على مقربة من كريت قافلة غزة تُعيد حساب خطواتها

دعت إسرائيل أسطول السفن التابع للقافلة إلى الرسو في عسقلان وتسليم المساعدات التي تقول إنها تحملها إلى المسؤولين الإسرائيليين.

تؤكد سفن قافلة التوجه إلى غزة أنها تعرضت لهجوم بطائرات مسيّرة ليل الثلاثاء، وأنها سمعت انفجارات عدة قرب أسطولها الذي يضم حوالى أربعين سفينة. انطلق الأسطول من برشلونة في الأول من سبتمبر، ومنذ ذلك الحين أبحر لمدة أربعة وعشرين يوماً؛ انضمّ إليه نحو عشرين قارب شراعي في جنوب صقلية فارتفع تعداد السفن إلى الأربعين الحالية.

أمضت القافلة أسبوعاً في تونس مطلع سبتمبر، ثم أبحرت من صقلية ووصلت إلى المياه جنوب جزيرة كريت. في مياه تبعد نحو 45 كيلومتراً عن سواحل كريت، أفادت القافلة بأنها تعرّضت للهجوم، ومن ثم غيّرت مسارها متجهة نحو المياه الإقليمية اليونانية حول كريت باتجاه الشمال الشرقي.

تقول القافلة أيضاً إنها انضمّت إليها سفينة دعم كبيرة بطول 50 متراً تحمل اسم Life Support وتشغّلها منظمة ايطالية غير حكومية تُدعى Emergency. كتبت القافلة على وسائل التواصل الاجتماعي أن «قارب منظمة Emergency يرافق أسطول Global Sumud لتقديم الدعم الضروري»، ويمكن تتبّع السفينة الكبيرة عبر مواقع تعقّب السفن المفتوحة مثل Vessel Finder. وبحلول مساء الأربعاء كانت هذه السفينة مع القافلة على بعد نحو 12 ميلاً بحرياً جنوب كريت.

تواجه القافلة حالياً عوائق عدة. تسعى للالتحاق بمجموعة مكوّنة من ست سفن أبحرت من جزيرة سيروس اليونانية في 14 سبتمبر ووصلت إلى جنوب شرق كريت خلال اليومين الماضيين. يفصل القافلة عنها نحو 65 ميلاً بحرياً، ما يعني أنها تحتاج ليلة إضافية من الإبحار بسرعة تقارب 5 عقدة في الساعة للوصول. وبانضمام المجموعتين سيبلغ عدد السفن حوالى 45.

تزعم القافلة أنها تعرّضت سابقاً لهجمات إسرائيلية، بما في ذلك هجمات بطائرات مسيّرة مرتين أثناء رسوّها قبالة سيدي بوسعيد في تونس. لكن الحوادث التي وقعت ليلة الثلاثاء بدا أنها أكثر خطورة؛ فالأجواء داخل القافلة توحي بوجود ارتياع، واستمر أعضاؤها في تسليط الضوء على تصريحات وزارة الخارجية الإسرائيلية التي تتهم القافلة بالارتباط بحماس.

يقرأ  ترامب يطالب بوقف فوري للحرب في غزة خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

دعت إسرائيل أسطول القافلة إلى الرسو في عسقلان وتسليم المساعدات إلى مسؤولين إسرائيليين، وقد رفضت القافلة هذا الطلب حتى الآن. يطالب الناشطون الآن بدعم أكبر من دولهم الأم، داعين دولاً أوروبية مختلفة إلى مراقبتهم وربما تقديم المساعدة أو الحماية.

يحمل كثير من الناشطين جنسيات أوروبية، كما أن معظم السفن مسجّلة في دول أوروبية، لذا يتوقعون حماية من إيطاليا وبريطانيا وإيرلندا ودول أخرى. وصرّح الناشطون أن «مئات ممثلي الشعب المنتخبين عبر الاتحاد الأوروبي يطالبون بحماية فورية لقافلة Global Sumud بعد هجمات الليلة الماضية في المياه الأوروبية». وجاء هذا البيان فيما أجبر نواب إيطاليون حكومتهم على نشر سفينة بحرية لحماية رعاياهم في البحر، مع دعوات لأن تحذو دول أخرى حذوهم بتواجد حماية لضمان مرور الأسطول بأمان بينما يسعى لإقامة ممر إنساني إلى غزة.

لا تزال أمام القافلة نحو 500 ميل إضافية للوصول إلى سواحل غزة، ومع تغيّر أحوال الطقس قد يستغرق العبور حتى أسبوع. يتحرك الأسطول بسرعة سفينته الأبطأ، وعادةً ما يحرز نحو 5–6 عقد في الساعة، ما يعادل نحو 100–150 ميلاً يومياً. ومع ذلك، مساره ليس مباشراً ولا يتجه حالياً صوب غزة؛ انهما قلقون من حوادث إضافية في عرض البحر وقد يلصقون بالسواحل الجنوبية لكريت معتمدين على سفينة Life Support وربما مساعدات أخرى لتأمين مرورهم جنوب قبرص.

تجري حالياً مناورات بحرية تركية‑يونانية في شرق المتوسط بدأت يوم الاثنين.

أضف تعليق