نواب كنديون يُمنعون من دخول الضفة الغربية المحتلة ويستنكرون مزاعم إسرائيل
نفت نائبة البرلمان الكندية جيني كوان، المنتمية إلى حزب الديمقراطيين الجدد اليساري، صحة ادعاءات إسرائيل بأن الوفد الكندي شكّل تهديداً على السلامة العامة. وتساءلت كوان عمّا إذا كانت خطوة كندا الأخيرة بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في وقت سابق من هذا العام قد ساهمت في قرار إسرائيل منع دخول المجموعة.
مضايقات واحتجاز عند جسر اللنبي
كان من المقرر أن يزور الوفد، الذي نظّمته منظمة غير ربحية باسم «التصويت المسلم الكندي»، الضفة الغربية عبر معبر جسر الملك حسين (اللِنبي)، حيث أعيدت مواكب الوفد إلى الأردن بعد إجراءات أمنية استغرقت ساعات. وقالت كوان إن نائبة أخرى في الوفد تعرّضت «للتعامل الخشن» من قبل عناصر الحدود الإسرائيلية عندما حاولت متابعة أحد أعضاء الوفد الذي نُقِل لاستجواب إضافي.
«دُفعت – ليس مرة واحدة ولا مرتين، بل عدة مرات – من قِبل عناصر الحدود هناك»، قالت كوان. «إنها معاملة لعضوة برلمان — لو كانت مجرد مواطنة عادية، فماذا كان سيحصل؟»
مطالبات بتوضيح أسباب المنع
أوضحت الحكومة الإسرائيلية عبر الوكالة العسكرية المسؤولة عن شؤون الأراضي الفلسطينية المحتلة (COGAT/كوغات) أنها أعادت الوفد لأنهم وصلوا «دون تنسيق مسبق» وأنه تم «منعهم لأسباب أمنية». لكن أعضاء الوفد أكدوا أنهم حصلوا على تصاريح إلكترونية لدخول إسرائيل قبل وصولهم، وأن الحكومة الكندية أبلغت السلطات الإسرائيلية بخطط الزيارة سلفاً.
«اتبعنا كل الخطوات المطلوبة، لذا لست متأكدة ماذا يقصدون أو إلى ماذا يشيرون»، قالت كوان في مقابلة.
ردود فعل كندية وإقليمية
قالت وزيرة الشؤون الخارجية الكندية أنيتا أناند إن الوزارة تواصلت مع الوفد و«أعربت عن اعتراضات كندا حول سوء معاملة هؤلاء الكنديين أثناء محاولة عبورهم». ومن جهتها لم تجب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على طلبات التعليق المتكررة.
توتر في العلاقات بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية
جاء منع الوفد في ظل توتر متصاعد بين أوتاوا وتل أبيب بعد قرار كندا الانضمام إلى دول أوروبية في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في سبتمبر، وهو قرار أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال في الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل لن تسمح لكم بفرض دولة إرهابية علينا».
خلفية إنسانية وسياسية
كان من المفترض أن يلتقي الوفد بأفراد من المجتمع الفلسطيني لبحث الواقع اليومي في الضفة التي شهدت تصاعداً في العنف العسكري والاستيطاني، كما كانت هناك لقاءات مقررة مع عائلات يهودية متأثرة بالنزاع. وصف أعضاء الوفد الرحلة التي استغرقت ثلاثة أيام بأنها مهمة جمع معلومات ميدانية.
«ماذا يحاولون إخفاء؟» تساءل فؤاد كالسي، المدير التنفيذي لمنظمة الإغاثة «بيني أبيل كندا» وأحد أعضاء الوفد، في تعليق للقناة. وكما أعادت كوان التأكيد: «إذا لم يتمكّن الناس من مشاهدة ما يحدث على الأرض، فما الذي يحاولون إخفاءه؟»
نقص المعلومات وغياب تفسير واضح
لم تقدم وزارة الشؤون العالمية الكندية إجابة كاملة عن تفاصيل الواقعة، وبقيت أسئلة واعتراضات النواب الكنديين معلّقة حول طبيعة «التنسيق المسبق» الذي تشير إليه كوغات. الوفد يقول إنه التزم بكل الإجراءات الرسمية المعلومة، بينما تكتفي السلطات الإسرائيلية بتبريرات موجزة متعلقة بالأمن.