كشفت تحقيقات لهيئة الإذاعة البريطانية أن عصابة دراجات نارية أمريكية ذائعة الصيت بسبب مواقفها المعادية للإسلام أُخذت بعين الاعتبار لتأمين مواقع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة تعمل في قطاع غزة حيث استُهدف عدد من العاملين الإغاثيين.
أفادت الشبكة بأنها تأكدت من هوية عشرة أعضاء من نادي الدراجات “إنفيدلز” الذين عُينوا كحراس مسلحين من قبل شركة خاصة تُدعى UG Solutions، التي تُعنى بتوفير الحماية لمواقع المؤسسة. سبعة من هؤلاء العشرة يُشغلون بحسب التقرير مناصب قيادية في تلك المواقع، فيما جادلت UG Solutions بأن “الهوايات أو الانتماءات الشخصية غير المرتبطة بأداء العمل” لم تُؤخذ بعين الاعتبار ضمن معايير الانتقاء التي اعتمدتها للتوظيف.
ورغم دفاع مؤسسة غزة الإنسانية عن نفسها، قائلة إنها تتبع سياسة عدم قبول أي سلوك أو تحيّز كريه أو تمييزي، أثار اختيار أفراد من هذا النادي المخاوف، خصوصاً وأن النادي معروف بخطابه العدائي ضد المسلمين وبممارسات استفزازية مثل إقامة حفلات شواء خنزير بمزاعم التحدي خلال شهر رمضان.
قال إدوارد أحمد ميتشل، نائب مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، للبي بي سي إن “إسناد مهمة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة إلى نادي إنفيدلز يشبه وضع كو كلوكس كلان مسؤولاً عن توزيع المساعدات في السودان. هذا لا معنى له على الإطلاق”، وأضاف أن ذلك “مؤدىً محتوماً للعنف، وما نراه في غزة يؤكد ذلك.”
اطّلعت البي بي سي أيضاً على رسالة إلكترونية أرسلها قائد النادي جوني “تاز” مولفورد إلى الأعضاء، ويبدو أنه ضغط على زر “الرد للجميع” عن غير قصد، ثم أمر الأعضاء بعدم الرد على طلبات التعليق. وذكرت الصحيفة البريطانية أن من بين العاملين في قطاع غزة مولفورد ونائب الرئيس لاري “جي-رود” جاريت وأمين الصندوق بيل “ساينت” سيب وأحد الأعضاء المؤسسين ريتشارد “إيه-تراكر” لفتون.
قبيل رحلته إلى غزه، أطلق مولفورد نداءً هادئاً عبر فيسبوك يدعو المحاربين القدامى الذين “ما زالوا قادرين على إطلاق النار والتحرك والتواصل” للتقدّم لشغل هذه الوظائف. واستنتجت البي بي سي، استناداً إلى تقدير مقاول سابق، أن نادي إنفيدلز قد جند نحو 40 شخصاً من بين 320 موظفاً وظفتهم UG Solutions.
وتشير مستندات اطلعت عليها الشبكة إلى أن أعضاء الصفوف العليا في فريق الحراسة يتقاضون ما يصل إلى 1,580 دولاراً يومياً. من جهتها، دافعت UG Solutions عن توظيف مولفورد بوصفه “شخصية محترمة وموثوقة”، مؤكدة أنها “تقف إلى جانب سمعته وسجله ومساهماته في إنجاح مهام معقّدة”، وأن كل عضو يخضع لفحوصات خلفية شاملة وأن الأفراد المؤهلين والمرشحين فقط هم من يُرسَلون إلى عمليات الشركة.