخول رئيسية لمنع عناصر أمن حماس من استعادة السيطرة.

من بين القوّات النشطة على الأرض، توجد وحدة «السهم» التابعة لحماس، وهي فرقة إنفاذ داخلية عنيفة تتولّى الاعتقالات والاعتداءات وإعدام موقَّعين بواسطتهم بتهمة التعاون مع العدو.

تشير التقديرات الأمنية إلى أن هذه التشكيلات المحلية باتت تدرك أن اسرائيل عازمة على تفكيك لواء مدينة غزة بقيادة عزّ الدين الحداد، وأن حركة النزوح الجماعي للمدنيين نحو الجنوب تشكّل نقطة ضعف استراتيجية لحماس.

أفادت مصادر بوقوع مواجهات مباشرة بين عناصر بعض العشائر ومقاتلي حماس في مواقع متعدّدة.

وُصِفت مشاهد الدمار في المدينة بعد غارة جوية إسرائيلية، فيما يمشي بعض المدنيين قرب بنايات مُدمّرة وسط أجواء توتر وخوف.

بعض العشائر، وعلى رأسها جماعة أبو شُباب، قيل إنها عقدت تفاهمات غير رسمية مع الجيش الإسرائيلي وجهاز الامن العام (الشاباك). وضمن هذا التفاهم، بقي أفراد العشيرة في مواقعهم بغزة من دون النزوح جنوباً، مستفيدين من منطقة آمنة أُنشئت بتنسيق مع القوات الإسرائيلية ومن ممر محمي لتوريد المساعدات الإنسانية.

«في أماكن معينة كانت هناك اشتباكات فعلية بين المجموعات المسلّحة وعناصر حماس»، قال مسؤول أمني. وترى أجهزة الاستخبارات أن قادة العشائر يلمحون إلى فرصة لتعزيز نفوذهم مع تزايد الانطباع بأن حماس قد تُهزم في نهاية المطاف.

يقرأ  تراجع حاد في ثقة المستهلكين الأمريكيين مع تباطؤ سوق العمل | أخبار الأعمال والاقتصاد

أضاف المسؤولون أن التنسيق بين قائد القيادة الجنوبية اللواء يانيف أسور والشاباك سهل ما وُصف بـ«عملية إيجابية» للتعاون مع القوى المحلية.

برزت عشيرة أبو شُباب كمثال بارز؛ فهي ناشطة في المنطقة الممتدة بين رفح وخان يونس، ويُعتقد أنها قتلت عناصر من حماس في اشتباكات حديثة. وتعمل عشيرة الترابين بشكل أساسي في جنوب غزة، وقد استمرت تبادلات إطلاق النار بين أبو شُباب وحماس في الأسابيع الأخيرة.

أما عشائر أخرى مثل الشويش والبركة وأبو طير فلم تتّخذ موقفاً واضحاً حتى الآن. بعض هذه العشائر بدأت تستضيف مدنيين رافضين للانتقال إلى المناطق الإنسانية المخصّصة، مقابل تعهّد بالولاء لعشيرة المضيفة.

في المرحلة الأولى للمبادرة اعترف مسؤولون إسرائيليون بوجود نقاش داخلي حول مخاطر الانخراط مع مجموعات مسلحة في غزة، بما في ذلك عشيرة أبو شُباب. ومع ذلك، يعتبر بعض أفراد المؤسسة الدفاعية أن ديناميكيات العشائر الناشئة قد تمثّل نقطة تحول محتملة في جهود إضعاف قبضة حماس على القطاع.

أضف تعليق