تبادلت الشرطة ومحتجو مناهضة الحرب في ألمانيا اتهامات متبادلة بالعنف وسوء السلوك، بعد أن تحوّل مسيرٌ في وسط مدينة كولونيا ليل السبت إلى اشتباكات عنيفة.
أقرت القوات باستخدام القوة البدنية، بما في ذلك الهراوات وغاز الفلفل ضد مشاركين في التظاهرة، فيما أفاد منظمو الاحتجاج الأحد بأن عشرات الأشخاص أصيبوا جراء تدخل الشرطة.
من جانبها قالت الشرطة إن 13 من عناصرها أصيبوا، وأن أربعة منهم عجزوا عن مواصلة أداء مناوباتهم بعد تفجر أعمال العنف في مسيرة حضرتها نحو 3000 شخص في المدينة الغربية.
ويأتي هذا التحرك المناهض للحرب في ظل زيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي بألمانيا وبعد اتفاق حكومي تاريخي يمهّد لإمكانية إعادة التجنيد الإجباري للشبان إذا تعذّر جذب عدد كافٍ من المتطوّعين.
رغم الإرث التاريخي للحرب العالمية الثانية الذي ترك لدى كثيرين ميلاً قوياً لمناهضة العسكرة، يرى العديد من القادة السياسيين ضرورة إعادة تسليح الجيش وتنشيطه في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.
قالت الشرطة إنها أنهت التجمع مساء السبت بعد أن تعرّض عناصر لها لهجمات وسُجلت انتهاكات متكررة لقوانين التجمع، مضيفةً أنّ مجموعة يشتبه في أنها مصدر الهجمات «تمت مُلاحقتها واحتجازها».
وشاهدت مراسلة وكالة dpa مجموعة من المتظاهرين محاطةً بعناصر الشرطة وممنوعة من المغادرة متأخّراً في الليل، في إجراء شرطي يعرف بتقنية الحصار (kettling).
أوضحت الشرطة أنها حدّدت أفراداً يُشتبه في تورّطهم بأعمال عنف، وأن العملية انتهت حوالى الخامسة صباحاً (03:00 ت.ع.م)، بحسب متحدث باسمها.
احتُجز اثنان مؤقتاً لرفضهما الالتزام بأوامر التفرق؛ ويواجه أحدهما كذلك تهمًا جنائية لمقاومة الاعتقال والاعتداء على الضباط.
اتهم المتظاهرون الشرطة باحتجاز بعض المشاركين دون إتاحة الماء أو دورات المياه، بينما قالت الشرطة إن المشروبات والحمّامات المتنقلة كانت متوفرة.
زعم متحدث باسم المحتجين أن بين 40 و60 شخصاً أُصيبوا ومنعوا من الوصول إلى المستشفات، وردّ المتحدث باسم الشرطة بأن «المساعدة الطبية توفرت حيثما دعت الحاجة».
أفادت تقارير شرطة بأن 12 مشاركاً تقدموا للإبلاغ عن إصابات، لكنها قالت إنها لا تملك معلومات حول شكاوى رسمية ضد عناصر الشرطة.
كما سُجلت حالتا طوارئ طبّية تلقى خلالهما المصابان إسعافات أولية ونُقلا إلى المستشفى للعلاج.
وفي بيان لمنظمي التظاهرة مساء الأحد، اتّهموا الشرطة باستهداف المحتجين عمداً بضربات على اليدين والبطن وباستخدام غاز الفلفل.
يأتي التدقيق في استخدام القوة أيضاً على وقع حادثة سابقة ببرلين أثارت أزمة دبلوماسية وقلقاً لدى مسؤولين إيرلنديين، عندما لكم شرطي متظاهراً مؤيداً للفلسطينيين في وجهه مرتين مكسوراً أنفه ولاحقاً ذراعه أثناء عملية اعتقال يوم الخميس.
قال منظمو الاحتجاج في كولونيا إن أعمال الشرطة أسفرت عن 147 إصابة، من بينها 18 حالة استدعت دخول المستشفات—وصف التحالف المناهض للحرب تصاعد العنف الشرطي بأنه «فضيحة سياسية».
ووفقاً لكل من الشرطة والمنظمين، شارك نحو 3000 شخص في التظاهرة ضد إعادة التسلّح والحرب. وذكر متحدث باسم الشرطة أن بعض المشاركين كانوا مقنّعين وأطلقوا قنابل دخانية.
في سيارة مرافقة للتجربة عثر الضباط على مفرقعات وكحول ميثيلي وأسطوانات غاز.